ليس مستغربا أن يتحول الاقتصاد اللبناني الى اقتصاد نقدي مع بداية الأزمة المالية عام 2019 بدليل تراجع عدد البطاقات المصرفية في لبنان بنحو 28.6%، ولكن مع عودة الامور تدريجا الى طبيعتها عاد الكثير من اللبنانيين بقوة إلى استخدام البطاقات المصرفية عند تسديد مدفوعاتهم والمترتبات النقدية عليهم في مختلف نقاط البيع والأنشطة التجارية.
وبما ان القطاع الصحيّ أحوج ما يكون الى التعامل بالخدمــات المصرفيــة الإلكترونيــة، شأنه في ذلك شأن بقية القطاعات الاقتصادية، إرتأى "بنك بيروت" أن يوجه بوصلة خدماته المصرفية الالكترونية نحوهم للافادة منها قدر الامكان. من هنا كان المؤتمر الذي خصصه البنك للقطاع والذي تنــاول كيفية استفادة القطاع الطبي والصيدلي والرعاية الصحية من هذه الخدمات، اضافة الى وضع التكنولوجيا المصرفية في خدمة الرعاية الصحية في لبنان. فاســم "بنــك بيــروت" اقتــرن بالحلــول المصرفيــة الإلكترونيــة للشــركات، فــكان أول مصرف يطرح مجموعة حلول مصرفية إلكترونية متكاملة للشركات في لبنان من خدمات دفع وتحصيل وبطاقات دفع وغيرها.
المؤتمر ضم أكثر من 150 مشــاركاً مــن أطبــاء وممثليــن عــن أبــرز المستشــفيات وشــركات الأدويــة والصيدليــات وشــركات تأمين الرعاية الصحية، وذلك فــي فنــدق "فينيســيا" في بيروت، بالتعاون مع شركة "غلوب مد لبنان"، شركة إدارة منافع الرعاية الصحية الرائدة في لبنان، و"ماكسلويد". المدير العام لشركة "غلوب مد لبنان" جو أبو شقرا تحدث في الندوة الافتتاحية عن رقمنة العمليات والمطالبات اليومية في مجال التأمين، وعرض لتجربة "غلوب مد لبنان" التقدميّة والناجحة في اعتماد الحلول الرقمية في التعامل مع مختلف الجهات المعنية من مقدّمي خدمات صحية وضامنين. وشدد المنتدون على أهمية الحلول المصرفية والرقمية المتكاملة لقطاع الرعاية الصحية للتحوّل من التعامل النقدي إلى غير النقدي، بالإضافــة إلــى دور المصــرف فــي رقمنــة العمليــات المصرفيــة اليوميــة فــي قطــاع الرعايــة الصحيــة والتأميــن، إلــى جانــب مــداخلات مــن مؤسســات صحيــة استفادت من هذه الحلول المصرفية الإلكترونية.
فريد خوري مدير دائرة الحلول المصرفية الإلكترونية للشركات في بنك بيروت أعرب عن "فخر بنك بيروت باستضافة هذا الحدث للمــرة الأولــى فــي لبنــان والــذي يشــكّل فرصــة فريــدة تجمــع أبــرز قــادة القطــاع وتضــع التكنولوجيا المصرفية في خدمة قطاع الرعاية الصحية".
وشرح خوري لـ"النهار" آلية وماهية الخدمات الرقمية المتعددة التي يقدمها المصرف لشركات القطاع الصحي والاستشفائي اللبناني قائلا: "يؤمّن بنك بيروت جملة خدمات الكترونية ترمي الى تسهيل عمليات الشركات الطبية اليومية كتحصيل اموالهم من العملاء وتسديدهم لمستحقات شركات طبية اخرى، من دون عناء واضاعة للوقت. فالشركات الخاصة الكبرى، التي تدير مالية شركات التأمين في غالبية المؤسسات الطبية، والتي تتقاضى عبرها المستشفيات مستحقاتها من شركات التأمين، ستكون شريكة بنك بيروت في هذا المشروع، اذ سيُطلب من المستشفيات والصيدليات فتح حسابات في بنك بيروت لكي تحصّل مستحقاتها من شركات التأمين رقميا". وأضاف خوري: "بالنسبة للشركات الطبية التي لا تحبذ فتح حسابات جديدة، تستطيع ان تحصّل اموالها عبر "pay card" يمكن استخدامها عند أي "ATM" تابع لبنك بيروت أو من مراكز "BOB Finance" التي يملكها البنك"، لافتا الى "ان ثمة اكثر من 800 مركز يمكن زيارتها لتحصيل هذه المستحقات... وبذلك نكون قد تفادينا البيروقراطية واستطعنا ان نحد من التداول بالـcash، وهذا كله يشكل جزءا مهما من الـeco system".
ورأى جو أبو شقرا المدير العام لـ"غلوب مد لبنان" ان تركيز بنك بيروت كان على القطاع الصحي كونه الانشط اقتصادياً في لبنان، ومن الواضح انه اليوم يتم التداول بين مؤسساته بمبالغ ضخمة وبالدولار الاميركي، مشدداً على ان انفتاح القطاع الطبي على الآلية التي يطرحها بنك بيروت يشهد تزايداً لما يسهّله من عمليات يومية.
وكشف خوري ان الاقبال على الخدمات الرقمية المقدمة من بنك بيروت اكثر من جيد، وان أكثر من 70% من الشركات الكبرى في هذا القطاع بدأت السير بهذا المشروع، متوقعا ان يزيد الاقبال في الفترات المقبلة ليطاول 80% من مجمل القطاع الصحي في لبنان.