النهار

تستعيد قلعة راشيا، قلعة الاستقلال رونقها، وتستقبل زوارها، تضيء لهم على محطة اساسية في تاريخ استقلال لبنان، وقد عانت من الاهمال المزمن، في رعاية الدولة، وقلة الامكانات. وقبل مدة، اعلنت نائبة رئيس مؤسسة الوليد بن طلال الانسانية الوزيرة السابقة ليلى الصلح حمادة نجلة رجل الاستقلال الرئيس رياض الصلح، عن مشروع اعادة تأهيل القلعة للمرة الثانية، وتزويدها معدات عصرية لتتحول متحفا استقلاليا مكتمل الاوصاف.

وقبل ايام، اقيم في القلعة احتفال تزامن مع ذكرى اغتيال الرئيس رياض الصلح في 16 تموز جرى خلاله تدشين قلعة راشيا الاثرية بعد اعادة تأهيلها. ودشنت الصلح درج الاستقلال المستحدث والذي يربط الاسواق التراثية بالقلعة.

الاحتفال الذي اقيم بالمناسبة شهد عرضا استثنائيا وثلاثي الابعاد على جدران القلعة يحاكي تاريخ القلعة ومرحلة اعتقال ابطال الاستقلال.

وقد رعى الاحتفال الصلح ووزير الثقافة محمد وسام المرتضى بحضور النائب وائل ابو فاعور والسيدتين نورا جنبلاط وداليا جنبلاط وجمع من فاعليات المنطقة الدينية والأمنية والثقافية والاجتماعية.

النشيد الوطني وقدم للحفل الإعلامي سعيد ملكي ثم كانت كلمة لرئيس بلدية راشيا ناجي رشراش تبعه ابو فاعور الذي قال: وانبلج فجر الوطن من ثنايا حجارة هذه القلعة وهذا الدرج وكان فيها رجال وفي مقدمة هؤلاء الرجال المغفور له الرئيس رياض الصلح الذي نلتقي الليلة على ذكراه فتلك القامة الكبرى تواضعت في اسلامها الحضاري الى حدود العروبة وما انكرت اسلامها وتواضعت في عروبتها الى حدود الوطنية وما انكرت عروبتها وتواضعت في وطنيتها الى حدود البحث عن المشترك مع الشريك في الوطن فكان رجل الميثاق. على هذا الدرج تسلق أيضا رجال شجعان انتصارا للثورة السورية الكبرى التي قادها سلطان باشا الاطرش واستشهد أكثر من 150 شهيدا من أبناء المنطقة ولا أبالغ إذا ما قلت أن استقلال لبنان واستقلال سوريا صنعا في هذه القلعة .

والقى المرتضى كلمة جاء فيها: "صاحبة المعالي الوزيرة ليلى الصلح حمادة تحمل في قلبها أمانة الاستقلال حصة من إرث عائلي وجزء من تراث وطني وتتعهد هذه الأمانة بكل ما أوتيت من محبة لوطنها وشعبها ومن ألم على حالهما وهي دائما في كل مكان على امتداد الوطن. بشارة الخوري ورياض الصلح وصحبهما كانوا يمتلكون ثلاثة فضائل وطنية وضوح الرؤية وقوة الإرادة والإصرار على وحدة الوطن، وبهذه انتصروا. اليوم المآل صار بنا إلى خلاف هذه الفضائل فلم نعد نتمتع بوضوح الرؤية وصارت إراداتنا مشتتة ففقدت قوتها. . الميثاق الوطني الذي أرساه الرئيسان وجدده اتفاق الطائف هو الذي جعل لبنان لا مجرد وطن بل رسالة حضارية في هذا الشرق. والميثاق الوطني الذي ارساه الرئيسان وجدده لاتفاق الطائف هو الذي جعل لبنان مجرد وطن بل رسالة حضارية في هذا الشرق "

وتحدثت الصلح فقالت: لتاريخ الاستقلال خياران، خيار 1920 ولد على أدراج سفارة فرنسا وهو الخيار الفرنسي وخيار 1943 وهو الخيار اللبناني ولد هنا على أدراج قلعة راشيا على أرض زرعها شعبها شهداء . ثورة 1943 صحيح انها قصيرة المدى إنما كبيرة الصدى خرج منها هؤلاء الرجال رجالا تصدوا للأحداث قبل وقوعها ولم يهرولوا تحت سيف ذيولها. رجال تعالوا على الكيديات ولم يعتاشوا من قشورها حتى جاء الآخرون ولن أطيل الحديث فالبقية تعرفونها. جئنا اليوم تلبية لنداء الصديق العزيز النائب وائل أبو فاعور وكله حماس لنهضة بقاعه فأعدنا تأهيل القلعة واستحدثنا درج الاستقلال واستعنا بالخبرات التقنية لإقامة عرض عن تاريخ راشيا ليكون ملك متحف الاستقلال الدائم إن شاء الله في 22 تشرين الثاني .
وتسلمت الوزيرة الصلح درعا تقديرية.