منذ 6 أشهر وميشيل تحمل وجع ابنها وتسابق الوقت لتُنقذه، ابنة الـ35 عاماً وجدت نفسها بين ليلة وضحاها في مواجهة معركة صامتة وقاسية، الخيارات محدودة إمّا الاستسلام أو المثابرة لآخر نفس. قررت أن تواصل نضالها من أجل ابنها كريس ومن أجل عائلتها، بكت، تألمت، تعبت، ضعفت... عاشت مشاعر متناقضة قبل أن تقرر النهوض كطائر الفينيق.
لم يكن الأمر سهلاً، ولم يكن المرض الذي كان موجوداً في بيتها قابلاً للعلاج كباقي الأمراض، 3 ملايين دولار ليست "كلمة بالتمّ"، ومع ذلك آمنت ألّا مستحيل و"أن "يد الله" معنا، وهي التي فتحت عيوننا على مرض كريس" كما تقول ميشال في حديثها لـ"النهار".
تعترف ميشيل أن الحياة صعبة والظروف التي يمرّ بها البلد حساسة والأصعب أن مرض الضمور العضلي الذي يعاني منه كريس لا يعرف الوقت. هكذا بدأت ميشال تحارب الوقت وتجري عكس عقاربه، تضحّي بحياتها وأحلامها ووقتها لتكسب صحة ابنها الذي بقي أمامه 4 أشهر لتأمين المبلغ المطلوب.
يصعب العودة إلى ما قبل شهر أيلول، يوم بدأ كريس يظهر علامات مقلقة وتحذيرية، بالنسبة إلى ميشال عليها التركيز على مستقبله وأحلامه، هذه طبيعة الأم كما تقول "الضنا أغلى شيء عند أمه، بدّي أعمل المستحيل كرمالو".
عاشت ميشيل صراعاتها الداخلية بين الحفاظ على إيمانها وقوتها للاستمرار، وحالة القلق والخوف من تعذّر تأمين 3 ملايين دولار في ظرف أشهر. المعادلة ليست بهذه البساطة، تشير إلى أنّها أمام مفترق طرق "الحياة أو الموت". لذلك قررتُ الانتفاض على الواقع والأهم الانتفاض على المرض ومصيره المحتوم. سأتعامل مع هذه التجربة بنظرة ايجابية، وكل تركيزي سيكون موجهاً لتأمين المبلغ وجمع التبرعات".
تُشبّه ميشيل ما تعيشه "أنا أركض مع الوقت وضده"، تخلّت عن عملها ومتطلبات الحياة وملذاتها، عن أحلامها ومشاريعها، لم تفكر بنفسها كان همها الوحيد انقاذ كريس واعطائه فرصة في الحياة.
برأيها أنه "لا يجب أن نستسلم أو أن نستمع إلى الأمور السلبية. لقد سمعت كثيراً عن تعذّر تأمين كلفة علاج كريس ورفضت اليأس. كان لدي إصرار أن أحارب لآخر نفس، كان المرض في بيتنا ولم نكن نعلم بوجوده، هذا الشعور قاس ومؤلم. كنتُ أسعى دائماً إلى حمايتهم طوال الوقت وفجأة وجدت نفسي أمام عدو صامت يسرق تحركات كريس ببطء."
تستطرد قائلةً "ما شعرتُ به رغم هذه المحنة الصعبة أن وراء مرض كريس رسالة، صحيح أنه موجع وما يزيد من صعوبته وضع البلد والناس، إلّا أنّ بعد مرض كريس لمسنا حقيقة مدى التضامن والتعاطف، اتحد العالم بإنسانيته حول كريس، وهذا كان كفيلاً في مدّنا بالقوة وعدم فقدان الأمل".
تسير ميشيل خطوة بخطوة مع عائلتها، تنظر إلى الضوء الخافت في نهاية النفق، تعطي نفسها جرعات من القوة والإيمان حتى تبقى واقفة على قدميها. هي الأم والمرأة والزوجة تحاول جاهدةً أن توازن بين ضعفها وقوتها، بين الحاضر وحلم المستقبل مع طفليها كريس وشربل. تعرف أنها مقصرة في مكان ما لكنّ همها أن تواصل التبرعات التي لاقت تحديات كثيرة قبل أن تنطلق.
وفي الختام، تتوجه ميشيل برسالة إلى كل امرأة وأم بالقول "لا تفقدي الأمل وثابري حتى النهاية، أنت محور عائلتك وبيتك، إذا انكسرتِ سيتأثر كلّ أفراد العائلة والعكس صحيح، لذلك تعالي على أوجاعك والخيبات والصعوبات وواصلي معركتك من أجلك ومن أجل الآخرين، ولا تفقدي الأمل يوماً".