يستمر الجدل حول قضية "جماعة رسالة حياة"، التي أسّسها الأب السابق وسام معلوف، الذي سبق لبكركي أن أعلنت عن إقدام البابا فرنسيس على تجريده من رتبته الكهنوتية.
وبعد إعلان بكركي قرار البابا، عادت وأصدرت بياناً تحذيرياً، أشارت فيه إلى أن معلوف أصبح كاهناً سابقاً، وكلّ أفعاله التي يقوم بها، والمرتبطة بالكهنوت، هي في خانة انتحال الصفة.
وفي هذا السياق، وفي إطلالة سابقة عبر "النهار"، أكّد مدير المركز الكاثوليكي للإعلام الأب عبدو أبو كسم أنّ "كلّ ما هو مطلوب اليوم من معلوف الابتعاد عن استخدام الصفة الدينية أي عدم وصف نفسه بالكاهن أو الأب، كذلك عدم ارتداء اللباس الكهنوتيّ، وإلّا فسيتحوّل إلى منتحل صفة، وهذا أمر يعاقب عليه القانون اللبنانيّ".
ومن باب حقّ الرد، أشار الأب السابق وسام معلوف إلى أنّ "القوانين الكنسية تشير إلى أن الكاهن لا يعود نهائيّاً إلى الحالة العلمانية، لأنّ الوسم الذي وُسم به يطبعه بطابع أبديّ".
وفي ما يخصّ الاتهامات التي قد يوجّهها البعض له أشار إلى أنه "بتاريخ 1-9-2020، برّأته روما من كلّ التّهم؛ وما بين نيسان وأيار ٢٠٢٣، جاءت نتيجة القضايا المدنية التي رُفعت بوجهنا لصالحنا".
وأكد أنه "سيستمر في رسالته حتى النهاية"، مشيراً إلى أن "لا معطيات له عن مصير جماعة رسالة حياة. أما جمعيّة رسالة حياة بشقّها المدنيّ فمستمرّة في الوقوف إلى جانب الأكثر فقراً".
حديث الأب السابق معلوف مفصّلاً في مقطع الفيديو الآتي:
وما بين ردّ معلوف والقرار الكنسيّ، يبقى السؤال الأبرز متمحوراً حول مصير العشرات من الرهبان والراهبات الذين اختاروا عيش الحياة المكرّسة في "جماعة رسالة حياة"، فانتشروا في غير منطقة لبنانية مرتدين ثيابهم الزرقاء التبشيريّة.
والسؤال في هذا الإطار لا يطال الشقّ التنظيمي فحسب، الذي من المتوقّع أن توجد له السلطة الكنسية الحلول اللازمة والأكيدة، بل يتخطاه ليطال علامات الاستفهام التي من دون شك دخلت حياة كلّ مكرّسة ومكرّس في الجماعة المذكورة.
بكركي: معلوف يتجاهل قرار الفاتيكان
وقبل فترة وجيزة، أوضحت أمانة سرّ البطريركية المارونية في بيان أنه "لمّا كان قد صدر عن الكرسي الرسولي في الفاتيكان بتاريخ 18 تشرين الثاني 2022 قرارٌ بإنزال عقوبات بالأب (آنذاك) وسام معلوف، ومنها "حطّه" عن الحالة الإكليريكية، وتجريده من رتبته الكهنوتية، وفصله عن "جماعة رسالة حياة Mission de Vie"، وبالتالي إعادته إلى الحالة العلمانية،
ولمّا كان السيد وسام معلوف، على الرغم من تبلّغه قرار الكرسي الرسولي المشار إليه أعلاه، ما زال حتى اليوم يتجاهله وينكر وجوده، وينتحل صفة كاهن ويستعمل، بدون وجه حقّ، لقب "الأب" المحفوظ حصرياً للكهنة دون غيرهم، ويرتدي الثوب الكهنوتي، بهدف تضليل وخِداع المؤمنين والرأي العام وإيهامهم خلافاً للواقع أنه ما زال كاهناً منتمياً إلى الكنيسة الكاثوليكية المارونية وإلى "جماعة رسالة حياة Mission de Vie"، بينما الحقيقة هي خلاف ذلك تماماً؛ لذلك، رأى صاحب الغبطة والنيافة وجوب إعلان البيان الصادر عن أمانة سرّ البطريركية في 18/11/2022، المذكور أعلاه للرأي العام.
وعليه، نؤكّد من جديد أنّ السيد وسام معلوف ليس كاهناً ولا راهباً ولا إكليريكياً، كما أنّه لا يتمتّع بأيّ صفة رهبانية أو كهنوتية، بل عاد إلى الحالة العلمانية، ولم يعُد منتمياً إلى "جماعة رسالة حياة Mission de Vie" ولا إلى أيّ جماعة رهبانية أخرى، وأنّه لم يعُد يحقّ له استعمال كلمة كاهن أو خوري، ولا إطلاق لقب "الأب" على نفسه، ولا ارتداء أيّ ثوب كهنوتي أو رهباني.
كما نلفت المؤمنين إلى أنّ ما يقوم به السيد وسام معلوف يُشكّل جريمة انتحال صفة الكاهن والأب التي تعاقب عليها القوانين الكنسية الروحية وقانون العقوبات اللبناني على حدٍ سواء، وننبّههم إلى ضرورة أخذ الحيطة والحذر من السيد وسام معلوف وعدم الانخداع بأساليب الاحتيال والتضليل وانتحال الصفة التي يعتمدها".
حديث أبو كسم السابق لـ"النهار"
أشار مدير المركز الكاثوليكي للإعلام الأب عبدو أبو كسم إلى أنّ "تفاصيل القضيّة سرّية وغير معلنة حتى الساعة، ويعلمها السيد وسام معلوف والكنيسة في الوقت نفسه".
واعتبر أبو كسم أنّ "كلّ ما هو مطلوب اليوم من معلوف الابتعاد عن استخدام الصفة الدينية أي عدم وصف نفسه بالكاهن أو الأب، كذلك عدم ارتداء اللباس الكهنوتيّ، وإلّا فسيتحوّل إلى منتحل صفة وهذا أمر يعاقب عليه القانون اللبنانيّ".
ورأى مدير المركز الكاثوليكي للإعلام أنّ "الكنيسة تعمل على متابعة أمور مختلف المنتسبين إلى "جمعية رسالة حياة" من الرهبان والراهبات، كما تتابع مختلف التفاصيل الأخرى المتعلقة بالجمعية لوضع الأمور على سكتها السليمة".