الشمال – "النهار"
نظّمت لجنة جبران الوطنية ومركز "مشروع أجيال" لقاء ثقافياً، تراثياً، فنياً وترفيهياً في باحة دير مار أليشع – بشري، شاركت فيه جوقة إهدن الفولكلورية كورال معهد جبران خليل جبران الموسيقى بقيادة فريد رحمة، وحضره الى أعضاء لجنة جبران رئيس الدير الأب كميل كيروز وكاهن رعية مار سابا الخوري شربل مخلوف ووفد كبير من زغرتا - إهدن.
النشيد الوطني، ثم كلمة أمين الثقافة في اللجنة المحامي جوني العنداري الذي رحب بالحضور والفرق المشاركة، وشدّد على "الرباط الوثيق بين بشري وإهدن وزغرتا في القداسة والسعي والكفاح منذ مئات السنين".
1600 عام
كذلك القى الباحث روي عريجي كلمة تحدث فيها عن الوادي المقدس الذي حضن ذخائر أجداد لنا إمتزجوا بتراب الوادي وجثامين".
وأوضح أن "الوادي المقدس، وادي قاديشا، من 1600 عام، إذا اعتمدنا تاريخ بدء مجيء المسيحيين اليه، هو كنز أخبار وحوادث من العالم المعروفة وغير المعروفة ادرجته منظمة اليونيسكو على قائمة التراث العالمي سنة 1998".
ولفت الى "أن هذا الوادي الكنز مقسّم الى قسمين الكبير والصغير:
الوادي الصغير هو وادي قزحيّا، إذ لا يتجاوز طوله ثلاثة كيلومترات، وهو يمتدّ من مزرعة النهر صعوداً ليلتقي وادي إهدن المشكّل من وادي الدواليب ووادي القطين ووادي شوريا، والمليء بالصوامع والكنائس والأديرة.
الوادي الكبير، هو وادي قنوبين الذي تعود أصل تسميته الى اليونانية Koinobion اي "جماعة تعيش حياةً مُشتركة عِمادُها المَحَبة والصلاة".
كما دعيَ وادي قاديشا التي يعود أصل اسمها الى الآرامية والتي تعني المقدس، فأصبح اسمه "الوادي المقدس" وهذه الصفة اعطاها الموارنة الذين طبعوه بطابع نسكهم أكثر من غيرهم، لأنهم لجأوا إليه ليس للتعبُّد فحسب، بل طلباً للعيش بكرامة والصمود والقداسة".
وأضاف: "سُمّي أيضاً وادي الذخائر أو القديسين، نظراً الى ما احتوته مغاوره وافجاجه من ذخائر قديسين عاشوا وماتوا فيه، ومعظم هؤلاء كانوا يتنافسون مع النسور في اختيار أصعب فج أو مغارة وينتقلون اليها لكي يبقوا فيها كل حياتهم، بحيث كانوا يضيئون الشموع ليبان الوادي مدينة تعجّ بالسكان، وكانوا يشعلون البخور كل يوم ليعبق برائحة القداسة. وللاشارة فإن الرهبان كانوا إذا ما عاينوا إحدى المغاور ولاحظوا أنه لا ينتشر عبرها دخان البخور ولا ينبثق عنها نور، فيتأكدون من أن الناسك انتقل الى الآب السموي".
إنتاجات الوادي
وتطرّق الى "بعض إنتاجات هذا الوادي"، قائلاً:
-"الأديرة التي لاتزال موجودة وفي حالة حراك دائم، طبعاً من دون أن ننسى الكنائس والأديرة والمحابس الكثيرة المندثرة: مار ليشع، سيدة حوقا، مار انطونيوس قزحيا، ودير سيدة قنوبين.
-بسبب نمط العيش المتواضع الذي يفرضه هذا الوادي الضخم، أطلق المستشرق الفرنسي le chevalier d’arvieux على البطريرك والمطارنة فيه شعار: "عصيّهم خشب أما قلوبهم فمن ذهب".
-دفن ١٧ بطريركاً في تراب مغارة القديسة مارينا قديسة قنوبين التي تقبلت شهادة الزور بحقها لتبقى في الوادي. بين هؤلاء البطاركة الطوباوي البطريرك مار اسطفان الدويهي الإهدني الذي طلب أن يموت في هذا الوادي المقدس
-ذخائر وجثامين أجداد لنا امتزجت بتراب الوادي بعد غزو المماليك المدمّر بشكل خاص.
-إحتضن عدداً من النساك يتعذّر إحصاؤه بينهم عدد من الأجانب المستشرقين.
-لُحّنت المزامير التي تنقل الصلاة الى مكان آخر في هذا الوادي الذي يشكّل في ذاته سيمفونية طبيعية رائعة.
-استقبل أول مطبعة في الشرق، حيث طبع أول كتاب فكان الوادي منارة العلم في الشرق.
-نظّمت فيه الحياة الرهبانية".
لوحات فنية
بعدها قدمت فرقة من الشباب والصبايا بقيادة مابيل طوق رقصات ومقتطفات فنية على ألحان قراءات من كتاب النبي، إضافة إلى اسكتش يروي سيرة جبران وتعلّقه بلبنان موطن قلبه الذي غادره الى أميركا وأبى إلاّ أن يعود إلى أفياء حنايا دير مار سركيس في مسقطه بشري.
كذلك قدم جوني عنداري وصوفي القاري مقتطفات من أقوال جبران، ثم أطرب أحد تلامذة معهد جبران الحضور بالأغاني الوطنية الفولكلورية مع جوقة المعهد ليختتم اللقاء بالدبكة "الهدنانية" (الإهدنية) بقيادة أبو ربيع يمين.