نظم معهد العلوم السياسيّة في جامعة القدّيس يوسف USJ بيروت في الأشرفيّة مبنى كليّة الحقوق والعلوم السياسيّة طاولة مستديرة حول الكتاب الجديد بعنوان: "الدبلوماسيّة الثقافيّة والدينيّة - السلام والحوار في الشرق الأوسط" بحضور البروفسور سليم دكّاش رئيس الجامعة اليسوعيّة الذي قدّم للكتاب، ورئيسة المعهد الملكيّ للدراسات الدينيّة والحوار في الأردن الدكتورة رينيه حتّر والدكتور نيقولا بدوي كما أدار هذه الحلقة مدير معهد العلوم السياسيّة الدكتور سامي نادر، بحضور وزير الخارجية الأسبق الدكتور ناصيف حتي والنائب النقيب ملحم خلف ورئيس الأركان في الجيش اللبناني اللواء حسان عودة ومحافظ بيروت الأسبق المهندس نقولا سابا و مدير الشؤون الإدارية في وزارة الخارجية السفير كنجل ومن الأمن العام العميد نجم الأحمدية وعدد كبير من السفراء اللبنانيين والدبلوماسيين الأجانب وعدد من كبار الضباط في القوى العسكرية وعدد من الجمعيات المحلية والأجنبية وعدد كبير من الأساتذة والأكاديميين والطلاب في الجامعة.
وكانت للبروفسور بدوي كلمة، قال فيها: "الشكر الجزيل لرئيس الجامعة البروفسور سليم دكاش على رعايته هذا الاحتفال وتشجيعه للقيام بهذا العمل الأكاديمي وكتابته لمقدّمة هذا الكتاب".
وأضاف: "أهميّة الدبلوماسيّة الثقافيّة والدينيّة في السياسة العالميّة تكمن قبل كل شيء في دورها في عمليّة السلام والحوار في الشرق الأوسط. وقد أثبتت الدبلوماسيّة الثقافيّة والدينيّة فعاليتها وضرورتها في العلاقات الدوليّة وتلعب دورًا حاسمًا في حل النزاعات وتعزيز السلام والتفاوض على الاتفاقيّات. ويعزز التعاون بين الدول وإدارة العلاقات بين الدول".
وتابع: "إن التوجه الحاسم في حل المشاكل العالميّة يتلخص في استخدام الدبلوماسيّة الثقافيّة والدينيّة، أو "القوة الناعمة"، بدلاً من استخدام القوة العسكريّة. ولذلك يهدف هذا الكتاب إلى تغطية الجوانب المختلفة للدبلوماسيّة الثقافيّة والدينيّة، من وجهات نظر مختلفة، من قبل مؤلفين خبراء من مختلف الثقافات والمجتمعات".
كما كانت كلمة لرئيس الجامعة اليسوعية البروفسور سليم دكاش الذي نوّه بهذا العمل العلمي والأكاديمي "الفريد من نوعه والذي استطاع البروفسور بدوي بجمع كوكبة من الخبراء في هذا الكتاب الأكاديمي الذي يتميز بالواقعية والتوجه الأكاديمي، والذي لا يترك القارئ محايداً، حتى وإن بقيت الدبلوماسية تحافظ على طابع من الحيادية الضمنية ولكن ليس من اللامبالاة. كما تحدّث عن أهمية الدبلوماسية الوقائية للحد من الصراعات والحروب وإيجاد الحلول من خلال المفاوضات التي تسبق القرارات والتنفيذ على أرض الواقع".
وأردف: "تعتبر هذه الاستقلالية للعوامل الدينية والثقافية، وعلاقاتها وتأثيراتها، موضوع عدة دراسات في هذا الكتاب البارز الذي يخرج عن المألوف، الذي صاغه الدكتور بدوي. لهذا الكتاب ميزة، للمرة الأولى، أن ينظر إلى مسألة الدبلوماسية الدينية والثقافية بهدف وضع تعريف جديد ممكن للدبلوماسية الذي يأخذ في الاعتبار العناصر الدينية والثقافية كحقوق إنسان وليس كتعبيرات جميلة وغريبة الأطوار. وفي هذا السياق، تصبح هذه الدبلوماسية مسؤولة بالفعل عن تضمين كل عنصر على حدة، وأحيانًا دمجها مع عوامل أخرى، عند الضرورة، لإعطائها مكانتها الخاصة وأهميتها".
ثم كانت كلمة للدكتورة رينيه حتر شكرت فيها رئيس الجامعة اليسوعية والدكتور بدوي لاشتراكها بكتابة فصل في هذا الكتاب حيث تكلّمت عن دور الدبلوماسية الموسيقية التي استخدمت كمصطلح من قبل العديد من الكتاب الذين استكشفوا ارتباطها في الدبلوماسية الثقافية. وفي الآونة الأخيرة، ظهرت الموسيقى كأداة فعالة وإبداعية للحوار وبناء السلام، وبالتالي تخدم أيضًا كأداة للدبلوماسية الثقافية تستخدمها كل من الجهات الحكومية وغير الحكومية. تلعب المؤسسات الدولية مثل اليونسكو الدور الكبير في تعزيز الفنون والموسيقى لتيسير الدبلوماسية الثقافية من خلال تعزيز الإبداع والحفاظ على الثقافة وبناء جسور تواصل سلمية وغير عنيفة نحو نشر ثقافة السلام.
وفي النهاية كان توقيع الكتاب من قبل البروفسور بدوي.
والجدير بالذكر أن هذه المناسبة قد تلت التكريم والنجاح الكبير للمحاضرة الأولى التي ألقاها البروفسور نيقولا بدوي منذ بضعة أيام حول الكتاب في الأكاديميّة الفرنسيّة للعلوم - باريس، باشتراك المعهد الملكيّ الأردنيّ للدراسات الدينيّة والحوار والمجموعة الأورو أفريقيّة بحضور رئيس وأمين عام ومعظم أعضاء الأكاديميّة وحضور وزاريّ ودبلوماسيّ ونيابيّ وأكاديميّ وإعلاميّ واسع يتقدّمهم سفير جامعة الدول العربيّة ورئيس بعثة لبنان في فرنسا وأركان السفارة ورئيس لجنة الصداقة الفرنسيّة اللبنانيّة في مجلس الشيوخ الفرنسيّ وأعضاء لجنة الصداقة الفرنسيّة اللبنانيّة في مجلس النواب الفرنسيّ.