تتنوع مخاطر الطرقات في لبنان بسبب انعدام التخطيط والصيانة، سواء على الطرقات السريعة أم على الطرقات الجبليّة، خصوصاً في ظل الأحوال المناخية الرديئة، التي ترفع نسب الخطورة في مختلف المناطق اللبنانية.
مؤسّس جمعية "اليازا"، زياد عقل، يرى في حديثه لـ"النهار" أنّ الطرقات الدولية كافة في لبنان تحتاج إلى صيانة، حتى الساحليّة منها. ويذكر أنّه عندما استحصل لبنان على قرض من البنك الدولي بقيمة 200 مليون دولار أميركي فريش لصيانة الطرقات العامة الدولية، لم تنفَق هذه الأموال بالشكل المناسب، إذ توزعت على المناطق وفق المحاصصة، وأجريت الصيانة في مناطق بحاجة إلى صيانة، لكن الحاجة لم تكن ملحة، إذ إنّ الطريق الدولية لها الأولوية.
وقد طالبت "اليازا" المجلس الأعلى للسلامة المرورية بالبحث في صيانة الطرقات الدولية، ومن المجلس النيابي ضمن إطار سلطته الرقابية تقييم فاعلية صرف القرض المذكور، "لأنّه من غير المقبول استمرار الحوادث على الطرقات الدولية بسبب الإهمال".
وبحسب عقل، قامت مبادرات على مستوى جمعيات وأفراد ومؤسّسات لصيانة بعض الطرقات مثل إنارة نفق فينيسيا من قِبل إحدى الجمعيات، وتعبيد جور كارثية على طريق مزرعة يشوع. لكن "هذه الخطوات غير كافية بتاتاً، والجمعيات والمبادرات الفردية لا يمكن أن تقوم مقام الدولة، إذ إنّ وزارة الأشغال منذ سنوات متعاقبة لا تقوم بأعمال الصيانة كما يجب، والبلديات لا تتحرك للصيانة إلّا بعد أن يقع حادث معيّن، يذهب بنتيجته قتلى أو جرحى".
وفي إطار الإهمال والاستجابة السريعة تحت ضغط الحوادث، يذكّر عقل بقيام "اليازا" آخر الشهر الماضي بنداءات متكرّرة للمعنيين لمعالجة حفرة على طريق الشام الدولية، بالقرب من شركة "سبينس"، عمرها أكثر من سنة، في نطاق بلدة الحازمية، بعد وقوع إصابتين بليغتين جرّاءها، فعولجت في اليوم التالي.
ومع كثرة حوادث السير في منطقتي ضهر البيدر وشكا، بالنظر إلى الخصوصية الجغرافية لهاتين المنطقتين، إليكم إرشادات تجنّبكم حوادث السير على هذه الطرقات.
يشرح خبير السلامة المرورية كامل إبراهيم في حديثه لـ"النهار" بأنّ طريق شكا تنقسم إلى قسمين: الأول بين أنفة ونفق شكا، والآخر بعد النفق، حيث انهار الجبل بسبب العاصفة الشديدة والأمطار الغزيرة. وهذه النقطة تشهد أعلى نسبة حوادث، لأنّ السائقين يخرجون مسرعين من النفق فيُفاجؤون بنقطة تحويل السير.
ويضيف إبراهيم أنّ السائقين يسلكون الطريق السريعة في لبنان لشعورهم بأنّها آمنة، وهذا ما يجعلهم يقودون بسرعة، من دون الشعور بأي خطر. لكن أيّ خطأ يرتكبه السائق تكون نتيجته وخيمة، ويؤدي إلى إصابات خطرة ومميتة.
ويتابع: "المشكلة تتفاقم ليلاً، لأنّ الرؤية تكون غير واضحة بسبب غياب الإنارة، فيما الطرقات غير محدّدة بالشكل المطلوب، وتفتقد إلى إشارات التنبيه، خصوصاً في أماكن تحويل السير. لذا، يصبح المطلوب من السائق التأنّي في القيادة بالسرعة المعقولة، لتفادي التعرّض لأي حادث بسبب حفرة على الطريق مثلاً، حتى لا يفقد السيطرة على السيارة.
ويلفت إبراهيم إلى أنّ السائقين بغياب الرادارات على الطرقات يسيرون بسرعة أكبر، فيزداد احتمال حصول الحوادث، لا سيّما المميت منها، وهذا الخطر ينطبق على منطقة شكا والقلمون والبالما.
لذلك، خلال العواصف والشتاء ومع غياب الرؤية الواضحة يجب تخفيف السرعة إلى النصف لتكون ردة فعل السائق أقلّ مفاجأة تجاه أيّ حادث.
أمّا طريق ظهر البيدر الدولية، الطريق الأعلى في لبنان، فيسير عليها عدد كبير من المركبات بأنواعها المتعدّدة. والمشكلة الأساسية فيها أنّها تنقسم إلى طريق متوسطة تمتدّ من الجمهور إلى صوفر، وخطورتها تتمثل في أنّها تتضمّن مفترقات في منتصفها غير ظاهرة للسائقين، لا سيّما في عاليه حيث تخرج الدراجات النارية والسيارات، وتباغت السيارات السائرة على الطريق العامة.
أمّا القسم الآخر من هذه الطريق، فهو الممتد من بحمدون صعوداً، والذي يصبح في آخره غير محدّد، ممّا يسبّب ارتباكاً أكبر للسائق خلال القيادة، ويصبح احتمال التجاوز الخاطئ أعلى، ويتوه السائق بحدود الطريق بين الخط الأول والرابع، وفق إبراهيم.
وعلى الرغم من وضع العاكسات الضوئية على جوانب طريق ضهر البيدر، فالأهم أن تكون الطريق مخططة ومزوَّدة بالإنارة. فإذا كانت الطريق مخططة بالأبيض بوضوح مع عاكسات ضوئية على جوانبها، يصبح الوضع أفضل إلى حدّ ما.
وينصح ابراهيم بأن يكون السائق على هذه الطريق مجهّزاً للتأكّد من جودة إطارات سيارته، ومن سلامة ماسحات المياه والفرامل والإضاءة.