النهار

نازحون جنوبيّون يروون لـ"النهار" رحلة الهروب من الموت
المصدر: "النهار"
نازحون جنوبيّون يروون لـ"النهار" رحلة الهروب من الموت
نازحون من الجنوب (نبيل اسماعيل).
A+   A-
"كنا نرى الصواريخ تُضرب أمامنا، خلفنا، وعلى جوانبنا. حوصرنا لمدة أربع ساعات تقريباً دون أن نتمكن من مغادرة المنزل. كنا نرى البيوت تتهاوى فوق رؤوس ساكنيها. خرجنا حوالي العاشرة صباحاً إلى بيروت، ووصلنا في اليوم التالي عند السابعة صباحاً بسبب الزحمة الخانقة على الطريق. لم يكن لدينا طعام أو شراب خلال الطريق، الجميع كانوا في نفس الوضع المأساوي".
 
هكذا وصفت إحدى السيدات النازحات من قرى الجنوب لحظاتها الأولى وطريقها المتعب إلى العاصمة. التصعيد الإسرائيلي بين ليلة وضحاها، أجبرها وآلاف العائلات على مغادرة المنزل أو البقاء والموت.
 
نازحة أخرى من قرى الجنوب حكت لـ"النهار" قصّتها التي حصلت في يوم لكن ما شعرت به سيبقى محفوراً في ذاكرتها للأبد. "كنا في المنزل عندما سمعنا صوت قصف الطيران حولنا. استيقظنا صباحاً لنجد منزلنا يرتجّ تحت قوة الصواريخ والغارات التي تضرب المنطقة. نزلنا من البيت واختبأنا تحت الشجر. بعدها، حملنا أمتعتنا وانطلقنا نحو بيروت دون أن نعرف إلى أين نتجه. في النهاية، وصلنا إلى إحدى المدارس في بيروت لنبيت هناك ريثما نعرف مصيرنا".
 
نازح من قعقعية الجسر في قضاء النبطية وصف لـ"النهار" ما حدث بالرعب: "كان القصف يقترب من منزلنا، ولذلك اضطررنا للمغادرة بسبب وجود أطفال في المنزل. لو لم يكن هناك أطفال، لما خرجنا. ولأننا لا نملك القدرة المادية لاستئجار منزل، جئنا إلى المدرسة للاحتماء."
 
رجل آخر نزح من بلدة عين قانا، التقيناه في إحدى المدارس التي تؤوي النازحين في بيروت قال: "تابعنا الضرب منذ أشهر، وليس الآن فقط. انفجر صاروخ كان يبعد أمتاراً قليلة عني. وبسبب وجود الأطفال، أخذناهم ونزلنا إلى بيروت. عانينا من الزحمة الشديدة التي استغرقت 8 ساعات بدلاً من ساعة واحدة. كنا نتحرك وكأننا نحمل دماءنا على أكتافنا."
 
آلاف الأسر وجدت نفسها مرغمة على ترك منازلها والنزوح نحو بيروت والمدن الأخرى بحثاً عن الأمان والمأوى. تحولت المدارس في بيروت والمدن الأخرى تلك، إلى مراكز إيواء للنازحين حيث تجمعت العائلات التي فقدت بيوتها وأمانها في ظل ظروف إنسانية صعبة للغاية. وما تقرؤونه ليس إلا بعض الشهادات التي تعكس حجم المعاناة الهائلة التي يعيشها النازحون في لبنان، حيث تتفاقم الأوضاع الإنسانية في ظل الحرب المتصاعدة. مئات العائلات وجدت نفسها محاصرة بين نيران الحرب وصعوبات النزوح، تعاني من نقص الطعام والماء والأدوية، بينما تتحول المدارس في بيروت إلى ملاذات مؤقتة في انتظار حلول دائمة.
إعلان

الأكثر قراءة

كتاب النهار 11/22/2024 3:23:00 AM
المنطقة وسط أجواء أو تفاعلات حربية مع هوكشتاين ومن دونه، لذا ليس في جعبته ما يعطيه للبنان، كما ليس لأي أحد ما يعطيه للفلسطينيين في هذه الظروف والمعطيات.

اقرأ في النهار Premium