لجولة وزير الإعلام زياد مكاري في كوبا تلبية لدعوة تلقاها من الوكالة الوطنية "برنسا لاتينا" ثلاثة اهداف: الأولى مشاركته في مبادرة "عملية الحقيقة"، التي أطلقها الرئيس الكوبي الأسبق فيديل كاسترو قبل 65 عاماً، الثاني لقاؤه مع بعض أبناء الجالية اللبنانية هناك، وعلى رأسهم أكبر معمّرة هناك السيدة هيلدا النجار وهي من أوائل اللبنانيين الواصلين الى كوبا منذ أعوام طويلة، وإطلاعه على تفاصيل بناء كنيسة مار شربل في هافانا التي دشنت اول من امس السبت في حضور لفيف من المؤمنين.
رأى وزير الإعلام زياد مكاري في اتصال مع "النهار" أن مشاركته الرسمية كوزير في هذا الملتقى في غاية الأهمية لأنه تزامن مع واقع ما يجري في مدينة غزة وضرورة الشرح للرأي العام المشارك في الملتقى، من ممثلي حكومات وصحافيين من أقطاب العالم، أهمية مناهضة التضليل الإعلامي المرافق لما يحصل في مدينة غزة وفي جنوب لبنان وما يرافق ذلك من سقوط شهداء على ساحة الشرف.
أكد مكاري، الذي يفخر بأنه كان الوزير العربي الوحيد المشارك فيما كان التمثيل بـ"رتبة" أقل لبلدان شقيقة أخرى، أن كلمته تناولت أهمية مبادرة "عملية الحقيقة التي أطلقها الرئيس الكوبي فيديل كاسترو قبل 65 عاماً، كانت ربّما أوّل خطّة إعلاميّة موسّعة لمواجهة الأخبار الزائفة، وما أكثرها في حرب غزّة، حيث يعمد إعلام العدو الإسرائيلي إلى تضليل الرأي العام العالمي بأخباره الزائفة، منذ اليوم الأوّل لحربه على غزّة".
بالنسبة للجالية اللبنانية في كوبا، أكد مكاري أنه توافق مع وزير الإعلام الكوبي على إنتاج مشترك تقوم به وزارة الإعلام وجمع التمويل المطلوب له بهدف تسليط الضوء على مسيرة الاغتراب اللبناني هناك، مع العلم بأنه سجّل تراجعاً ملحوظاً في إقبال اللبنانيين على التسجيل في السفارة اللبنانية لينحصر اليوم من 30 الى 40 فرداً معظمهم أطباء ورجال أعمال، رغم أنه سبق أن وصل عددهم في السابق من 30 ألفاً الى 40 ألف مواطن لبناني مغترب في كوبا كانوا يبادرون لتسجيل أسمائهم في السفارة هناك.
في رصيد الجولة، محطة لوزير الإعلام زياد مكاري في دارة السيدة هيلدا النجار وهي كانت من اللبنانيين الأوائل الذين وصلوا الى كوبا قبل أعوام طويلة.
أصغى مكاري بإمعان الى تجربة النجار في كوبا ودورها في إحياء الروابط بين اللبنانيين المقيمين في كوبا ووطنهم الأم لبنان مشيراً الى أن تضافر الجهود مع الجالية اللبنانية في كوبا أدّى الى تأسيس فرع للاتحاد الثقافي اللبناني، الذي رأسه زوجها في عام 1971 معه، مشيرة الى أنه "وأعضاءً آخرين مثلوا الاتحاد في مؤتمر عقد في العام نفسه في بيروت وتمكنوا من زيارة رئيس الجمهورية آنذاك الرئيس سليمان فرنجية...".
لم ينته اللقاء بين مكاري والنجار إلا بإستعادة مراحل عدة من بناء جسور بين اللبنانيين المقيمين في كوبا ووطنهم الأم مع تشديده على أن نجار عبّرت عن شوقها اللامتناهي الى لبنان وحنينها الى زيارات عدة سبق لها أن قامت بها لربوعه.
وقال إنها أوصت اللبنانيين المقيمين في كوبا ألا ينسوا بلدهم الأم متمنية عليهم نقل هذا الشغف للبنان للأجيال المقبلة.
لفت مكاري الى افتتاح كنيسة مار شربل في مدينة هافانا، التي كانت سابقاً في عام 1944 تحمل اسم القديس توما، مشيراً الى أن "اندفاع السيد الياس خليل اللبناني الأصل من بلدة بريح، لجمع التبرعات أدى الى ترميم الكنيسة ليطلق عليها اسم شفيع لبنان القديس مار شربل مع حرص المؤمنين على ألا يُستعبد اسم القديس توما عن هذا المكان باعتباره كان شفيع الكنيسة الأول".