على الرغم من تحذيرات الدفاع المدني والهيئات المعنيّة بأحوال الطقس من ركوب البحر في أوقات معيّنة، بسبب الأنواء والتيارات وارتفاع الأمواج، فإن حوادث الغرق تتتالى، لا سيما على شاطئ البترون، ضمن ما يُعرف بمحلّة المسابح الشعبية.
يعزو "أوفياء البترون" سبب الحوادث إلى افتقار الغرقى إلى المعرفة في ما يتعلّق بالرياح البحرية والتيارات والأمواج. ويتحدّث هؤلاء الشباب من أبناء البترون، من البحّارة والصيّادين... عن سنة بحرية "غربيّة -بحسب التعبير البحري- كلّها رياح غربية وأمواج وتيّارات. وتُعرف أيضاً بسنة "برونزات" قويّة. وهي تبدأ من 20 حزيران تقريباً، وتنتهي عادة بعد عيد انتقال السيدة العذراء في 15 آب، ويتخلّلها طقس هادئ ليومين أو ثلاثة فقط، في ما يعرف باللغة البحرية "زلقة تموز"".
ويضيف الأوفياء: "تمرّ بعد كلّ ثلاث سنوات عادةً سنة غربية قويّة ومتميّزة من السنوات الأخرى أو سنة برونزات قويّة. وعادة، يكون البحر في أول يوم منخفض الموج، ثم متوسط في اليوم الثاني، ليكون في اليوم الثالث عاتي الأمواج، ثمّ متوسط الموج في اليوم الرابع، فمنخفض الموج في اليوم الخامس، وهكذا دواليك... يعني الأمواج تقوى بالتدرّج لتصل إلى الذروة ثمّ تنخفض من دون توقف. وتصحبها بالتأكيد تيارات قوية حتى في بعض المواقع البحرية مثل تيّارات دائرية تشفط السبّاحين، وتصعب النجاة منها، لمن ليست لديه خبرة كبيرة في البحر".
مسؤولية البلديات
ويعتبر هؤلاء أن "المسؤولية تقع أولاً على البلديات التي يجب أن تخصّص منقذاً (Maitre Nageur) على الأقلّ لكل مسبح شعبي، أو أن يكون العدد بحسب مساحة الشاطئ مع برج مراقبة، لمراقبة السبّاحين وتحذيرهم وحتى منعهم من السباحة عند وجود أمواج عاتية وتيارات بحرية، وإنقاذهم عند الغرق وإسعافهم. لكن "على من تقرأ مزاميرك يا داود؟"، فبدل ذلك تستغلّ البلديات الأمر لتسهل لبعض المستثمرين الانقضاض على الشاطئ. وعند مواجهتها بحقيقة تقصيرها تتذرّع بعدم توافر المال، مع أنّه بإمكان أيّ بلدية، بالتعاون مع وزارة النقل، الحصول على ترخيص لوضع "كيوسكاين" أو ثلاثة عند كل مسبح شعبي.
لكن بعض الأهالي ورواد الشاطىء لهم رأي آخر، إذ يشيرون إلى "أن أغلب الذين يرتادون الشاطىء من غير أبناء المنطقة إنما يأتون لينعموا بأجواء الانفتاح، حيث لا ممنوعات في ما خصّ المشروبات الكحوليّة ولباس البحر وغير ذلك. وعدد من المرتادين ينزلون إلى البحر وهم متخمون بالمأكولات والمشروبات، بما ينعكس على سلامتهم".
ويدعون المعنيين بشاطئ الـ"سان بلاش" جغرافياً ويلدياً وأمنياً إلى "التشدّد في تفتيش ما يحمله روّاده حفاظاً على سلامتهم وسلامة كل من حولهم".
ثمة من كتب على صفحات التواصل الاجتماعي: "كل يوم في غريق بين شط البترون وكفرعبيدا.
البحر بريء وقت الانسان ما بيشغّل عقله وبيشرب تا ينطفي او ما بيعرف يسبح وبينزل على السباحة.
التوعية ضرورية والجهل بيقتل صاحبو.
مع تحية شكر للمنقذ اليومي البطل إيلي مارون".
إيلي مارون، وفق ما هو معلوم، تمكّن من إنقاذ ثلاثة شبان من الغرق في هذه الفترة .
"بيتركوا زبالتهم وبيفلّوا".
إلى ذلك، نشرت صفحة "بلاد البترون" أن "غالب هؤلاء يفتقدون إلى الثقافة البيئية، فهم يتركون نفاياتهم وراءهم ويرحلون".
وجاء في المنشور "صح الشط لكل الناس، هيدا شط أبو علي مقبول هالشي؟
مقبول يجوا من آخر الدني: يتركوا زبالتهم ويفلّوا؟
منيح يللي التقى اليوم شباب من عبرين وكور تطوّعوا وجمعوا النفايات
بيتكمل هيك؟
شو رأي يللي عم يطالبوا بفتح الشواطىء لكل ما هبّ ودبّ؟".