أحيت الطوائف المسيحية في منطقة صيدا والجنوب التي تتبع التقويم الغربي، يوم الجمعة العظيمة، وأقيمت رتب درب الصليب في الكنائس إحياء لهذه الذكرى، وتميّزت بلدة القريّة، شرق صيدا، كعادتها كل عام، ومنذ سنوات عديدة بإحياء المناسبة من خلال تمثيلية أو مشهدية حية، لا تزال أخوية القرية المريمية تحافظ على إقامتها وتنظيمها منذ الحرب الأهلية اللبنانية، ولم تتوقّف عن تنظيمها سوى فترة التهجير القسري لأبناء المنطقة خلال العام 1986 ولغاية العام 1991، وأصبحت تقليداً يتوارثه الأبناء عن الآباء.
الصور بعدسة الزميل نبيل إسماعيل:
التمثيليّة أو المشهديّة، تبدأ من باحة كنيسة مار جرجس وسط القرية، مشهدية قيافا، ثم إلى مدخل كنيسة السيدة، مشهدية الحاكم، الروماني بيلاطس، وصولًا إلى كنيسة سيدة الحنان، مشهدية صلب السيد المسيح على خشبة، ويظهر في المشهدية يهوّذا الإسخريوطي، وهو مشنوقاً بحبل، يتدلى على جذع شجرة، وطوال المسيرة، التي تجسد درب الجلجة يتعرض فيها السيد المسيح للآلام والضرب المبرّح.
شارك في التمثيلية نحو 50 فتاةً وشاباً، ومثّل أنطوني دعيبس دور السيد المسيح، والخوري غبريال طنوس، دور رئيس الكهنة، وقال لـ"النهار": التمثيلية أصبحت من تراث البلدة ونحاول قدر الإمكان إظهار حقيقة ومعايشة الذكرى عن قرب.
وأوضحت الإعلامية ميشلين مخول أن إحياء المناسبة هو تقليد قديم، تحافظ على إقامته أخوية القرية المريمية والتي لها دور فاعل وبارز في البلدة والمنطقة على الصعيد الديني والإنساني والاجتماعي، وتنظيم المشهدية تؤكد على تمسك المسيحيين بأرضهم، وعيشهم الوطني، وتمنّت عودة الأمن والسلام خصوصاً في جنوب لبنان وفي غزة وفلسطين.