ميشال حلّاق
"لحظات الفرح لا تفوّتها"، مثل شعبي يتردّد كثيراً هذه الأيام. فمثل هذه اللحظات قصيرة جداً قياساً بما يكابده اللبنانيون على وقع الأزمات المتلاحقة التي تعصف بهم.
يعود هذا المثل إلى ثقافة حبّ الحياة المتجذّرة عند اللبنانيين الميّالين دائماً إلى العيش في مواجهة أقسى الظروف، وتخطّي الأزمات بالجهد المتواصل وبالفرح ملاذاً للمواجهة.
وأبناء عكار، المحافظة الموصوفة بالحرمان، ميالون على رغم قساوة العيش، إلى اقتناص لحظات السعادة التي يعبّرون عنها بنواح عدّة منها التفاعل والحماس للمشاركة في الاحتفالات الثقافية والفنية والرياضية والشبابية والدينية التي يجري الإعداد لها لهذا الصيف الواعد، علماً أنّ تراجع القدرة المالية انعكس سلباً على مهرجانات أخرى، كمهرجانات القمّوعة السياحية .
"مهرجانات القبيّات الدوليّة"
مديرة "مهرجانات القبيات الدولية" سينثيا قرقفي حبيش تشير إلى "أنّ مهرجانات القبيات الدولية لصيف ٢٠٢٤ ستجري بإصرار كبير في رحاب معمل الحرير التراثي والسياحي، للسنة العاشرة، بالتعاون مع وزارة السياحة، لنكمل معاً مشوار الفرح وثقافة الحياة على رغم الظروف الصعبة والمؤلمة التي يتعرّض لها جنوب لبنان الحبيب.
ووجّهت تحية لأهل الجنوب الصامدين وللشهداء الذين سقطوا في لبنان وغزّة، وتحية من مهرجانات القبيات الدولية إلى المهرجانات الدولية في بعلبك وبيت الدين وصور التي قرّرت هذه السنة تعليق نشاطاتها بسبب الأوضاع.
ولفتت إلى "أنّنا في عكار، وتحديداً في القبيات، قرّرنا أن نكمل المشوار مع وزارة السياحة، وفقاً للبرنامج الآتي:
- الخميس ٨ آب event (مجاني) DJ مع الغروب.
- الجمعة ٩ آب: الافتتاح الرسمي مع النجم ملحم زين.
- السبت ١٠ آب concert مميز مع العازف والمؤلف الموسيقي غي مانوكيان.
- الاحد ١١ آب (الختام) Hiking في مسار وادي حلسبان الساعة 9:30 صباحاً.
وتؤكد "أنّ المهرجانات تساهم بشكل كبير في إنعاش القطاعين السياحي والاقتصادي في منطقتنا".
"سيدة الغسالة"
يعتبر إحياء احتفالات عيد سيدة الغسالة في القبيات تقليداً سنوياً قديماً جداً، والمشاركة فيه واجب ليس لأبناء القبيات فحسب إنّما أيضاً لكثير من العكاريين واللبنانيين من المناطق المختلفة، الذين يضربون موعداً سنوياً مع هذه المناسبة الدينية فيزورون هذا المقام، ويمضون في حرمه بضعة أيام، ويتشاركون احتفالية المناسبة حيث للأطفال مساحة رحبة فيها.
المدير التنفيذي لـ"مؤسسة إنسان" الداعمة لهذه المهرجانات نزار عبده، يوضح أنّه "على رغم كلّ التحديات التي يعيشها لبنان، بدءاً بالأزمة الاقتصادية مروراً بجائحة كورونا، أصرّت "مؤسسة إنسان" على إعادة إحياء عيد سيدة الغسالة المعروف تاريخياً، والذي كان يستقطب جمهوراً كبيراً من كلّ قرى عكار وصولاً إلى الداخل السوري.
وبالتعاون والتنسيق مع رعية سيدة الغسالة والأفواج الكشفية، تقوم المؤسسة لسنة ٢.٢٤ بالتحضير لإحياء هذا العيد في تواريخ أصبحت ثابتة من 10 آب حتى 14 منه، يتخللها إقامة كرمس وألعاب كشفية، وسوق للأكل والمنتجات المحلية والمونة والأشغال الحرفية، إضافة إلى حفلات فنية وترفيهية للصغار والكبار. و"أضفنا هذه السنة المساحات المستخدمة حول حرم الكنيسة بهدف استيعاب أكبر عدد من المشتركين، حيث ارتفع العدد من ٤٠ منصة بيع محلية السنة الماضية إلى ٧٥ منصّة لهذه السنة، وسينظّم سوق الأكل على طريقة Food Court، وإعطاء مساحة أكبر للمشتركين في سوق المونة والحرفيات".
وتقوم المؤسسة بتأمين سائر الأمور اللوجستية من خيم وكيوسكات إضافة إلى الكهرباء من دون أيّ مقابل، على أن يلتزم المشتركون أسعاراً تشجيعية ومدروسة.
ويشير إلى أنّ البرنامج يتضمّن الآتي:
-١٠ آب: ٧ مساء - kazadoo حفلة مخصّصة للاطفال.٩.٣٠ - موسيقى لفرقة Lami Conservatoire مع الأستاذ الياس شمعون.
- ١١ آب: ٧ مساء - رسيتال روحي مع المرنمة جومانا مدور، ٩.٣٠ - Bassam Challita والأوركسترا المؤلفة من أكثر من ٢٠ عازفاً.
- ١٢ آب: ٧ مساء - سيرك مع Cirquenciel، ٩.٣٠ - سهرة كوميدية مع Hicham Haddad, Areej, Juneid and Abbas Chahine.
- ١٣ آب: سهرة فنية مع The Chehade Brothers and the Band.
- ١٤ آب ليلة عيد السيدة: ٩.٣٠ مساء - القداس الاحتفاليّ مع السهرة التقليدية والمفرقعات.
يذكر أنّ الدخول مجانيّ إلى كلّ هذه الحفلات، بدعم من "مؤسسة إنسان".
عندقت
أمّا في عندقت، فتشير عضو مجلس إدارة جمعية "تدبير" المنظّمة لمهرجاناتها رفقة داود لـ"النهار" إلى أنّ "مهرجانات صيف عندقت تتضمّن لهذه السنة أنشطة ثقافية وفنية جديدة، معارض للحرف اليدوية والمنتجات المحلية، سوقاً للأطعمة، وألعاباً ترفيهية متنوّعة تستهدف الأطفال من جميع الفئات العمرية، إضافة إلى العروض المسرحية التفاعلية وعروض السيرك المتنوعة التي تضفي طابعًا ممتعًا ومثيرًا على المهرجان".
ويشهد المهرجان حضورًا فنيًا مميزًا على مدار أربعة أيام، بحيث يبدأ بافتتاحية مع فرقة فيلوكاليا التي تقدّم أغانيَ وطنية ومجموعة من أغاني فيروز. وتتخلل المهرجان شراكات مع فنانين من داخل المنطقة وخارجها، ما يعزّز تنوّعه الثقافي والفني.
وتعتبر "أنّ إقامة المهرجانات في ظلّ الظروف الاقتصادية الصعبة وتداعيات حرب الجنوب يعدّ تحدّيًا كبيرًا"، ومع ذلك، يمكن تقييم جدوى هذه الأنشطة من خلال "تعزيز الروح المعنوية" و"تحفيز الاقتصاد المحليّ" و"التعاون المجتمعي".
وتشير إلى "أنّ برنامج الاحتفالات لهذا العام يتضمن تعاونًا مع جهات عدّة لتعزيز تنوع الأنشطة وجودتها. تشمل هذه الجهات: الهيئات الثقافية والفنية المحلية على سبيل المثال، تقدّم فرقة فيلوكاليا عرضًا غنائيًا في اليوم الأول للمهرجان. إضافة إلى التعاون الدائم مع المجتمع المحلي مثل أخوية الشبيبة، طلائع وفرسان العذراء، والتعاونية النسائية وجمعيات أخرى. ودعوة فنانين ومبدعين من داخل المنطقة وخارجها إلى تقديم عروض فنية وثقافية متنوّعة، على غرار مشاركة المغنيتين شانتال بيطار وجوزفين محفوظ في اللقاء، وهما من بنات عندقت".
القمّوعة
على صعيد مهرجانات القمّوعة السياحية، يأسف رئيس نادي رياضيي عكار مختار فنيدق عمر عائشة، المشرف على تنظيم هذه المهرجانات، لعدم إقامتها "نظراً إلى ضعف الإمكانات المادية وعدم توافر الظروف الملائمة لإتمام هذه الاحتفالية التي دأبنا على تنظيمها سنوياً".
ويؤكّد "التواصل مع كثيرين لدعم المهرجان كرجال أعمال وشخصيات سياسية وغيرهم، ولكنّ الجميع أحجموا عن المساعدة". غير أنّه يشير إلى الإعداد لدورة كرة قدم تنشيطية "إن توافرت الرعاية، وإلّا فلن يكون هناك أيّ نشاط".
"لقاءات ريف"
ويؤكّد مدير لقاءات "ريف" الدكتور أنطوان ضاهر، والذي ستعقد فعالياته في معمل الحرير التراثي -السياحي في القبيات في 26 و27 و28 تمّوز الجاري، "التصميم الدائم على إقامة هذه اللقاءات التي تمزج بنهاراتها ولياليها بين السينما والبيئة والأنشطة التفاعلية الريفية المتنوّعة، على رغم التحدّيات الكثيرة والكبيرة، منها الحرب، والوضع الماليّ الدقيق مع تراجع في نسب الجهات المانحة الداعمة لـ"ريف".