كما جرت العادة منذ ست سنوات، نظَّم مركز سكيلد (للأطفال الأذكياء ذوي الاختلافات التعلميّة الفرديّة) سهرة "Night to Shine" لتكريم ذوي الاحتياجات الخاصّة. وسط التألق وبهجة السّير على السجادة الحمراء، ومع هتاف الجماهير وومضات الكاميرات، أنارت ليلة "Night to Shine" (أي "ليلة الإشراق") في لبنان قلوبَ الحاضرين وعقولَهم. وتحوّل هذا الحفلُ السنويّ السادس الذي استضافه مركز سكيلد إلى أمسية خلّابة تلقّى فيها كلُّ ضيف معاملةَ الملوك بغض النظر عن قدراته.
وضعَ 60 متطوّعًا متفانيًا، إلى جانب الكثير من المشاهير، مسؤوليّاتهم اليوميّة جانبًا، محوّلين تركيزهم نحو بثّ الفرح الحقيقيّ في قلوب 74 ضيفًا مميّزًا من 16 مدرسة متخصّصة في أنحاء لبنان. تهدف مبادرة "Night to Shine" العالميّة التي تدعمها مؤسسة "تيم تيبو" إلى "إظهار محبّة الله غير المشروطة للأفراد ذوي الاحتياجات الخاصّة".
بعد ترحيب مديرة مؤسّسة سكيلد هبة الجمل بالمشاركين وذويهم، وجَّهت كلمة شكر وتقدير للمؤسّسات الخاصّة صاحبة المبادرة، وللأهل الذين يتحمَّلون العناء بمفردهم. أمّا مؤسِّس مركز سكيلد، نبيل قسطه، فذكَّر بالآية من الإنجيل: "لا نحبّ بالكلام ولا باللسان، بل بالعمل والحقّ" مشدِّدًا على أهميَّة تطبيقها في هذه الظروف الصعبة التي يتخبّط بها لبنان، إذ لم يعُد ذوو الاحتياجات الخاصّة موضع اهتمام الدولة. وذكَّر بأهميّة تشريع حقوق هؤلاء الأشخاص المميَّزين وضمِّهم للمجتمع عبر تأسيس مراكز متخصِّصة ذات جودة عالية قادرة على تقديم الرعاية المطلوبة والاهتمام بهم.
وعلَّق الممثل ميشال حوراني قائلًا: "للسنة الخامسة على التوالي أحضر هذا الحفل بفرح كبير، وما زلتُ أتعلَّم من هؤلاء الأشخاص المميَّزين. ونحن بانتظار مبادرات أُخرى مثل هذه تُعطيهم دورًا أكثر فعاليّة في المجتمع."
من جهته قال الممثل وسام صليبا: "أحضر هذا الحفل لأختبر كلّ سنة الشعور نفسه: تجذبني نقاوة هؤلاء الأشخاص وصدقهم في وقت ما عدنا نرى فيه الكثير من الحقيقة في مجتمعاتنا."
أمّا الممثل دوري سمراني فكان مذهولًا إذ كانت أول مرّة يحضر فيها هذا الحفل. وبرأيه أنَّ الله قد ميَّز هؤلاء الأشخاص ومنحهم محبّة لا يملكها معظمنا.
وشدَّدت الممثلة ڤاليري أبو شقرا أيضًا على قيمة كلّ إنسان في المجتمع وعلى التوعية على وسائل التواصل الاجتماعيّ بغية أن يُضمّوا إلى مجال العمل لأنَّهم أصحاب مواهب مميَّزة.
من جهتها، قالت الفنانة ألين لحود إنَّ هذا من أصدق الاحتفالات التي حضرتها، وتمنّت لو يحدث أكثر من مرّة في السنة، فإنَّهم يُشعّون فرحًا وينقلون لنا فرحهم. ولفتت إلى أنَّ الكثير من ذوي الاحتياجات الخاصّة يُشاركون اليوم في الجوقات الموسيقيّة.
وكانت الممثلة يارا فارس سعيدة جدًّا لحضور الحفل وشدّدت على التوعية في المجتمع بغية تقبُّل ذوي الاحتياجات الخاصّة.
أمّا الاعلامي والممثل الفكاهي طوني أبو جودة فقال إنَّنا نظنّ أنَّنا قد اختبرنا الفرح ولكن انظروا في عيون ذوي الاحتياجات الخاصّة فتكتشفون أنَّهم يملكون الفرح الحقيقيّ.