خرق الهدوء الحذر الذي شهدته منطقة بعلبك التي حاولت التقاط انفاسها بعد ساعات عصيبة إثر الغارات العنيفة في الأيام الأخيرة، انفجاران مدوَّيان في ساعات الفجر الأولى، وتحديداً الثانية فجراً، تبيّن أنهما ناجمان عن عارتين، أولاهما طاولت مبنى مكوّناً من طبقتين جرى إخلاؤه بين بلدتي دورس والأنصار. فيما استهدفت الأخرى مبنى يملكه مواطن من آل الزين ويحتوي شققاً سكنيّاً وعدداً من المحلات التجارية عند مفترق بلدة إيعات، ومستودعاً لبيع السجاد، ممّا أدى إلى اشتعال النار فيه طوال ساعات الليل مخلفة أضراراً جسيمة في المبنى والمنازل المحيطة به.
وتشهد بعلبك موجة جديدة من نزوح أبنائها، إذ يختار البعض الرحيل نحو مناطق أكثر أمناً، بينما تجد العديد من العائلات نفسها متمسكة بمنازلها رغم المخاطر التي تتهدّدها. فقد سمع هؤلاء عن المعاناة التي يتعرض لها النازحون من جشع واستغلال.
واللافت هو عودة عدد كبير منهم إلى منازلهم بعد فترة قصيرة من النزوح، رغم جميع المخاطر، بسبب الغياب الكامل لدور هيئة إدارة مخاطر الكوارث، رغم اللقاءات والاجتماعات والبيانات التي صدرت عنها على مدار الأشهر الماضية، والتي كشفت عن الأوضاع المأسوية للنازحين الذين أصبحوا بلا مأوى. مما عمّق من معاناتهم في ظل العاصفة التي نعيشها الآن. إذ لا يجد الكثيرون منهم ملاذاً آمناً، وظروفهم المادية لا تتيح لهم خيارات أخرى، مما دفعهم الى اختيار البقاء في بيوتهم.
إعتداءات في الحنوب
وفي الجنوب، إشتدّت وتيرة الاعتداءات الإسرائيلية منذ منتصف الليل حتى صباح اليوم، على مدن القطاعين الغربي والأوسط وقراهما، حيث أغار الطيران الحربي المعادي على منزل غير مأهول في برج رحال ممّا أدّى إلى تدميره، وإلحاق أضرار جسيمة بعشرات المنازل المجاورة.
كذلك أغار على بلدات: دير قانون النهر، الحلوسية، دبعال، البازورية، الشهابية، العباسية، منطقة قدموس، جل البحر، مدخل صور الشرقي ومعركة، ممّا أدّى إلى سقوط شهداء وإصابات، نقلوا الى مستشفيات صور. وسُجّلت صباحاً أيضاً غارة على منزل في جويا في قضاء صور ممّا أدّى إلى تدميره.
ولم يغب الطيران الاستطلاعي والمسيّر طوال الليل حتى الصباح، عن أجواء قرى قضاءي صور وبنت جبيل، إضافة الى إلقاء قنابل مضيئة.
وفي مشهد مفجع، شيّع أهالي بلدة جبال البطم 13 شهيداً، كما أهالي عدد من القرى والبلدات المنكوبة.
من جهة أخرى، لاتزال حركة النزوح مستمرة في اتجاه بيروت والمناطق الآمنة، فيما تعمل فرق الدفاع المدني والاسعاف الصحي على رفع الانقاض والردم والأسلاك الكهربائية من الطرق تسهيلا لمرور المواطنين.
يذكر أن مستشفيات مدينة صور، بدأت تعاني كثرة عدد جثث الشهداء في البرّادات، وتعمل على إيجاد بدائل كالبرادات النقّالة.