أحيت اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا) اليوم العالمي للغة الفرنسية. موظفون من "الإسكوا" واساتذة وطلاب من كلية الترجمة في "جامعة القديس يوسف" اجتمعوا في فسحة لقاء من كلمات وأبيات، ذهاباً إلى حيث دعت ناديا تويني، شاعرة الكلمات العتيقة التي وعدت بتحويلها إلى ورود وصدقت وعدها، "في رحلة لم تقصد هي أن ترسم مسارها وتحدد وجهتها"، إنما تركت للقارئ حرية السفر ولذة الوصول.
بحضور مؤثر للشاعرة اللبنانية الراحلة، التي كتبت باللغة الفرنسية فأبدعت، استمتع الحضور بقصيدة لكل المدن وبشعر لكل الأزمنة، "بيروت"، المدينة التي "ماتت ألف مرة وألف مرّة عادت إلى الحياة". صفقوا طويلاً وكأن الشاعرة حاضرة فعلاً، علّقوا بكلمات من روح وحنين واطمئنان، ولبّوا دعوتها إلى السفر على متن كلمة أو صورة أو بيت.
استعادة في دقائق، وفق ما ذكرت مسؤولة قسم المؤتمرات في "الإسكوا" نضال نون، أخذت الحضور إلى مناطق في الشعر حيث الواقع لا يخيف بل يؤثر ويوحي، ومناطق في المحتوى حيث أبدعت ريشة الطلاب راسمة ملامح أهداف التنمية المستدامة، بألوان من حلم وحذر وسؤال وقلق على المستقبل.
وانتقل الإيقاع رشيقاً بين محتوى ولغة ليستمع الحضور إلى نبيل أبو ضرغم، يروي شعراً يختزن ذكريات وصوراً لا تقوى إلا لغة الإنسان على حفظها ونقلها كل مرة حية بلون وإيقاع.
في عصر الذكاء الاصطناعي، تُترك الكلمة مرة بعد للغة الفرنسية، عندما تكسر الصمت بلحظة إرادة وقوة ووعي، بكلمة تضاهي ألف كلمة وفكرة وصورة تكسر ضجيج عصور.
في الذكاء الاصطناعي نافذة واحدة، قال الطلاب، وفي الذكاء الإنساني، نوافذ وشرفات تستشرف المستقبل من زاوية الماضي، فتجمع أفكاراً وقيماً ومبادئ وثقافات وحضارات في مساحة رواية أو قصيدة أو حتى كلمة.
وبين الحياة والموت، والصمت والضجيج، والحلم والقلق، تزهر اللغة، مرة بعد في الأمم المتحدة، قوة للتعدد والتنوع والتسامح والسلام.