لا يزال المطبخ اللبناني يتفرّد ويتميّز على مستوى العالم، ويوصل نكهاته إلى العالمية. فقد صُنّف ساندويش الشاورما اللبناني في المرتبة الثالثة عالمياً، في تصنيف أفضل السندويشات في العالم.
وجاءت الشاورما في المرتبة الثالثة بعد سندويش "التومبيك دونر" التركي، الذي صُنف في المرتبة الثانية، و"البان مي" الفيتنامي الذي صُنّف في المرتبة الأولى.
وقد أجرى هذا التصنيف دليل السفر الشهير TasteAtlas المختصّ في تجربة الأطعمة التقليديّة.
ويتّخذ ساندويش الشاورما شهرة واسعة في العالمين العربي والغربي، لا سيما في بلاد الشام. وبعد انتشارها الواسع عالمياً، اندرجت الشاورما ضمن طعام الشارع أو ما يُعرف بالـStreet food. وفي لبنان، تحظى الشاورما بشعبيّة واسعة لكونها من الأطعمة السريعة والغنية بالنكهات. وقد أجاد اللبناني بالمحافظة على نكهتها وإضافة لمسته الخاصة إليها، منذ سنين طويلة.
والشاورما في أساسها تتكوّن من اللحم أو الدجاج المشويين بطريقة عمودية، بوساطة الكهرباء أو الغاز أو الفحم. ويشكّل عرضها بهذا الشكل، وطريقة تقطيع لحمها أو دجاجها من قِبل معلم الشاورما، مشهداً مشهّياً بحدّ ذاته، ومنفرداً عن غيره من السندويشات. والفكرة من عرض الشاورما عمودياً تسهيل تقاطر الدهون عليها لتنزل على بقية الشرائح، ولتدوم لأطول مدة ممكنة، مما يعطيها مذاقاً مميزاً.
وفي حديث لـ"النهار"، يشرح الشيف محمد سلهب ما يميّز الشاورما في لبنان، فيشير إلى "نقعها في اللبن. فمعلّمو الشاورما في لبنان ينقعون الشاورما، سواء كانت من لحم البقر أو الدجاج باللبن. وهذا المكوِّن هو مكونِّ بلدي من مزارعنا اللبنانية، ونحن معروفون في لبنان بجودة منتجات الألبان.
كما تتميّز الشاورما في لبنان بالحوامض التي تُضاف إليها، كالبرتقال والليمون، خلال نقعها أيضاً، وهي منتجات بلدية أيضاً من أرضنا.
كذلك، البهارات التي تُضاف إلى الشاورما، هي بهارات تُصنع في لبنان وتُطحن يدوياً، ولا تُستورد من الخارج، أي أنّها "باب أول"".
ماذا عن تاريخ الشاورما؟
على مرّ السنوات، أثار تاريخ الشاورما وأصولها جدلاً. فقد نسبتها إليها الحضارة العربية والتركية بل الألمانية.
وبحسب بعض الأبحاث، فإنّ قدير نورمان هو مَن نشر هذه الأكلة خلال سفره إلى ألمانيا في سبعينيات القرن الماضي، وتوفّي عام 2013.
وتذكر بعض المراجع مثل موسوعة Britannica، أنّ ابتكار الشاورما يعود إلى القرن التاسع عشر، ويُعزى إلى لحام تركي يُدعى اسكندر من مدينة بورصة، حيث كان يقدّم اللحوم المشوية. وبدلاً من طهي لحم الضأن كاملاً، قام اسكندر بفصل اللحم عن العظام والعضلات ووضعه في طبقات على السيخ المستقيم، ومن ثم طهيه ببطء ثم تقطيعه إلى قطع عند الطلب.
من جهتهم، يعتبر العرب أنّ الشاورما لديهم عربية الهويّة، لكنّها من أصول تركيّة، ويتغنّون بطبعتهم الخاصة منها، وباختلافها لناحية البهارات التي أضافوها، وبطريقة لفّها بالخبز العربيّ.
ويُقال إنّ أصل كلمة شاورما يعود إلى اللغة التركية وهي "çevirme" التي تعني الدوران، نسبة إلى دوران السيخ أمام النار.
وفي تركيا، تُعرف الشاورما باسم "Doner"، لكنّها تختلف بشكل كبير عن تلك المعروفة في لبنان، من ناحية بهارات اللحم، الخضراوات التي تُضاف إليها، والخبز الذي تُلفّ به.