جمعت الذكرى الأولى لغياب الوزير السابق سجعان قزي حشداً من الشخصيات السياسية والحزبية والصحافية والثقافية والفكرية، بدعوة من أسرته وكلية الآداب والعلوم الانسانية في جامعة القديس يوسف، تحت عنوان "في البال يا سجعان"، في قاعة أبو خاطر.
النشيد الوطني، وتقديم من الزميل جورج غانم،. ثم شريط مصور لأبرز المواقف السياسية والوطنية لصاحب الذكرى.
غناجة
وألقت عميدة كلية الاداب والعلوم الانسانية في الجامعة اليسوعية ميرنا غناجة كلمة وصفت فيها قزي بأنه "رجل استثنائيّ، رجل الكلمة الأنيقة والفكر العميق، رجل الحوار واللّياقة. إنّه سجعان قزّي الأب، الإعلاميّ، الكاتب، الوزير. صفات جمّة تجتمع في رجل واحد"، مشيرة الى أنه "تماهى في عملِه بين الإعلامِ والسّياسة، إذ لم يفصلْ بينهما لجهةِ الدّفاع عنِ الدّيموقراطيّةِ وحقوقِ الإنسانِ والحرّيّات. هكذا كان صحافيًّا في العديدِ من المؤسّساتِ الإعلاميّةِ ووزيرًا للعملِ في حكومة الرّئيس تمام صائب سلام في عهد الرّئيس ميشال سليمان".
حرب
وتناول الوزير السابق بطرس حرب علاقة الصداقة الشخصية والعائلية بصاحب الذكرى، بحكم السكن المشترك في السبعينات، مروراً بمحطات تاريخية إبان الحرب اللبنانية، وصولاً الى الزمالة في حكومة الرئيس تمام سلام :عندما وجدنا أنفسنا كوزراء، أمام تحدٍّ كبير وخطير، وأمام مهمّة شبه مستحيلة، إذ كنّا نواجه كلّ يوم الخساسة والحقد والانحطاط الأخلاقي والتعطيل والشتائم والاتهامات. يومها، سجعان ورشيد وأنا، وغيرنا من الوزراء السيادييّن، وعلى رأسنا الرئيس سلام، قرّرنا مواجهة المؤامرة وتحمّل مسؤوليّاتنا رغم صعوبة العمل، أو التفاهم، مع المتآمرين على لبنان، ومهما كان الثمن، الذي علينا دفعه، غالياً".
وأشار الى "أن اللافت في سجعان، أنّه، على رغم آلامه الجسديّة والنفسيّة، لم يستسلم، وبقي يكتب مقاله الأسبوعي الذي شكّل لنا مؤشّراً على وضعه الصحّي".
حمادة
وقال النائب مروان حمادة في كلمة: "الاستاذ سجعان كما يليق به الوصف وهو المحبب له، رافَقَنا ورافَقناه. بالدارج "لم يحلّ عنّا لحظة ولم نحلّ عنه يوماً"، لا في الخصومة الشرسة ولا في زمن اللقاء الجامع والوحدة الحميمة".
وأضاف: "سجعان رجل وطني، مثقف، قارئ، كاتب، مجتهد، يمّد باستمرار جسوراً حتى لو كانت على حساب قلاعٌ مغلقة ومحصنة. رجل لم يتأخر في تلبية نداء القلب ثم غلّب عليه نداء العقل، فكان هنا وهناك ذروة في التقدم والتألق. مستشار ذكي، منظّر، مجتهد، لم يدخل يوماً لعبة الدم، ففرض حوله والى ما بعد التماس القائم احتراماً لعقله ولفكره ولثقافته. ولأن الشيء بالشيء يذكر كانت تجربته في الصحافة المكتوبة ثريّة، مبدعة، متنوعة. صال وجال ثم شارك في كفاح "النهار" ما قبل المراحل الغسانية والجبرانية وما بعدها حيث اختلط الحبر العريق بالدم الغزير، الى جانب الاقلام من المبدع رشيد درباس الى الفقيه بطرس حرب، الى الدستوري رمزي جريج، الى رفيقنا الكبير والعلم من اعلام الصحافة والمقال الاستاذ سمير عطالله".
درباس
وقال الوزير السابق رشيد درباس: "يا حاضراً نقل إقامته من حقول البصر، إلى حقول الذِّكر. بعد الشيخ بطرس والأخ مروان أناجيك باسم زملاء حكومة تلك الحقبة، التي أطلقتُ عليها لقب حكومة النواطير، لطول الإقامة الموقته في ظل رئاسة خالية من صاحبها، أكثروا من الحديث عن صلاحياتها الضائعة، فلما استفحل الشغور، تأكدنا جميعاً أن أهم سلطات الدولة هي رئاسة الجمهورية، وأن الرئيس الحصيف هو ضمان الاستقرار والتنمية والمناعة والممانعة ضد جراثيم الدعوات المتهافتة، والخطابات المتفلتة والشعارات المنفصلة عن الواقع".
زغيب
وألقى الشاعر هنري زغيب كلمة جاء فيها: "هاني أَعودُ إِليك. أَعودُ، كأَنْ لم أَنْأَ عنكَ إِلَّا يومَ جنازتك ("أَزرار" 1269 - "النهار" 13 أَيار 2023). وهل تظُنني كنتُ يومها أَتحملُ أَن أَراكَ في نعشٍ، مُسجًّى ولا روح، ومُشيِّعُوك يحملونكَ في تابوت، أَنتَ الأَلِفْتُكَ نصفَ قرنٍ أَمامي صوتًا هادرًا بِحقيقة لبنانَ اللبناني، واعتدتُ عليكَ بعينَي صقْر ينقضُّ على كلِّ ما وكلِّ من، حين يَسوسُ لبنانَ مَن لا يستحقُّ الأَرزةَ على جبين ضميره؟
نعم: يومَها لم أَتحملْ أَن أَحضرَ مأْتَمَك. كأَني لو حضَرتُه أَخونُ ما بيننا من حياة. تغيَّبتُ ذاك النهار الفاجع. بعدهُ عدتُ إٍليك، كي لا أُصدِّقَ أَنكَ نأَيتَ إِلى الهُناك، وأَن أَكونَ حارس غيابكَ بعدما كنتُ رفيقَ حضورك".
قزي
ثم ألقت كريمة صاحب الذكرى أود قزي كلمة شكر قالت فيها: "أنتم جميعًا تعرفون السياسي
والصحافي والصديق سجعان، لكن إذا عرفتموه أباً، فستعرفون أن هذا هو الدور الأكبر الذي قام به في حياته".
وفي الختام وزعت نسخ من مؤلفاته.