لاتزال أدخنة حريق النفايات المتعمّد لليوم الثالث، تنبعث من مكب سرار، الذي يُعتبر من أكبر المكبّات المعتمدة من بلديات محافظة عكار، والمملوك من إحدى العائلات، والذي تبلغ مساحته مئات آلاف الأمتار المربّعة من الأراضي البور.
وأفيد ليل أمس عن ارتفاع عدد الاصابات بضيق التنفّس جرّاء تنشّق الروائح والأدخنة المنبعثة منه إلى أكثر من 10 حالات من بلدة قشلق المجاورة، ومن قرى وبلدات عدّة تحوطه، ونقلوا إلى عدد من مستشفيات المنطقة.
وجالت خلافات كبيرة بين أفراد العائلة على الملكية والإدارة، دون مباشرة العمل في المعمل الذي بُني بهبة أوروبية وازنة، وجرى تجهيزه.
وتابع وزير البيئة في حكومة تصريف الاعمال الدكتور ناصر ياسين موضوع الحريق في مكب سرار عكار وتواصل مع وزير الداخلية في حكومة تصريف الاعمال القاضي بسام مولوي ومحافظ عكار المحامي عماد اللبكي، والمدير العام للدفاع المدني العميد ريمون خطار والمدعي العام البيئي في الشمال غسان باسيل، وشدّد على" العمل بسرعة لإطفاء الحريق والسيطرة عليه وإحتواء أضراره البيئية والصحية إضافة إلى التحقيق في أسباب هذا الحريق الذي تسبب بحالات إختناق لدى بعض المواطنين في محيط المكب".
وأوضح وزير البيئة أن "الجهود لحل أزمة النفايات في منطقة عكار حققت تقدماً، وأنه بالتعاون مع البنك الدولي تم إيجاد تمويل من مرفق البيئة العالمي لتمويل تأهيل وتشغيل معمل الفرز ولإنشاء خلية طمر صحي في سرار بكامل المواصفات مما يضع المدماك الأساسي لحل أزمة النفايات في محافظة عكار".
واعتبر عضو مجلس بلدية قشلق المهندس عبدالله صقر، "أن هناك مجزرة بيئيّة مستمرّة لليوم الثالث، من دون أيّ تحرّك إداري".
وقال: "أُحرِق مكب سرار بفعل فاعل نتيجة خلافات عائلية على ملكيّته، و المنطقة بأكملها تعيش يومها الثالث تحت رحمة الدخان السامّ والروائح الكريهة، من دون أيّ تحرّك من وزارة البيئة المعنيّة بشكل مباشر، ولا حتى من وزارة الزراعة. فالمكب يقع على حدود ثاني أكبر سهل زراعي في لبنان. أما عن الإدارات المحلية واتحادات بلديات عكار فحدّث ولا حرج".
في غياب الدولة وهيئاتها ومؤسّساتها ووزارتها، تقع بلدة قشلق - شيرحميرين- العبودية - وادي الحور - عمار البيكات والنورة والدريب الأوسط عموماً تحت رحمة مالكي عقارات مكبّ سرار، الذين يغلقونه أحياناً في وجه بلديات عكار، ليرفعو تسعيرة النفايات التي أصبحت سوقاً سوداء، بل يضرمون النار أحياناً فيه لطمس الحقائق والوقائع.
ما بين غياب الدولة ونوم ضمير المسؤولين، هناك أرض تحترق، مياه تتلوّث، وشعب يختنق ويموت.