النهار

رمزي مشرفية... شغف الكلمة والصورة
المصدر: "النهار"
رمزي مشرفية... شغف الكلمة والصورة
رمزي مشرفية.
A+   A-
فاجأنا صاحب القلب الكبير بأنه طوى شراعه ورحل في عمره الذهبي. رمزي مشرفية غاب عن دنيانا وهو الذي امتشق القلم والكاميرا لبضعة عقود، موثقاً لـ"نهاره" كل ما هو سبّاق ولافت، وكان حاضراً أبداً.

رمزي الهاديء الودود كان شغوفاً بالكلمة والصورة، وعاشقاً لمملكته من الشويفات حتى جرد عاليه، يعرف كل ما فيها ومن فيها، يحفظ زواياها وتلالها وصنوبرها، وله في كل منزل منزلة.
نعته نقابة المحررين، وأصدرت بياناً أشارت فيه الى أنه عرف "صحافيا محترفا منذ عام 1980 وهو مسجل على الجدول النقابي في 20/12/2000 وحائز على إجازة في الإعلام من كلية بيروت الجامعية (LAU حاليا). عمل في جريدة "النهار" وراسل عددا من الصحف والمجلات العربية والدولية، كما كان مستشارا لعدد من السياسيين والوزارات".

كذلك نعاه نقيب المحررين جوزف القصيفي، قائلاً: "يغيب وجه رمزي مشرفية المسكون بالطيبة وحب الاخر، والودود الذي يجيد فن التواصل وتدوير الزوايا، ويعتنق الايجابية والانفتاح في المهنة وخارج حدودها مذهبا. يتخير كلماته بإتقان فلا يخدش ولا يجرح، بل كان يمتلك القدرة على إيصال فكرته ورأيه ولو كان مخالفا لك، بانسيابية لافتة وديبلوماسية جاذبة وكأنه خلق ليكون رجل علاقات عامة بقدر ما هو صحافي ناجح في كل ما اضطلع به من مهمات في حياته المهنية".

واضاف: "ابن الشويفات اكتسب من موقع بلدته القدرة على الوصل بين ضفاف الوطن الجغرافية والانسانية. هكذا عاش حياته جسرا ممتدا في جميع الاتجاهات تحت سقف ثوابته الوطنية والأخلاقية. صارع المرض بإيمان وقوة شكيمة، لكنه سقط عند اسواره منهكا بعدما استنزف كل طاقته مسلما الروح الى باريها، وفي يوم غيابه لا نملك الا استنزال الرحمة عليه قدر ما يستحق ويستأهل وهو مستحق ومستأهل".

ونعته اسرة "النهار" واحدا منها لزمن طويل، حمل مشعل الكلمة الصادقة، وكان وفياً للكلمة التي امن بها، وسعى دوما، بشخصيته الودودة، الى تجنب الاثارة في الاخبار، بل الى نقل كلمة السواء، لئلا يزيد الاحتقان في المجتمع، فكان اشبه بالصديق الناصح للسياسيين والاحزاب، واذ كان ينقل الخبر بامانة كان يسدي النصح اليهم بتجنب المزيد من التصعيد الكلامي. احبه زملاؤه الذين عرفوه من قرب، وكان لهم خير صديق.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium