زغرتا-طوني فرنجيه
غصّت زغرتا بالوافدين من الجنوب والبقاع هرباً من العدوان الإسرائيليّ على القرى والبلدات اللبنانيّة، ولم يتمّ حتّى الساعة إجراء إحصاء دقيق لأعداد الوافدين، لأنّ السلسلة مستمرّة وحركة الوصول تستمر وتيرتها التّصاعديّة، خصوصاً وأنّ العديد من أبناء الجنوب لم يتمكّن من الوصول إلى زغرتا إلّا فجر اليوم، ومع ساعات قبل الظهر، وقد ردّوا ذلك إلى زحمة السير "ما زاد عذابنا عذاباً وضيقنا ضيقاً" كما قال أحدهم، كما أنّ أعداد الوافدين من البقاع ازدادت اليوم، ويشهد طريق ضهر القضيب من البقاع في اتجاه زغرتا والشمال (طرابلس والقلمون) عبر إهدن حركة نزوح كثيفة، فيما أبناء الهرمل ينزحون نحو الضنّية لقرب مسافة الطريق.
زغرتا بدت، لا سيّما عند مركزَي الإيواء الرسميّين فنية زغرتا العالية وتكميلية طوني بك فرنجيه، وكأنّها خليّة نحل. شباب المرده ومكتب الطلّاب والقطاعات الصحيّة والاجتماعيّة بتوجيه من رئيس تيّار المرده سليمان فرنجيّه ينظمون ويهتمّون ويساعدون ويؤمّنون الطعام والدواء وكلّ ما يلزم "فكلّنا أهل وأخوة وهذه ليست المرّة الأولى التي نلتقي بهم في ظروف صعبة، بل حصل ذلك قبلاً في حرب عام 2006".
بعض الوافدين آثر النزول في فنادق في زغرتا أو إهدن، فكان له ما أراد ولكن على نفقته، إنّما "بأسعار مقبولة لأنّ توجيهات سليمان بك تقضي بذلك، ونحن لا نرفض له طلباً خصوصاً إذا كان يتعلّق بمساعدة أهلنا وإنقاذ حياتهم" كما أشار أحد أصحاب الفنادق الذي طلب عدم ذكر اسمه.
مسؤول قطاع الصيدلة في المرده الدكتور حليم طيّون أوضح لـ"النهار" أنّ "القطاع الصحّيّ في المرده أنجز الداتا الصحّيّة الكاملة للمتواجدين في مراكز الإيواء وما يحتاجونه من أدوية لأمراض مزمنة أو مستعصية أو حليب للأطفال الرضّع، وكذلك حاجات النساء الحوامل والمرضعات. وبدأنا منذ ظهر اليوم تأمين الأدوية والعلاجات والمسكّنات لنوزّعها مساء على مراكز الإيواء وفق المعلومات الّتي زوّدنا بها الأهالي، كذلك وزّعنا الإنسولين لمرضى السكّري، وأدخلنا شخصاً إلى المستشفى لمتابعة علاج غسيل الكلى. ونشكر كلّ من مدّ لنا يد المساعدة من جمعيّات وأطبّاء، ونأمل من وزارة الصحّة ومن المنظّمات المانحة الدعم للاستمرار في هذه المهمّة الإنسانيّة طالما أنّ أهلنا موجودون ويحتاجون إلى المساعدة".
وخلص إلى أنّ: "اجتماعاتنا كقطاع صحّيّ في المرده مستمرّة لأنّ حركة الوافدين لم تتوقّف، ونحن بدأنا الآن مرحلة تجميع الداتا للّذين نزلوا عند أصدقاء لهم أو استأجروا بيوتاً أو غرفاً للإقامة ليكون العمل كاملاً متكاملاً".
مسؤولة الصليب الأحمر في زغرتا جوزفين فرنجيّه حرفوش أوضحت من جهتها: "إنّ فرق الصليب الأحمر في زغرتا تساعد الوافدين في تضميد الجراح وبلسمتها وتنظيفها وتعقيمها، وهي في حركة دائمة بين مراكز الإيواء، وحاضرة لأيّ طلب طارئ عند الحاجة".
جمعية "دنيانا الاجتماعيّة" التي تُشرف عليها لين زيدان فرنجيّه عقيلة النائب طوني فرنجيّه، والتي تساعد في مجالات الإيواء والصحّة والتغذية دعت للانضمام إلى حملتها الاجتماعيّة تحت عنوان: "انضمّوا إلى حملة دنيانا" في دعم العائلات اللبنانيّة التي نزحت من جنوب لبنان إلى زغرتا بسبب الهجمات الأخيرة. وللتبرّع:
"DUNYANA WISH MONEY"
الحساب: 70592282، ولا تنسوا مشاركة هذه الرسالة مع الآخرين.