إذا تابعنا كلمة رئيس الجامعة اللبنانية الأميركية LAU الدكتور ميشال معوض في بدء المئوية الثانية، ندرك تماماً أن الصمود في وجه الأزمات كان العنوان العريض لتطور الجامعة منذ نشأتها في العام 1924 الى اليوم من خلال بناء الحجر والبشر في كل الأزمنة.
في مؤتمر صحافي في حرم الجامعة الرئيسي في بيروت مع "أهل البيت" في الـ LAU وبمشاركة وزير التربية عباس الحلبي والنائبين إبرهيم منيمنة وعدنان طرابلسي، إختصر معوض القيمة المضافة التي سجّلها في سجل مرور المئوية الأولى ورصيدها الوحيد "أننا جامعة الانسان أولاً واخيراً".
وقال: "...ما كنّا لنستمر منذ 100 عام لولا عراقة مؤسستنا الجامعية والرصيد الهائل من الثقة الذي تجلى في ارتفاع أعداد الطلاب من ثلاث فتيات فقط خلال العام 1924 الى 8700 شاب وفتاة خلال العام الاكاديمي 2023-2024، ومن خلال 53 الفاً من من المتخرجين والمتخرجات على مر السنين".
ما هو أكيد من مسار كلمة معوض أن "الأزمات الحادة المتراكمة في لبنان لم تحرم الجامعة رئيساً وإداريين وأكاديميين وتلامذة من رسم خريطة طريق نحو مئوية ثانية تترجم خطواتها العملية من خلال إطلاق حرم جامعي في احدى الدول العربية الشقيقة..."
تصوير نبيل إسماعيل
بين الأمس واليوم
ما هو رصيد الـ 2023 وما قبله، وماذا عن الـ 2024؟ وضع معوض في رصيد السنة الجارية برنامجاً واسعاً من الانشطة على مستويات عدة، منها: الاعلامية - الوثائقية، الموسيقية، الاكاديمية، البحثية - العلمية، والاجتماعية مثل التواصل مع المتخرجين والمانحين حول العالم.
"رصيد الـ 2023، كما الاعوام التي سبقته"، وفقاً لمعوض، "وقد برز في تحقيق ارقام متقدمة في نتائج تصنيف الجامعات العالمي في لبنان والعالم العربي الصادرة عن مؤسسات عالمية، ابرزها "مؤسسة تايمز العالمية (Times Higher Education)"، على مستويات عدة منها: افضل فريق في القيادة والادارة للعام 2023، تصنيف LAU كرائدة على مستوى لبنان في جودة الابحاث ولا سيما منها العلمية، وحلّت ايضاً في العام 2023 في المراكز الاولى لبنانياً لجهة الاستشهادات العلمية، والبحوث"، مع تشديده على "ان يكون اساتذتنا من بين 2 في المئة من نخبة العلماء في العالم، علماً أننا نفخر بالتنوع الكبير في صفوف اساتذتنا حيث نستقبل جنسيات عدة عربية وعالمية، ونحرص على استقطاب النخبة من بينهم".
الأهم أيضاً أن كلمة معوض قاربت أهمية "تقديم مساعدات مالية الى 80 في المئة من طلابنا، بحيث تجاوز حجم المساعدات الـ 200 مليون دولار اميركي خلال العامين 2022- 2023، مع التنويه بعامل الثقة في العلاقة ما بين الجامعة وبيئتها، الامر الذي يجد افضل تعابيره في ان 40 في المئة من طلابنا هم أول جيل جامعي في عائلاتهم، وهذا يكفي للاشارة الى مدى إيماننا بأن العلم حق للجميع..."
ولفت الى أهمية التواصل بين الجامعة وبيئتها الحاضنة مترجماً هذا الإلتزام من خلال إطلاق المركز الطبي الجامعي في مستشفى رزق في العام 2009، المركز الطبي الجامعي - سان جون في مدينة جونية في العام 2021 كواحد من اكبر المراكز الطبية الجامعية في جبل لبنان.
وتوقف عند المسار الناجح لمئوية الجامعة الأولى، مشيراً الى أن "جامعتنا تحمل رسالة الابداع والتمايز الى اجيال المستقبل، من خلال حرمها الاكاديمي العامر في بيروت وجبيل في العام 1991 ومركز نيويورك الذي تم افتتاحه في الـ 2013 ضمن رؤيتها المستقبلية، وتضم جامعتنا في حرمها الى جانب الكليات المعروفة، 23 مؤسسة ومركزاً للطلاب والمهنيين والمحترفين، وتنشط في مجالات الندوات، وورش العمل، واللقاءات العملانية، والتدريب النظري والميداني، ومنها على سبيل المثال: مركز البرمجة، مركز التراث اللبناني، مركز دراسات الهجرة، مركز خدمات الضيافة والسياحة، مؤسسة لويس قرداحي-LAU للتراث والسياحة، مع ما رافق ذلك من تطوير قطاع البحوث العلمية والصناعية من خلال مراكز عدة، ابرزها: "مركز البحوث للأدوية" الذي يقدم اسهامات مهمة وغير مسبوقة على صعيد تحسين فعالية قطاع الدواء في لبنان، و"المجمع الصناعي" لردم الهوة ما بين الاكاديميا والصناعة، ومختبر "البحوث الجينية" الاحدث من نوعه في حرم جبيل بدعم من الوكالة الاميركية للتنمية الدولية"...
وأبرز معوض نقطة محورية في مسار تطور الجامعة أنها كانت منذ نشأتها تضع في سلّم أولوياتها النهوض بالمرأة حيث "كانت تفخر بحمل اسمها على مر السنين من كلية بيروت للبنات (Beirut College for Women) الى "كلية بيروت الجامعية (BUC)"، فالجامعة اللبنانية الأميركية وصولاً الى إطلاق "المعهد العربي للمرأة " في العام 1973، الذي احتُفل العام الفائت بمرور 50 عاماً على تأسيسه، وهو معهد فريد من نوعه والاول في العالم العربي الذي عمل من اجل حقوق المرأة العربية جامعاً ما بين العمل النظري الاكاديمي والدراسات والنضال العملاني، والتعاون مع مؤسسات عالمية لتعزيز قدرات النساء في العالم العربي، ومن ضمنها الامم المتحدة".
تصوير نبيل إسماعيل