تتواصل التحضيرات في بكركي وإهدن والديمان لاحتفال تطويب المثلث الرحمة البطريرك اسطفان الدويهي غداً في الصرح البطريركي، ومناطق لبنانية أخرى كان خدم فيها الدويهي كاهنا او مطرانا او التجأ اليها من اضطهاده بطريركاً.
كذلك تستمر الأشغال لإقامة المذبح الضخم في مدرج "إهدنيات" حبث يقام قداس الشكر مساء السبت غداة التطويب ، فيما أعلنت رعية إهدن - زغرتا ومؤسسة البطريرك الدويهي عن احتفال إزاحة الستارة عن تمثال مؤسسي الرهبانيات اللبنانية في دير مارت مورا إهدن، في حضور ممثل البابا فرنسيس رئيس مجمع دعاوى القديسين الكاردينال مارتشيلو سيميرارو والبطريرك مار بشارة بطرس الراعي وبركتهما، الرابعة والنصف بعد ظهر السبت على أن يليه الانطلاق للإحتفال بقداس الشكر.
والتمثال الذي سيرفع عند مدخل دير مارت مورا من الجهة الجنوبية، تقدمة من المغترب الإهدني جوزف الحلبي وقرينته سوزي اللذين قدما أيضاً التمثال الرخامي للدويهي الذي ازيحت عنه الستارة أخيراً في بكركي .
فما هي حكاية هذا الدير مع الاهدنيين ومع الرهبانيات المارونية؟
تكريم القديسة مورا قديم جداً في إهدن، يشهد على ذلك دير مارت مورا الشهير في البلدة الذي تأسس عام 1339. وهو من الأديار القديمة في لبنان ومن أشهرها في التاريخ الديني. سكنه مطارنة إهدن ردحاً من الزمن، ثم نسّاك ورهبان ملأوا البلاد من عبير إيمانهم ونور علومهم.
يتألّف الدير الآن من كنيسة وغرفة ملحقة بها معقودتان بالحجارة. باب الكنيسة من الجهة الغربية، أمّا باب الغرفة فداخلي من الكنيسة. ولا يزال المذبح على حاله القديمة.
وكان العلاّمة البطريرك إسطفان الدويهي الإهدني كتب عن الدير على كتاب إنجيل كان محفوظاً في كنيسة بجّة في جبيل: "إن دير مارت مورا في إهدن بُني سنة ١٣٣٩م.
يقع على شير إهدن فوق وادي شوريا، ويطلّ على وادي قزحيا وقاديشا محاطاً بسلسلة من الجبال الشاهقة."
في هذا الدير اتّفق الآباء جبرائيل حوا وعبد الله قرألي ويوسف البتن على تأسيس رهبانية. فعرضوا الأمر على البطريرك الدويهي الذي بارك الخطوة وتأسست الرهبانية المارونية البلدية سنة ١٦٩٥.
في العاشر من تشرين الثاني من السنة نفسها، لبس الآباء الثلاثة الإسكيم الرهباني على يد البطريرك اسطفانوس الدويهي، ورأسوا عليهم الأب حوا، وأقاموا في دير مارت مورا بعد أن جدّدوا بناءه وأحاطوه بسور وابتاعوا له أثاثًا… ثم أخذوا بتنظيم قانون لهم.
وأوقف له جيران الدير في آب سنة ١٦٩٥ أرزاقهم المحيطة به، وتعتبر هذه "الوقفية" الإهدنية أول وقفية رهبانية في تاريخ الطائفة المارونية.
وتنازل المالكون عن حقوقهم للرهبانيّة التي أسّسوها بموجب صك رسمي.
فرمّم واتّخذ مقر الرئاسة العامة، وهجره الرهبان عام 1701.
وبحسب الدويهي، كان الدير كرسياً لمطرانية إهدن، قبل انتقالها إلى دير مار سركيس رأس النهر، وقد سكنه المطارنة الإهدنيون بطرس ويعقوب وبطرس ستيتة وبطرس ابن القس سمعان (1316-1409).
أعطى البطريرك الدويهيّ الدّير الى مؤسسي الرهبانيّة الحلبيّة اللبنانيّة ليختبروا قانونهم الجديد وحياتهم المشتركة، فانضمّ إليهم آخر ناسك عاش فيه وهو أنطونيوس الإهدني. سنة ١٦٩٨ انشقّ بعض الرهبان وأسسوا رهبانيّة جديدة مع جبرايل حوّا في مارت مورا لم تدم طويلًا.
ورُمّم هذا الدير مراراً واهتمت به ماري سعاده المعروفة بالـ .CHERIE MARIE
وبتمويل من السيد روبير فرنجيه جرى ترميم الدير سنة 1983، كما شهد ترميما للباحات الخارحية بتمويل من العميد جوزف سعادة.
أعيدت الحياة الى الدير، وتحوّل بعد توسيع حدائقه الى مكان للمناسبات.
وبقي حتى السنوات الأخيرة وقفية للرهبانية الى ان تنازلت عنه بموجب اتفاق رضائي لأوقاف إهدن، بسعى من المثلث الرحمة المطران بولس إميل سعادة.
تزدان جدران تصوينته اليوم بمراحل حياة الدويهي صوراً وشروحات بالعربية والفرنسية والانكليزية، لمناسبة تدشين تمثال مؤسسي الرهبانيات وتكريسه .
الى ذلك، وفي سياق فعاليات الاحتفالات بالتطويب، اقيم أمس قداس في مار جرجس إهدن لأبناء الجالية الزغرتاوية في أوستراليا الذين، الذين وفدوا الى لبنان للمشاركة في المناسبة. كما وقع الخورأسقف إسطفان فرنجية كتابه الجديد بعنوان: "منارة علم وقداسة"، باللغات الثلاث، ويتناول فيه من الناحيتين العلمية والتاريخية حياة الطوباوي الدويهي.
في السياق، دعا رئيس اتحاد بلديات قضاء بشري رئيس بلدية بقاعكفرا إیلي مخلوف أبناء المنطقة الى المشاركة بكثافة في قداس الشكر الذي يترأسه البطريرك الراعي في الديمان العاشرة قبل ظهر الأحد المقبل.