النهار

حلبات التزلّج فتحت أبوابها... و"دانييلا" أنقذت السياحة الشتوية
المصدر: "النهار"
حلبات التزلّج فتحت أبوابها... و"دانييلا" أنقذت السياحة الشتوية
من أماكن التزلج في فاريا. (حسام شبارو)
A+   A-
لطالما شكّلت ذروة فصل الشتاء، أي بين بداية كانون الأول ونهاية شباط، محط آمال للقطاع السياحي في المناطق الجبليّة، بيد أن تأخُّر العواصف الثلجيّة هذه السنة كاد يغيّر المشهد السنوي المعتاد ويجبر أصحاب المطاعم والفنادق والشاليهات ومحطات التزلج على ضم موسم السياحة الشتوي 2024 الى المواسم المخيّبة التي أتت تالية لبدء انتشار جائحة القرن كورونا. فشح الثلوج انعكس ركوداً على الحركة الاقتصادية في هذه المناطق حتى في فترة عيدي الميلاد ورأس السنة التي تعتمد أنشطتها على هواية التزلج. ولكن بعد المنخفضات الجوية الأخيرة، ولا سيما العاصفة "دانييلا" استعاد القطاع التفاؤل والاستبشار في الموسم حيث عاودت حلبتا التزلّج في كفرذبيان والأرز فتح أبوابهما بينما ما زالت سائر الحلبات الواقعة على علوّ متوسط مغلقة منتظرة تكدّس الثلوج لتشكل طبقة لا تقلّ عن خمسين سنتيمتراً، الحد الأدنى المطلوب لفتح الحلبة وإمكانية التزلج.

في السياق أشار الأمين العام لاتحاد النقابات السياحيّة في لبنان جان بيروتي الى أن موسم السياحة الشتويّة افتُتح في الأيام الماضية، وأضاف "بداية موسم 2024 سيئة مقارنة بالأعوام المنصرمة، إذ كان يبدأ الموسم منذ مطلع كانون الأول أي تزامناً مع عيدي الميلاد ورأس السنة، وكل آمال القطاع اليوم معلّقة على اللبنانيين المقيمين وبعض العائلات التي ما زالت تقضي فترات من فصل الشتاء في المناطق الثلجيّة والجبليّة". ويعيد بيروتي هذه الحركة الضئيلة في القطاع السياحي الى الأوضاع الاقتصاديّة والأمنيّة الراهنة في المنطقة التي تدفع ثمنها السياحة اللبنانيّة.

ويكشف بيروتي أن نسبة الاشغال في القطاع الفندقي على صعيد لبنان لا تتجاوز 10٪ إلا في فنادق المناطق الجبليّة حيث تشهد الأخيرة حركة جيّدة في عطلة نهاية الأسبوع. ويعوّل بيروتي على إمكانية قدوم بعض السيّاح العرب في شهر شباط.

أما رئيس اتحاد النقابات السياحيّة في لبنان ورئيس المجلس الوطني للسياحة بيار الأشقر فشدّد على أنه في أول أيام الموسم كان التزلّج محصوراً بمحترفي هذه الرياضة لأن الثلوج لم تتكدّس بعد لتكوّن السماكة المطلوبة في كل المنطق الجبليّة ما يمنع العائلات والمبتدئين أو الهواة من ممارسة هذه الرياضة مضيفاً "لا يزال الناس متردّدين ولا يتوافدون بأعداد كبيرة لكن إذا صدقت توقعات الأرصاد الجوّية ستستقبل المناطق الثلجية زوّاراً ابتداءً من صباح الجمعة وصولاً الى مساء الأحد". ويتوقّع الأشقر أن ترتفع نسب الإشغال في الفنادق في أحسن السيناريوهات لتصل الى ما يقارب الـ90٪ وعن تقدير إيرادات الموسم يرى الأشقر أن من المبكر جدّاً الحديث عن أرقام وأن الأمور مرهونة للعرض والطلب في السوق وإمكانية اختلاف الأسعار وفقاً لنسب الإقبال.

من جهته، يرى خوسي خليل صاحب أحد الشاليهات في فاريا أن الحال الى حدّ الآن سيئة خصوصاً في الفنادق البعيدة نسبيّاً عن حلبات التزلّج، فيما يبقى المستفيد الأول وفق ما قال الفنادق المجاورة للحلبات.

أما مسؤول التسويق والإعلام وعضو بلديّة كفرذبيان وليد بعينو فقال "بالرغم من أن الموسم بدأ متأخراً بعد مغادرة المغتربين لبنان، الإقبال على المنطقة جيّد وسبب ذلك قرب بلدتنا من بيروت وجونية". ويشير بعينو الى أن الحجوزات في حلبات التزلج مقبولة، لكن فقط مصعدان من أصل 26 يعملان حالياً في الحلبة، متوقعاً أن نهاية الأسبوع المقبل المشمس ستغيّر المشهد حيث سيتوافد السيّاح بأعداد كبيرة الى القرية .

وعن وضع الشاليهات يضيف بعينو "90٪ من الشاليهات تم تأجيرها في كانون الأول إما لأشخاص يداومون على رياضة التزلّج، أو لبعض العائلات الجنوبية الميسورة التي نزحت من قراها بعد التوترات" لكن المشكلة تكمن بحسب بعينو لدى الفنادق التي تتكبّد الأعباء التشغيليّة على مدار الأسبوع ولا تتجاوز نسبة إشغالها الـ40% في أيام نهاية الأسبوع.
وفي ما يخص الإقبال على الأنشطة الثلجيّة تشي تقديرات صاحب مدرسة تزلّج في كفرذبيان كميل أبو حيدر بأن الموسم أكثر من جيّد وأن المواطنين بدأوا بالتوافد الى الحلبات منذ منتصف شهر كانون الثاني.

الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium