كشف رجل الأعمال بسام فريحة، نجل مؤسس "دار الصياد" الصحافي الراحل سعيد فريحة، قصة "مؤسسة بسام فريحة للفنون" التي تفتتح في 4 اذار، وتضم أعمالاً فنية نادرة في أبوظبي، موضحاً أن الفضل فيها يعود إلى رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد الذي تبنى فكرة المشروع لتكون أول مؤسسة خاصة للفنون بمنطقة السعديات الثقافية في أبوظبي. وأوضح أن الشيخ محمد بن زايد ينوي بناء متاحف لأشخاص يملكون مجموعات نادرة لعرضها أمام الجمهور.
واعتبر أن الامارات دولة تقوم على التعقّل، والشيخ محمد بن زايد "ابن ابيه" "ويذهل المرء بفكره وتواضعه.
تتحف مسيرة بسّام فريحة المستمعين إلى محطّات عايشها في أزمنة سيرته الذاتية وإذا به يسرد تفاصيل منها في "لوحة تاريخية" أعادت إحياء متحف أيامٍ عرفها في حضرة مؤسّس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وكان لها ان استحضرت في مقابلة استثنائية أجرتها رئيسة "مجموعة النهار الإعلامية" الزميلة نايلة تويني من متحف مؤسسة بسّام فريحة للفنون في أبو ظبي الذي يشكّل "تحفة تلخيص" لنجاح رجل للأعمال وجامع للمقتنيات الفنية الجميلة ونجل أحد أهمّ صحافيي الوطن العربي ومؤسّس دار "الصياد" سعيد فريحة. لم تكن أرض المتاحف شاهدة فحسب على لوحات بسّام فريحة، إنما على أزمنة من لوحات حياته التي سردها في "بودكاست مع نايلة"، منها حينما التقى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان للمرّة الأولى ودخل لمقابلته بعدما كان حدّد له 15 دقيقة. وكان مدير مكتبه أحمد السويدي الذي يعتبره بسام فريحة "من خيرة رجال الامارات وأقدمهم والأكثرهم كفاية". وإذ دام اللقاء ساعتين لا 15 دقيقة فحسب، يخبر بسام فريحة في مقابلته مع نايلة تويني، "عندما أردت توديع الشيخ زايد وشاهدت البركة في وجهه وأخلاقه وروحه، أحببت التعبير عن تقديري له فقبّلت يده كما كنت أقبّل يد والدي. وفيما كنت أهمّ بالخروج مع أحمد السويدي، إذا بالشيخ زايد يصرخ بالأخير: من الآن وصاعداً إن أي رحلة نسافرها إن كانت إجازة، عمل، زيارة رسمية أو طبيّة، نريد أن يكون بسّام فريحة معنا دائماً".
التصق بسام فريحة بالشيخ زايد منذ ذلك الحين، وكان له الوالد المؤسس بمثابة المعلّم، الموجّه، القائد والمثال الأعلى. وعندما فارق والده الحياة ذهب إلى لبنان ثم عاد إلى الإمارات حيث يسرد والتأثر واضحاً على وجهه "عندما لمحه الشيخ زايد عند خروجه في السيارة وإذا به يقول له "لم تفقد والدك... والدك لا يزال حيّاً" مشيراً إلى نفسه. ولا يغفل فريحة حادثة كانت حصلت معه وقرّبته من الشيخ زايد بعد مضيّ سنوات من تعرّفه عليه، قائلاً: "كنّا على الغداء وسط مجموعة كبيرة ومحترمة من أصدقائه وكان ثمة شخص يخرج عن حدوده دائماً فإذا به يخاطبني قائلاً أنت مستشار لدى الشيخ زايد، فماذا تشير عليه؟ فإذا بي أجيبه يا (فلان) أنا لست مستشاراً أنا تلميذ في جامعة الحياة الخاصّة بالشيخ زايد وأتعلّم منه يومياً أصول الأدب والأخلاق والعلم الوفير الذي لم يسبق أن تعلّمته خلال سنوات الدراسة في الجغرافيا والتاريخ واللغة والأدب والأخلاق والإنسانية ومعاملة الناس ومعرفة الكبار. وإذا الله أعطاني 5% أو أكثر من حكمة الشيخ زايد فإنني سأكون أسعد الناس وأكثرهم حظّاً". وتوثّقت العلاقة أكثر بعد تلك الحادثة. يردف: "إن الله يعوض من يتعرّض للأحداث المزعجة والسلبية بنتيجة أفضل. ومنذ ذلك الحين تثبّتت حياتي على الإيجابية التي تجعل الإنسان يتعامل مع الناس في ودّ ورحمة وتسامح والتعايش مع الآخر على أساس المحبة والرحمة والشفقة والتسامح، كما كان أشار بابا الفاتيكان إلى أن يسوع المسيح لم يقل سامحوا من أساء إليكم، بل قال إنسوا وسامحوا".
وأين مكان لبنان في قلب بسام فريحة؟ يقول: "مكانه كبير بعدما كنت عشت أفضل أيامي في البلد الأحلى وكان الجميع يتمنى الحياة في لبنان كما أنهم يتمنون اليوم العيش في دولة الإمارات. ولكن لم يكن لدينا قيادة تسهم في تحقيق امنيات الناس".
إذ تسأل نايلة تويني عن مدى اعتبار التسامح من أنبل المسائل التي تحتاج قوة خصوصاً بعد الأذى، إضافة للمعنى الدينيّ للتسامح وتقبّل الآخر على تنوّع انتمائه وتحدّره؟ يجيب بسام فريحة أنّ "شتّى المصائب التي شهدناها تاريخياً سببها عدم القدرة على التسامح والاستيعاب والتقبّل كما سوء فهم الرسالات السماوية".
عن دولة الإمارات، يلفت فريحة إلى "إنها الدولة التي عشت فيها وترعرعت وبنيت حياتي مع أب أسّس دولة من أكثر الدول أخلاقاً وإنسانية وانفتاحاَ إسمه الشيخ زايد. إنها دولة أنعم عليها الله بنعمة الإيمان والعقل لفهم الإيمان الصحيح وكان الشيخ زايد أفضل وأرقى العقول التي نجحت في استيعاب ذلك، وقد اورث عائلته وأولاده إياها، وأسس دولة تقوم على التعقّل. وفيما البلدان تتحارب، فإن دولة الإمارات استطاعت أن تبني لنفسها مكانة بقيمة الإنسان ومستقبله وخلق الأمان والاستقرار الاقتصادي والأسري والتعليمي وأفضل ما في قطاع الصحة والتعليم والبنى التحتية والتواصل والتكنولوجيا بما يفيد الإنسان ويجعله يعيش حياة رغيدة. إن دولة الإمارات نعمة من النعم ونموذج في التقدّم والحضارة الإنسانية ولم تقصّر في أي عمل إنسانيّ في ما تقدّمه للإنسانية. في الموازاة، ثمة من يفتّش عن التقاتل ويرفع علامات النصر على مدن مهدمة استرجعت من عدو بالنار والدم.
وماذا يخبر عن الشيخ محمد بن زايد رئيس الدولة؟ يجيب فريحة أنّه "ابن أبيه" ويدعو إلى الله أن "يعطيه العمر ويوفّقه. إنّ أجمل أخلاق الأب موجودة فيه وتعلّم وتعمق وازداد خبرة وساهم في تثبيت القيم الإنسانية والأخلاق وأفكار التقدّم يذهل المرء في مدى علمه وفكره وذاكرته الجبارة التي تستدعي تلك المعلومات حتى تضعها في خطة عمل وخطوة صحيحة. يقدّره كلّ زعماء العالم ويمدحون شخصه وتواضعه وخلقه الرفيع وإنسانيته وصراحته وصدقه. كنت تربّيت على هذه المبادئ في لبنان عندما أخذت على عاتقي حملة والدي الانتخابية لكن الواقع مغاير اذ كلّما كان السياسي كاذباً في لبنان نجح أكثر فيما يخسر من يضع خلقاً في السياسة".