وسام اسماعيل
يبدو أن الشابة هبة أبي رويس، البالغة من العمر 35 عاماً، اسم جديد يُضاف إلى لائحة ضحايا الأخطاء الطبية والإهمال.
خضعت هبة لعملية جراحية نسائية غير خطرة داخل غرفة الجراحة في مستشفى الططري في مدينة بعلبك، أجراها الطبيب ج.أ. إلا أنها لم تشعر بالراحة كما كان يُفترض بعد عودتها إلى منزلها في مخيم الجليل، بل ازدادت آلامها يوماً بعد يوم، ما دفعها إلى معاودة الاتصال بطبيبها الذي شخّص الآلام بأنها تداعيات طبيعية للعملية وقد تكون ناتجة عن جرعة بنج زائدة لا تستدعي القلق.
استمرت هبة على هذه الحال لما يزيد على خمسة أسابيع، فتوجهت إلى طبيب آخر طلب لها بشكل عاجل صورة لمكان الألم المستمر في منطقة بطنها، وكانت المفاجأة أن هناك جسماً غريباً داخل بطنها ويتطلب عملية جراحية فورية لإزالته.
خضعت هبة للعملية في مستشفى الناصري (الهلال) في بر الياس، فتبين أن قطعة قماش طبية يزيد حجمها عن 30 سنتمتراً (شاش) كانت منسية داخل جسمها جراء العملية الأولى، وتسببت بالتهابات حادة، وتسمُّم في جسدها، وفتقٍ في المصران وفقاً لشقيقها خالد، ما أدى إلى تدهور حالتها، وصولاً إلى وفاتها.
وقبل أيام قليلة، تقدم ذووها بدعوى قضائية أمام النيابة العامة في بعلبك باعتبار أن هناك خطأ طبياً أودى بحياة هبة التي كانت تعاني آلاماً بسيطة في البداية لتتحوّل ضحية جديدة من ضحايا الإهمال.
وأكد شقيقها خالد أن الهدف من الدعوى القضائية تحديد المسؤوليات وإظهار المسؤولين عن وفاتها ومحاسبتهم لتفادي حوادث مشابهة.
قطعة القماش التي وجدت داخل بطن الشابة هبة.
رواية المستشفى
إدارة مستشفى الططري بشخص صاحبها الدكتور أحمد الططري أوضح لـ"النهار" أن الشابة هبة دخلت المستشفى وخضعت لعملية جراحية على يد الطبيب ج.أ. بتاريخ 1 كانون الثاني من العام الجاري بناء على طلب استدعاء للطبيب من قبلها، وقد خرجت وهي في صحة جيدة بتقرير من الطبيب نفسه، لنفاجأ لاحقاً، أي بعد عدة أشهر، بقضيتها من دون أي مراجعة للمستشفى. وقد علمنا أنها خضعت لعدة عمليات في مستشفيات أخرى وتم العثور على قطعة من القماش داخل جسمها، وهو ما نترك تأكيده للتحقيق وللطبيب الشرعي وكشفهم سبب الوفاة، خصوصاً أنها خضعت لعمليات جراحية في عدة مستشفيات أخرى وهو ما يترك علامات استفهام حول السبب الحقيقي لوفاتها والأخطاء الطبية التي تعرضت لها".
وأكد أن المستشفى تحت سقف القضاء وما يكشفه من مسؤوليات حول تلك الحادثة .
بدوره نقيب الأطباء في لبنان الدكتور يوسف بخاش أكد لـ"النهار" أن النقابة تتحرك بناء على دعوى من المتضرر أو المريض أو بناء على طلب من النيابة العامة التي بدورها تحول الملف لتتم دراسته من قبلنا من الناحية العلمية، والنقابة حاضرة لفتح التحقيقات وكشف الملابسات.
وتابع: "وما إن يصل الطلب، نعمد لاستدعاء كل الأطراف ونطلع على الملفات الطبية، ومن ثم نقدم تقريرنا العلمي. ولا يمكن تحديد المسؤوليات قبل استكمال التحقيقات التي على أثرها نقوم باتخاذ إجراءات هدفها منع تكرار هكذا حالات وتفادي الأخطاء الطبية أو الإهمال".
ورأى أنه في حال ثبت وجود أدوات طبية داخل جسم المريض، فالقسم الأكبر من المسؤولية يقع على عاتق المستشفى والفريق الطبي الذي يتوجب عليه أن يتأكد من عدد الأدوات الطبية المستخدمة قبل انتهاء أي عملية جراحية".
وشدد على أن دور النقابة التي يرأسها منذ سنتين هو دور فاعل يهدف إلى مساهمة في رفع المستوى الطبي في كل مستشفيات لبنان وللحفاظ وتقديم أكبر عناية لأي مريض.
اهالي مخيم الجليل شيعوا أول من أمس الضحية الشابة هبة أبي رويس وسط حال من الغضب، مطالبين بتطبيق مبدأ المحاسبة.