في الكسليك، وعلى بعد كيلومترات من بيروت، أقدمت رولا أبو عبيد على افتتاح نادٍ ترفيهيّ مخصّص للقاصرين في خطوة خارجة عن المألوف.
يُعدّ هذا النادي فريداً من نوعه في لبنان، حيث يهدف إلى تقديم تجربة ترفيهية جريئة للذين تتراوح أعمارهم بين 12 و18 عاماً، لكن دون تقديم الكحول أو التدخين
إنّما المبادرة أثارت جدلاً وانتقادات. وفي مقابلة مع "النهار" قالت صاحبة النادي الليليّ رولا أبو عبيد إنّها تسعى إلى ملء الفجوة في المشهد الترفيهيّ للشباب، فتوفّر لهم مكاناً يجمع بين الترفيه والأمان بعيداً عن المخاطر التي قد تعترضهم في أماكن السهر الأخرى، من خلال تقديم عروض موسيقية ورقص وألعاب ترفيهيّة، وتأمل أبو عبيد في أن يكون النادي بديلاً إيجابيّاً يمكن أن يساهم في تحسين جودة حياة الشباب، ويمنحهم فرصة للتعبير عن أنفسهم بشكل آمن.
ومع ذلك، أثارت المبادرة ردود فعل متباينة في المجتمع. يرى البعض أنّ توفير مساحة مخصّصة للقاصرين قد يشجّع على السلوكيّات غير المقبولة أو يعزّز من تصرّفات قد تكون غير مرغوب فيها في المستقبل.
كما يرى البعض أنّ وجود مثل هذا النادي قد يفتح المجال لتطوّر مشكلات سلوكيّة ونفسيّة بين الشباب، رغم عدم تقديم الكحول أو الدخان.
في المقابل، تقدّم أبو عبيد حججاً قويّة لدعم فكرتها وتبرير موقفها.
وتعتبر إنّ الهدف من النادي ليس فقط توفير الترفيه، بل أيضاً خلق بيئة آمنة ومراقبة من شأنها أن تحدّ من المخاطر التي قد يتعرّض لها الأولاد.
تقول: "من ينوي أن يرتكب الاخطاء لا ينتظر نادياً أو مكاناً محدّداً بل يمكنه أن يرتكب الخطأ ولو كان جالساً في منزله. كما قالت إنّ من يريد إرسال أولاده إلى ناديها وهو مقتنع في الفكرة سيرسلهم، ومن لم تعجبه الفكرة فلن يرسل أولاده".
وتطرّقت رولا إلى مشاكل تحدث مع المراهقين في المجتمع اللبنانيّ، وهي أنّ غالبيّة المراهقين يذهبون إلى نوادٍ ليلية تقدّم الكحول ولا تطلب من الأشخاص بطاقات الهوية ولا تتأكّد من أعمار روّادها، خاصّة الفتيات اللواتي يتبرّجنَ بشكل مفرط ويرتدينَ ملابس السهر ويخفينَ أعمارهنّ الحقيقية.
وأكّدت أبو عبيد أنّ معظم المراهقين يدخّنون السجائر الإلكترونيّة وحتّى الطبيعية، وهذا الأمر مرفوض في ناديها تماماً، لأنّها تعامل أولاد الناس كما تعامل أطفالها تماماً.
يتّسع النادي لـ50 شخصاً في حدّه الأقصى، ولا وجود لغرف ولا لأيّ طابق ثانٍ يسمح بوقوع تجاوزات، فالوضع يبقى تحت السيطرة والمراقبة بشكل كامل.
وعند سؤالنا عن سبب الهجوم وحملة الانتقادات الواسعة التي تعرّضت لها على مواقع التواصل أجابت بأنّ الأمر يعود إلى اختلاف ثقافات الحياة والمجتمع، فتجربتها كانت جيدة وخالية من المخاطر.
تعتبر أبو عبيد تجربة نادي القاصرين بمثابة اختبار لمفهوم جديد في إدارة الترفيه الشبابيّ، وقد تكون خطوة أولى للوصول إلى نموذج أكثر أماناً وتفهّماً لاحتياجات الجيل الجديد.
مع استمرار الجدل حيال هذه المبادرة، تبقى علامات الاستفهام ظاهرة في مدى قدرتها على تحقيق أهدافها بشكل فعّال في ظلّ التحدّيات المجتمعيّة والثقافيّة.