في ثانوية مار يوسف للراهبات الانطونيات في زحلة – كسارة، لقاء مع مدير تحرير "النهار" الزميل غسان حجار، بحث في القلق على المصير، والتوجس من المستقبل لدى تلامذة في مقتبل العمر، صاروا يرون الى البلد غريباً عنهم، وهو شعور يتنامى في أوساط المحيطين بهم، خصوصاً مع تفاقم أزمة النازحين وخطر تفجرها، ومع استمرار الحرب المدمرة جنوبا، وهي حروب تتكرر كل "كم سنة" وفق ما يقول الشباب.
لقاء قدمت له رئيسة المدرسة الأخت رلى كرم داعية التلامذة الى الحوار الصريح وطرح الأسئلة حول مكنوناتهم، لأن الحذر مفتاح الى الحلول الممكنة.
وكانت دعوة من حجار، ليس الى التمسك بالأرض، ار ض الاباء والاجداد، وفق الدعوات العاطفية السائدة، بل الى الافادة من الفرص التي لا تزال قائمة، وإعادة البناء وفق أسس سليمة، ومواجهة التحديات التي لا تقتصر على لبنان. وقدم خبرات معيشية حياتية من دول افريقية وعربية، وأيضاً من دول أميركا الجنوبية، الى بعض الصعوبات التي باتت تعترض الحياة في كثير من الدول الأوروبية.
وأضاف "لا أحاول أن أشوّه صورة الخارج، لاقنعكم بالبقاء في بلدكم، بل جل ما أفعله هو أن أبيّن لكم الصعوبات والتي لا يمكن أن تعرفوها وأنتم على مقاعد الدراسة، لأن الحياة عبر الشاشات، وعبر البرامج الدعائية دائماً زهرية، لكنها لا ترتبط بالواقع دائماً. وعرض للأزمات الاقتصادية والاجتماعية في غير دولة.
واللافت أن التلامذة على رغم بعض سوداوية تسود في أوساطهم، الا أنهم عبروا عن رضاهم على أوضاعهم العائلية مع الأهل والأقارب، وسرورهم بالحياة الاجتماعية في محيطهم. وأشادوا بالتضامن الاجتماعي في لبنان والذي يتجاوز كل الحواجز عند الملمات.
وختم حجار أن لا مستقبل لأي بلد من دون شبابه، وإن اضطر عدد كبير منهم للهجرة الموسمية أولاً، أو لهجرة بعيدة في المكان والزمان ثانياً، الا أن هؤلاء وأولئك يشكلون دعامته لبقاء البلد ونهضته الاقتصادية. لذا لا يمكن النظر الى الهجرة دائماً من ناحية سلبية.