أكد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أنه "لا يمكن الإستمرار في هذه الحالة من التباعد واللاثقة المتبادلين التي تعطّل حياة الدولة وتسمم المجتمع"، داعياً الجميع الى "أن يضعوا فوق كلّ شيء هدف بناء الوحدة الوطنيّة بسبل جديدة ولغة جديدة وبخاصّة الولاء لوطننا النهائيّ لبنان".
وقال في قداس الاحد على مذبح "كابيلا القيامة " في بكركي، والذي اطلقت في خلاله رابطة "كاريتاس لبنان" حملتها السنوية تحت شعار" من ايدك ل باب السما":
في ضوء تعليم الكنيسة هذا، نقول أنّ البطولة ليست في صنع الحرب بالأسلحة المتطوّرة الهدّامة، بل البطولة هي في العقل والإرادة والقلب الداعين والساعين إلى صنع السلام وتحقيق العدالة وتغليب المحبّة. البطولة هي في تجنّب الحرب، لا في صنعها. نحن كمسيحيّين، من دون إقصاء أحد من أتباع الأديان الأخرى، تسلّمنا من المسيح ربّنا وصيّة المحبّة بوجهيها العموديّ والأفقيّ المتلازمين: أي "محبّة الربّ إلهك من كلّ القلب والنفس والعقل، ومحبّة القريب (كلّ إنسان) مثل نفسك".
وأضاف: "كتب سيادة المطران كيرلّس سليم بسترس في إفتتاحيّة "النهار" ليوم (أول من) أمس، بعنوان: "المحبّة والوحدة الوطنيّة" ما يلي: "لبنان مكوّن من ثماني عشرة طائفة دينيّة، أي من المؤمنين بالله. وهذا الإيمان يفرض عليهم أن تكون علاقاتهم بعضهم ببعض متّسمة بالمحبّة. وإلّا يكون إيمانهم باطلًا ويكذبون على الله ويكذب بعضهم على بعض. والوحدة الوطنيّة التي يتغنّى بها الجميع، إن لم تكن مؤسّسة على المحبّة تكون أيضًا كذبةً كبيرة. وإذا نظرنا إلى صفات المحبّة التي يوضحها بولس الرسول في نشيد المحبّة وقارنّاها بما يجري في الواقع بين الطوائف، وضمن الطائفة الواحدة، فيتبيّن لنا كم نحن بعيدون عن المحبّة وعن الوحدة الوطنيّة. فالمحبّة "لا تطلب ما لنفسها"، أمّا عندنا فكلّ طائفة لا تطلب إلّا ما هو لنفسها. فتسعى إلى احتكار الوظائف قي الدولة وتعمل ما في وسعها لتتعدّى على حقوق الطوائف الأخرى. والمحبّة "لا تظنّ السوء"، أمّا عندنا فكثيرًا ما يحدث أنّ إحدى الطوائف لا ترى في الطوائف الأخرى، ولا سيما منها تلك التي تناقض نظرتها إلى الأمور، إلّا جماعة من العملاء، والخونة". (راجع إفتتاحيّة النهار السبت 17 شباط 2024)".