النهار

حادثة تحرّش بتلامذة تهزّ مدرسة في كفرشيما... وزير التربية كلّف فريقاً إدارياً وتقنياً للتوجّه إلى الثانوية
المصدر: "النهار"
حادثة تحرّش بتلامذة تهزّ مدرسة في كفرشيما... وزير التربية كلّف فريقاً إدارياً وتقنياً للتوجّه إلى الثانوية
تعبيريّة.
A+   A-
بعد عصابة "التيك التوك" واستدراج القصّر التي شغلت الرأي العام اللبناني في الفترة الأخيرة، تصدّرت اليوم مواقع التواصل حادثة جديدة عن تعرّض تلامذة في ثانوية إيمانويل كفرشيما للتحرّش على يد أستاذ. 
 
وفي التفاصيل، تبلغت وزارة التربية والتعليم العالي شكوى من جانب أحد الأهالي عن سلوكيّات مثيرة للقلق تجاه بعض التلامذة في ثانوية إيمانويل كفرشيما. وفور تبلغها أعطى وزير التربية عباس الحلبي التعليمات للتحرّك الفوري من جانب الوحدات الإدارية والتقنية المعنية، وتم إبلاغ وزارة العدل كما هو معمول به بين الوزارتين، بحسب بيان صادر عن وزارة التربية. 
 
وبالتوازي مع التحرك الفوري للقضاء، قامت الوزارة بتحقيق إداري أرسلت نتائجه إلى القضاء المختص، كما تم تقديم الدعم النفسي الاجتماعي للتلاميذ، على أن تستكمل المتابعة في الأسابيع المقبلة.
 
كما كلّف الحلبي اليوم فريقاً إدارياً وتقنياً بالتوجّه إلى المدرسة المعنيّة للمتابعة، بحسب البيان.
 
وفي ضوء هذه المعلومات، باشرت الفصيلة الأمنيّة المختصّة التحقيقات الأوّليّة، بإشراف المحامية العامّة الاستئنافيّة في جبل لبنان القاضية نازك الخطيب.
 
وفي آخر معطيات هذا الملفّ، أنّ قوى الأمن الداخليّ أوقفت أستاذاً سابقاً في المدرسة، وأخضعته للتحقيق في سياق هذه المعلومات. كما أوقف رهن التحقيق أستاذ آخر على أن يُستمع بعد الظهر إلى إفادات تلميذات، ليُتَّخذ القرار النهائيّ في شأن التوقيفات، حيث لا يزال مسؤول في المدرسة قيد التحقيق لمعرفة مدى مسؤوليّته جرّاء تعرّض قاصرات لتحرّش من دون إبلاغ القضاء بالأمر.
 
وأفيد وفق المعطيات عن طرد الأستاذ المتحرّش، ولم يبلّغ القضاء في حينه وقوفًا عند رأي الأهالي.
 
وأوقف أيضاً حارس سابق في المدرسة سبق أن لوحق بهذا الجرم. وثمّة اتّجاه إلى تركه على أن تتّخذ القاضية الخطيب قرارها في شأنه وفي شأن المسؤول في المدرسة، بالاستناد إلى دراسة المعطيات في الملفّ.
 
وتُفيد معلومات أوّلية، أنّ تسجيلات صوتيّة وصوراً توفّرت من شأنها بلورة التحقيق.
 
وفي وقت سابق، وجّهت مدرسة الـ Lycee Emmanuel في كفرشيما، والتي اتُّهِمَ بعض الأشخاص فيها بالتّحرّش بالتلامذة، رسالة مفتوحة إلى الأهالي، معتبرة أنّ "الأخبار شبّت كالنار في الهشيم، فهكذا هو بلدنا، سرعان ما تستعر فيه الأخبار الكاذبة بغرض الكسب لا بغرض الحقيقة"، مشيرةً إلى أنّه "احتراماً للحق وللإضاءة عليه، ونحن الذين اتخذناه سبيلاً، وجدنا أننا معنيّون بإيضاح بعض النقاط، احتراماً للرأي العام والشفافية والمصداقية وتبيان الحق المسكوت عنه".

وأكدت إدارة المدرسة، في بيان، أنّ "الأستاذ المذكور في التحقيق والذي فرّ من وجه العدالة، جرى القبض عليه لاحقاً، وهو مطرود من المدرسة وفُصِل منذ ما يقارب شهرين من الآن. وكذلك عامل الحراسة الوارد اسمه، فإنّه مفصول من المدرسة منذ تشرين الأول. وبالتالي فإنّه لا مجال أن يُقال إننا نغطّي حالات غير سويّة، كما تدّعي بعض وسائل الإعلام، اللهم نحن لا نعلم ما في قلوب البشر ولا أساريرهم ولسنا بمنجّمين لنعلم نوايا الناس الخبيثة، ومن كان في قلبه مرض"، لافتةً إلى أنّ "الإدارة تواظب على التعاون التام مع الأهل، وإن أي قرار أو إجراء، يكون بناء على طلب الأهل أنفسهم، وبالتنسيق التام معهم، فالمشاورات لم تنقطع يوما، بل راعينا وضعهم ووضع أبنائهم ونسّقنا وإياهم، وهذا نهج مدرستنا وسياستها التربوية".

كما شدّدت على أنّ "المدير ليس متّهماً، بل في حالة تحقيق، تحقيق ليس إلّا، كونه رئيس المدرسة ولا بدّ من إجراءات قانونية استلزمت أن يدليَ بشهادته... لا أكثر ولا أقل، وإنّ أيّ كلام غير هذا الكلام، إنما هو كلام افتراء وكذب، ولينتظر الجميع الكلمة الفصل وهي للقضاء، فعنده اليقين والحق، ويكفينا محاكمات عبثية وكيدية من بعض الأقلام المأجورة، فالكلمة الفصل للقضاء وله الحكم العادل، ولا يلتفت أحد إلى بعض الإعلام الذي يحطّم التربية والعمل التربوي أمام الإشاعات واستقطاباً للخبر الماليّ، هذا خبر ممجوج لن يستطيع أن يشوّه سمعة صرح تربوي مشهود له في التربية وصون الأجيال".

وتوجهت المدرسة إلى الأهالي بالقول: "تعاهدكم المدرسة أن تبقى على وعدها ونهجها على الرغم من افتراء المفترين، فاتّقوا الله في الناس وأعراضهم وشرفهم وسمعتهم... هذه ضريبة النجاح، وهكذا يهوى الحاقدون والحاسدون تلطيخ السمعة الشريفة، زعماً منهم أنهم سيسكتون صوت الحقيقة والنجاح، وما هي إلا أيام وسيتبيّن الحقّ الذي لا مراء فيه. ولا يفوتنا أن نشكر المخلصين والصادقين عائلة المدرسة الحقيقية من أساتذة وموظفين وإداريين وأصدقاء وأهل وداعمين... الذين أثبتوا أصالتهم ووفاءهم ونواياهم الصادقة ونبل أخلاقهم، وكانوا مدرسة فعلية في البقاء على العهد".
 
 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium