في سلسلة اللقاءَات التي ينظِّمها "مركز التراث اللبناني" في الجامعة اللبنانية الأَميركية ، دعا هذا الشهر إِلى لقاء بعنوان "ساعة مع ميخائيل نعيمة" بحضور كثيف من محبي الأَديب اللبناني الكبير وقادريه وقارئيه.
افتتاحًا تحدَّث مديرُ "المركز" الشاعر هنري زغيب عن موضوع اللقاء بأَنه عرض الفيلم الوثائقي "تسعون" للمخرج اللبناني مارون بغدادي الذي صوَّره سنة 1978 بكاميرا حسن نعماني. وعدَّد أَهمية هذا الفيلم في الإِضاءة على "ناسك الشخروب" أَفكارًا وآراءً، وذكَر أَن هذا الفيلم كان جوهرة الأُسبوع الذي شهد "مهرجان ميخائيل نعيمه" بين 7 و14 أَيار 1978، وانتهى بتلبية نعيمه دعوةَ صاحب الرعاية رئيس الجمهورية الياس سركيس الذي استقبلَه وقوفًا مع رئيس الحكومة عهدذاك سليم الحص ووزير التربية أَسعد رزق ومنظِّم المهرجان مؤَسس "الندوة اللبنانية" ميشال أَسمر، ويومها (صباح الإِثنين 15 أَيار 1978) صدرَت "النهار" وعلى صدر صفحتها الأُولى صورة اللقاء وقوفًا فيما نعيمه جالس، وفوق الصورة عنوان "الدولة تقف لميخائيل نعيمه".
ثم كانت كلمة للأُستاذة الجامعية سُهى حداد (وحيدة ميّ ابنة شقيق نعيمه) وأَوجزت وقفتها بعنوان "20 عامًا مع جدُّو ميشا" تحدَّثت فيها عن علاقتها به، هي التي ولدت في بيته وعاشت يوميًّا معه ومع أُمها ميّ أَول عشرين سنة من حياتها هي آخر عشرين سنة من حياته. وبعد وفاته في منزله الشتوي (الزلقا - المتن الشمالي) جمعَت سُهى كلَّ ما ترك من مخطوطات وأَغراض ومحفوظات، وأَنشأَت بها في بيته متحفًا لجميع متروكاته، حتى إِذا اضطُرَّت إِلى مغادرة البيت نَقَلَتْها جميعها إِلى بيتها الجديد في منطقة المطيلب (قرب الرابيه - المتن الشمالي) وأَنشأَت بها متحفه الجديد باسم "ميماسونا"، مفتوحًا باستمرار للزوَّار والدارسين.
أَخيرًا كان عرض فيلم مارون بغدادي (56 دقيقة) وهو حوار مباشر مع نعيمه عن مراحل حياته منذ بسكنتا طفولةً وشبابًا، حتى الناصرة في فلسطين، فالولايات المتحدة في نيويورك، فعودته إِلى بسكتنا والشخروب سنة 1932، وبقائه فيهما مفكرًا وكاتبًا ومؤَلفًا. تَمَّ تصوير الفيلم في أَرجاء بسكنتا شتاء وثلجًا، وربيعًا مزهرًا، وفي منزله الشتوي (الزلقا)، وقسْم من الفيلم في متحف جبران (بشرّي) حيث ناجى نعيمه رفيق روحه بين لوحاته وفي مناخ متحفه، مواعدًا إِياه على اللقاء في العالَـم التالي.
وختامًا أَعلن مدير "المركز" عن موعد الشهر المقبل: الإِثنين 4 آذار 2024 في احتفالية "عصر الرحباني وفيروز" وهي من 3 جلسات أَدبية تليها أُمسية رحبانية غنائية مع كورال "عشتار" - فيلوكاليَّا بقيادة الأُخت مارانا سعد.