نهاية الشهر الماضي، أعلن المدير العام للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي محمد كركي رفع مساهمة الضمان في الفاتورة الدوائية للأمراض المزمنة (générique) إلى 60 في المئة من سعرها المحدّد في وزارة الصحة العامة، ودخولها حيّز التنفيذ اعتباراً من 26 شباط، وفق ما أفادت مديرية العلاقات العامة في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، مع إمكانيّة ولوج المضمونين إلى موقع الصندوق الإلكتروني للبحث عن اسم الدواء وسعره وقيمة مساهمة الضمان فيه.
تعهّد المدير العام باعتماد إجراء مثيل بالنسبة للفاتورة الاستشفائيّة ولاسيّما الأعمال الجراحيّة المقطوعة، وذكرت مديرية العلاقات العامة أنّه، وعلى ضوء التعليمات التي أعطاها كركي إلى مديريّة ضمان المرض والأمومة، "وُضعت لوائح الأعمال الطبيّة والجراحية المقطوعة المعتمدة من الصندوق وهي تشمل بدل 3200 عمل جراحي ودُرست بحيث تكون تغطية الضمان نحو 50 في المئة من قيمة العمل الجراحي المقطوع الفعلي وتوضع موضع التنفيذ خلال مرحلة أولية على أن يتم إعادة النظر بها وفي مسلك العمل المعتمد بعد ستة أشهر من تاريخ بدء التنفيذ، إذا لزم الأمر"
أمّا على صعيد العمل الداخلي في الصندوق، وبعد الأخذ برأي اللجنة الفنيّة والتعديلات التي تقدّمت بها على نموذج تفصيل الحساب الخاص بالعمل الجراجي المقطوع، وعطفاً على قرار مجلس الإدارة رقم 1276 المتخذ في جلسته عدد 1030 تاريخ 8/2/2024 مصادقة سلطة الوصاية بالقرار رقم 12/1 تاريخ 12/2/2024، أصدر كركي مذّكرة إعلاميّة بتاريخ 21/3/2024 حملت الرقم 746 قضى بموجبها اعتماد تفصيل الحساب الخاص بالعمل الجراحي المقطوع وتوزيع المستشفيات وفق ثلاث فئات، وتحديد أسعار مختلف الأعمال الجراحية المقطوعة ليصار إلى العمل بها اعتباراً من 1/4/2024، وتالياً تصفية ومراقبة ومحاسبة فواتير الاستشفاء المتضمنة الأعمال الطبية والجراحية المقطوعة وفق مسلك العمل المعتمد في الصندوق.
والجدير بالذكر أنّ المستخدمين المعنيين بإصدار الموافقة المطلوبة والمراقبين الإداريين سوف يعلمون المضمون بقيمة الفروقات المتوجبة عليه، والتي تقع على عاتقه بعد حسم مساهمة الصندوق وفق الأصول.
وأضافت المديرية في بيان: "احتراماً لمبدأ الشفافيّة وحق الوصول إلى المعلومات، سوف يصار إلى وضع لوائح الأعمال الطبية والجراحية المقطوعة بمتناول المضمونين كي يكون بإمكانهم معرفة قيمة البدل المتوجّب عليهم وبالتالي الحدّ من هامش تضخيم الفواتير الاستشفائيّة، وذلك من خلال نشرها على الموقع الإلكتروني التفاعلي للصندوق".
وأكّد كركي أن "هذه الخطوة هي الأولى في مسار تأسيس سياسة صحيّة جديدة ونظام مستقبلي قائم على معايير محددة قابلة للمضاعفة ومواكبة مؤشر التضخم بشكل علمي وقواعد نظامية وقانونية ثابتة من جهة أخرى". كما أمل من المستشفيات المتعاقدة مع الصندوق "التعاون والمساعدة لإنجاح هذه الخطوة على أن تضع إدارة الضمان آلية فوريّة لمعالجة ودفع الفواتير العائدة للأعمل الجراحيّة المقطوعة بأسرع فرصة ممكنة".