لفت مطارنة الروم الكاثوليك الى أن التطوّرات في البلاد "تنذر بعواقب وخيمة وتعيدنا إلى أجواء الفتنة التي نرفضها كما يرفضها كلّ لبنانيّ مخلص، بسبب الخطاب الطائفيّ والمذهبي المتصاعد وتقديم المصالح الشخصيّة على مصلحة البلاد، إضافة إلى تمرير الأجندات الخارجيّة على حساب الأرض والشعب".
ودعوا في بيان بعد اجتماعهم الشهري في الربوة برئاسة البطريرك يوسف العبسي جميع المعنيين والمسؤولين على كل المستويات الى "التحلي بالعقل والحكمة وحسن الدراية لتجنيب بلدنا مزيداً من الويلات والحروب"، محذرين من "تداعيات السياسات الكيديّة القائمة على الأنانيّة وعدم الاعتراف بحقّ الآخر في الوجود".
ولاحظوا أن "تصاعد حدّة الأعمال الحربيّة في جنوب لبنان، والتي قد تطاول كلّ الوطن، تخلّف مزيداً من الانقسامات العموديّة بين مكوّنات المجتمع السياسيّ في لبنان عوضا عن أن تكون دافعا للقاء جدّي لمكوّنات الوطن المختلفة من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه"، مشددين على "أن من واجب الجميع إدراكَ أنّ لبنان واحد وشعبه واحد ومصيره واحدن وعلى الجميع بالتالي الابتعاد عن الانزلاق في الأحقاد والتعبئة ضدّ بعضهم البعض".
وتوقّفوا عند "استمرار الفراغ في سدّة الرئاسة وما ينجم عنه من تعطيل لإدارة الدولة ممّا دفع الكثير من المواطنين إلى فقدان ولاءهم للوطن والى الكفر بوجوده، وحمل حقائبهم مهاجرين وباحثًين عن حياة كريمة تليق بالإنسان وبحقوقه المشروعة".
وشدّدوا على "توحيد الصفّ الداخلي من أجل حثّ المجتمع الدوليّ على إيجاد حلّ لأزمة النازحين السوريّين التي لا يمكن للبنان أن يتحمّلها أو يتحمّل نتائجها، بشكل يضمن كرامتهم ويجنّب لبنان الوقوع في المحذور الذي بدأت تظهر معالمه. وعلى المجتمع الدولي العمل على إعادتهم إلى المناطق الآمنة في وطنهم ودعمهم للبقاء فيه".