تستعد منظمة مالطا لبنان، بدعم من وزارة أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية، لإطلاق مشروع المساعدات الغذائية، وهي مبادرة تهدف إلى الاستجابة للاحتياجات المتنامية الطارئة، والناتجة عن الأزمات المتلاحقة التي تعصف بلبنان، ما أدّى إلى انعدام الأمن الغذائي و تزايد سوء التغذية بشكلٍ خطيرٍ في البلاد.
وقد وقع هذه الاتفاقية سعادة السفير الفرنسي في لبنان هيرفيه ماغرو، ورئيس جمعية فرسان مالطا اللبنانية مروان صحناوي، بحضور المستشار السياسي للسفارة الفرنسية السيد سيمونين، والقائم بأعمال سفارة منظمة مالطا ذات السيادة في لبنان فرانسوا أبي صعب.
يهدف هذا المشروع، الذي تقرر أن يبدأ في أيلول 2024، ولمدة ستة عشر شهراً، من خلال نهج شمولي، إلى معالجة أسباب وعواقب سوء التغذية وانعدام الأمن الغذائي في لبنان، مع تعزيز قدرة المجتمعات المتضررة على مواجهة الأزمات المستقبلية.
ويستهدف هذا المشروع شريحة واسعة من السكان، يزيد عددهم عن 15,420 مستفيدًا مباشرًا من الخدمات و19,240 مستفيدًا غير مباشر بحسب معايير محددة مسبقاً.
ومن المقرر أن تشمل هذه المبادرة جميع المناطق اللبنانية، مع التركيز بشكلٍ خاص على المناطق الأكثر تضرراً من الأزمة، ولا سيما الشمال والبقاع وبيروت وجبل لبنان والجنوب، مقسّمة إلى ثلاثة مجالات رئيسية:
1.المساعدات الغذائية: توزيع الوجبات الساخنة ووجبات الإفطار والوجبات الخفيفة من خلال المطابخ الاجتماعية النقّالة الثلاثة التابعة لمنظّمة مالطا لبنان في المدارس والمناطق الأكثر حاجة في الشمال والجنوب وبيروت وجبل لبنان والبقاع، بذلك يتم مساعدة الأشخاص الأكثر حاجة، ويتم توفير الوجبات المدرسية في المدارس الحكومية وشبه الخاصة.
2.مكافحة سوء التغذية: سيتم تنفيذ جلسات توعية تتعلق بالتغذية من خلال شبكة منظّمة مالطا لبنان، مع توزيع مستلزمات تغذية متخصصة، بالإضافة لخدمة الفحص والمراقبة الطبية والغذائية للنساء الحوامل والمرضعات والأطفال الذين تبلغ أعمارهم 1000 يوم وما فوق.
3.دعم الزراعة المحلية: سيركز المشروع أيضًا على دعم صغار المزارعين في المجتمعات الأكثر تضرراً، من خلال توزيع منح عينية، وبناء قدرات المزارعين عبر تقديم دورات تدريبية. كما سيتم دعم خمس بلديات في إدارة مستجمعات المياه عبر مبادرات الزراعة الحرجية، وبالتالي المساهمة في حماية البيئة والأمن الغذائي على المدى الطويل.
وشدد السفير هيرفيه ماغرو على أهمية هذا المشروع، الذي يتم تنفيذه بالتنسيق مع الاستراتيجيات الوطنية للوزارات المختصة، لتمكين الفئات الأكثر حاجة في ظل الأزمات المتتالية، للتمتع بحياة كريمة، وضمان معيشة أفضل لهم.
من جانبه، أعرب مروان صحناوي عن امتنانه لدعم فرنسا من خلال هذا المشروع، والذي يأتي في وقت يسوده عدم يقين كبير، مؤكداً أن هذا المشروع يحمل الأمل للسكان في جميع الأراضي اللبنانية، في هذه الأوقات الصعبة.
يعكس هذا التعاون بين منظّمة مالطا لبنان وفرنسا أهمية الاستجابة الإنسانية في لبنان، والتي تضع في نفس الوقت أسسًا للتنمية المستدامة والقدرة على الصمود في مواجهة الأزمات المستقبلية.