النهار

كميل منسى عرّاب الإعلام الأبيض.. مات سلامياً
المصدر: "النهار"
كميل منسى عرّاب الإعلام الأبيض.. مات سلامياً
الإعلامي كميل منسى.
A+   A-
"عَرّابُ الإعلام الأبيض، الكثير النور، المتَّشِحُ بهدأة البسمة الراقية ورائد الكلمة الطيبة ومهندس إعلام الوفاق والتوفيق. هو إنكتبَ بعارفيه وزملائه وقادريه، وماتَ بالله إيماناً سلامياً، بمثل ما عاش للبنان والإعلام وصحافة الحرية ومسؤولية الرأي الوطني".

هكذا وصف وزير الشباب والرياضة جورج كلاس، الكبير كميل منسى، الذي رحل امس، ونعاه "فقيداً له إعتباره، وصديقاً مُقدّراً، وعرَاباً مُلهِماً له على الاجيال الإعلامية فضائل عظيمة من المحبة والإلهام والتشجيع والثقة."

ومنسى اختار الاعلام مسرحًا لنشاطه منذ تخرجه في الجامعة اليسوعية، فكان مدير الاخبار والبرامج السياسية في "تلفزيون لبنان" من عام 1960 وحتى عام 1971، وما بين 1960 و 1964 كان مراسل الراديو والتلفزيون الفرنسي في الشرق الاوسط.

تعددت خبراته في السنوات اللاحقة فراسل اذاعة "مونتي كارلو"، وتولى ادارة شركة ميديا برس التي كانت مسؤولة عن اعلانات "النهار" و"لوريان لوجور" في السنوات 1971-1973.

ترأس المنظمة الدولية للاعلان فرع بيروت ما بين 1980-1983، ودرّس لسنوات في كليتي الاعلام وادارة الاعمال في الجامعة اللبنانية وشغل منصب رئيس مجلس ادارة المدير العام لدار لوريان لوجور للنشر على مدى 22 عامًا منذ عام 1981، كما كان المدير الاداري للجريدة ما بين 1973 و2003.

في العام 1969، جلس كميل منسى أمام كاميرا التلفزيون ليبث خبر أول هبوط للبشر على سطح القمر ضمن مهمة مركبة "أبولو 11"، التي تحققت في 19 تموز من ذلك العام. يقول "هذا الحدث أثر بي شخصياً، لأن القمر لطالما كان ملهم الشعراء والعشاق، وفكرة أن الإنسان استطاع الوصول إليه والمشي على سطحه قضى على الصورة المميزة التي لطالما رسمتها في ذهني عنه".

أذاع خبر اغتيال الرئيس الأميركي الأسبق جون كينيدي في 22 تشرين الثاني 1963. وأبلغ المشاهدين أيضاً بوفاة الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر في أيلول 1970. يقول: "التقيت بعبد الناصر قبل أيام من رحيله، وكنت حينها برفقة الرئيس اللبناني الأسبق سليمان فرنجية، وتحدثنا معه مطولاً".

عنه قال الدكتور محمد السماك في تكريمه في الحركة الثقافية – انطلياس: فتح الأبواب الموصدة بابتسامة، ويحل المشاكل المعقدة بنكتة. لا يعني ذلك انه رجل بلا خطيئة، ولكن أحداً من عارفيه لم يجرؤ مرة على أن يرجمه بحجر. ألم يغفر السيد المسيح الأخطاء الكثيرة لمن أحب كثيراً ؟. كميل منسى متخصص ليس فقط في صيانة الجسور، ولكن في فن بنائها ايضاً. وهو تخصص يقوم على علوم هندسة المحبة والتفاهم والاحترام المتبادل. وهو يقوم بهذه العملية التي باتت تشكل ركناً من أركان الثقافة اللبنانية، منفرداً أحياناً، وبالمشاركة مع زملاء له في اللجنة الوطنية المسيحية – الاسلامية للحوار أو في الفريق العربي للحوار الاسلامي – المسيحي" .

الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium