يبدو صيف لبنان هذا العام حافلاً بالأعراس الضخمة والراقية، التي باتت تتصدّر القائمة في العالم العربي والمنطقة، على الرغم من الأوضاع الصعبة التي يمر بها البلد، إذ أعاد رجال أعمال وشخصيات سياسية ومغتربون إحياء أعراس بحفلات أشبه بمهرجانات ضخمة، نُظمت في قاعات كبيرة، وسط ديكورات فاخرة، وأحياها فنّانون وموسيقيّون من الصفّ الأوّل، فاستحقت بذلك الصدارة الفنية وحديث الناس عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
نقيب أصحاب الفنادق في لبنان، بيار الأشقر، يقول لـ"النهار" إن "حركة الأعراس هذا العام كانت جيّدة، لكن لم تكن أفضل من العام الفائت"، لافتاً إلى تأثير الحرب الجارية على جنوب لبنان أخيراً على الموسم، فقد "غاب كثيرٌ من أعراس أهل الجنوب عن الموسم هذا العام".
وعن أسعار استئجار صالات الأسعار، أكدّ الأشقر أن "الأسعار تتفاوت حسب موقع العرس، وما إذا كانت القاعة فاخرة أم عادية، بالإضافة إلى عدد الأشخاص المدعوّين"، مؤكّداً أن العاصمة بيروت والمتن وجونية كانت من المناطق الأكثر إقبالاً لإحياء الأعراس هذا العام.
وتؤكّد منسّقة حفلات الأعراس، باميلا منصور، أن الموسم عاد هذه السنة بقوة إلى الساحة، فبالنسبة إلى بعض المغتربين لا بديل أفضل من لبنان لإحياء أعراسهم، من حيث الطقس وشركات التنظيم والذوق والأماكن الجميلة".
وفي رأيها، "لبنان عُرف بكونه موطناً للعديد من شركات تنظيم الأعراس الناجحة، فهو يضمّ أفضل مصمّمي ومنسّقي الأعراس في المنطقة، إلى الدرجة التي جعلتهم يُصدّرون إلى الخارج".
وعن الصعوبات التي واجهتها شركات تنظيم الأعراس في السنوات الأخيرة، قالت منصور: "كان من الصعب جداً أن نستمرّ على المستوى نفسه، فأجبرنا على أن نسافر إلى الخارج للعمل، بهدف ألا نقفل شركاتنا في لبنان، وألا نستغني عن موظفينا"، مشيرة إلى "افتتاح أكثر من 500 شركة تنظيم أعراس قبل الأزمة، لم يستمرّ منها إلا ما بين 10 إلى 20 شركة".
أعراس لبنانية تصل تكلفتها إلى ملايين الدولارات
تتحدّث منصور عن التصاميم التي تعتمد في الأعراس اللبنانية، قائلة: "لا نعتمد تصميماً معيناً، بل نفضّل أن يكون العرس "خالداً"، فيراه العروسان جميلاً حتى لو مرّت عليه عشر سنوات".
أما السؤال الذي يدور في بال معظم متابعي الأعراس الضخمة التي تتصدر مواقع التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة، فهي التكلفة، التي تقول بشأنها منصور إنها "تبدأ من مئات الآلاف إلى ملايين الدولارات الأميركية".
وتشمل الأعراس التي تنظمها منصور فعاليات عدّة، من بدايتها إلى نهايتها، حيث يشارك فيها "دي جي" وفنّانون عرب من الصف الأول وموسيقيّون أجانب، فيما زفّة العروسين تكون مميّزة، وتُعدّ من أساسيات الأعراس اللبنانية.
يرى البعض هذه الأعراس "بطراً"، وأنها لا تستحق الأموال التي تدفع عليها، خصوصاً أنّها غالباً ما تكون لليلة واحدة فقط. لكن منصور تعتبر أن "هذه الليلة الواحدة تُعيل مئات العائلات في لبنان، وتنشّط هذه الأعراس أشغال العديد من اللبنانيين، من مصفّفي الشعر وخبراء المكياج إلى السائقين والطهاة وغيرهم".
وتابعت: "سبق لشركتنا أن نظّمت حفلات زفاف لعرسان من المملكة العربية السعودية وقطر وغيرهما في لبنان، وهذا ينعكس إيجاباً على قطاع المطاعم والفنادق والمنتجعات وغيرها".
الترفيه في الأعراس تصل تكلفته إلى 30 ألف دولار
تعرّف المنسقة كاتيا حاسبيني لـ "النهار" الفعاليات الترفيهية التي تقدّمها ضمن الأعراس، فتقول: "ننظم فعاليات ترفيهية مخصصة للأعراس والمناسبات في لبنان ودول الخليج. وتُعدّ خدماتنا معزّزة لحفلات الأعراس، وتضيف أجواءً جديدة وجميلة إليها".
وعن الفعاليات الترفيهية الأكثر طلباً هذا الموسم، تؤكّد أنها زفّة العروس والعريس، حين يطلب العريس دخلة تقليدية بالدبكة والطبول، بينما تدخل العروس على أنغام الأوركسترا والموسيقى الحديثة. كذلك يكثر الطلب على الفرق الموسيقية والفنانين هذا العام، بالإضافة إلى فقرة "المشروبات الترحيبية، التي يوفّر فيها "بار" ومحطات تصوير وعطور وغيرها، بحسب حاسبيني.
وبحسب حاسبيني، فإنّ معدل الأسعار لهذه الخدمات الترفيهية يتراوح ما بين "الـ3 آلاف دولار إلى الـ30 ألف دولار"، بحسب متطلبات الأعراس.