بعلبك - وسام اسماعيل
وضع ارتفاع التوتر والقلق بسبب تطور الحرب في جنوب لبنان، منطقة بعلبك - الهرمل أمام تحد كبير لمواجهة أي طارئ قد ينتج من توسّع الحرب. ومن غير المستبعد بروز تحديات جسيمة متوقعة مما يضعها في حالة تأهب كاملة، وخصوصاً في ما يتعلق بالمستشفيات والبلديات، سواء من أجل استقبال أي نزوح محتمل لسكان المناطق الجنوبية، أو لجهة جهوز المستشفيات لمواكبة أي نزاع قد ينشأ من مثل هذه الظروف.
في ما يتعلق بالمستشفيات، اتخذت إجراءات إستباقية لضمان جهوزها لأي حالة طارئة. وعملت مع مستشفيات البقاع على زيادة طاقتها الاستيعابية وتحسين أقسام الإسعاف والطوارئ، إضافة إلى تأمين المواد والمستلزمات الطبية الضرورية وتدريب الكوادر الطبية على التعامل مع حالات الطوارئ.
أما بالنسبة الى البلديات، فقد حدّدت مراكز إيواء موقتة وجرى التنسيق مع الجهات المختصة، لضمان توفير الإمدادات الضرورية في حال نزوح سكان الجنوب نحو البقاع. وتشمل هذه الإستعدادات توفير المأوى، الطعام، والخدمات الصحية اللازمة للنازحين.
لوازم طبية لستة أشهر
مدير مستشفى "دار الأمل" الجامعي علي علاّم، يشير الى "أن هناك ثمانية مستشفيات خاصة ومستشفيين حكوميين في بعلبك - الهرمل. وبمواكبة من وزارة الصحة العامة وتنسيق معها، أمكن توفير لوازم لوجيستية وطبية تكفي للأشهر الستة المقبلة، كما أجرينا مناورات عملية لرفع جهوزية الكادر الطبي والتحضير للتحديات المحتملة".
ويوضح "أننا وضعنا خططًا خاصة بالمستشفى تناولت مختلف المراحل والتحديات المتوقعة، كما زدنا احتياط المواد الأساسية مثل المازوت والأوكيسجين والأدوية. كما قمنا بتأمين ما يلزم للمستشفى".
هيئة إدارة الكوارث
في حين يلفت أمين سر هيئة إدارة الكوارث في المحافظة جهاد حيدر، الى "أن الهيئة تعقد اجتماعات دورية وكثيفة بهدف رفع جهوزيتها إلى أبعد حد ممكن. وقد وضعنا خطة لمواجهة كل الاحتمالات في مواجهة الدمار والأوضاع الطارئة الأخرى، كما أعددنا خطة لإيواء النازحين ونظّمنا فرق عمل لهذا الغرض".
ومع ذلك، تواجه الهيئة تحديات في العمل، وبخاصة تحديات مالية. كذلك تواجه نقصاً كبيراً في الكوادر البشرية، مما يجعل من الصعب على الموظفين القيام بعملهم بشكل تام تحت الظروف المالية الصعبة. العمل يتطلب التعاون مع جميع الجهات الرسمية والخاصة.
من أبرز التحديات أيضاً نقص الوعي لدى السكان إزاء سبل التصرف في حالات الطوارئ. لذا، يعمل الفريق التطوعي على رفع مستوى الوعي وتثقيف الناس في هذا الصدد.
حتى الساعة، عدد قليل من النازحين وفدوا من الجنوب إلى المنطقة، فالبقاع قد لا يكون أفضل حالاً إن توسّعت الحرب وهو يحتضن قاعدة شعبية واسعة حاضنة للمقاومة، وفي دائرة الاستهداف المتواصلة إذ تعرضت غالبية مدنه وقراه وبلداته، في أوقات مختلفة، لكثير من الضربات التي شنتها الطائرات الإسرائيلية.
ورغم ذلك، شهدت المنطقة حملات واسعة بمبادرات فردية، لتجهيز مئات المنازل المجانية للراغبين في النزوح إليها من البلدات والقرى الجنوبية المختلفة.
مبادرة دار الإفتاء
ومواكبة للتطورات المرتقبة، برزت مبادرة دار إفتاء بعلبك - الهرمل. وترأس المفتي الشيخ بكر الرفاعي في هذا الصدد، لقاءً ضم معظم الفاعليات السنية، تركّز البحث فيه على الإستعداد لما هو آت في قابل الأيام.
وكلّف الإجتماع فريقاً إجراء مسح شامل لكل الأماكن التي يمكن أن تستوعب النازحين، فضلاً عن إيجاد عنوان دائم لكل من يرغب في تقديم شقة سكنية أو تشارك مسكنه معهم. ووضعت مؤسسات دار الإفتاء، الأوقاف وصندوق الزكاة، في جهوزية لتقديم المساعدات من أجل إيواء النازحين.