النهار

الشمال بهيئاته الرسمية والمدنية والانسانية في أعلى درجات الاستنفار لإيواء النازحين والتخفيف من مأساتهم
المصدر: "النهار"
ستدعى استمرار تدفق النازحين من الجنوب والبقاع الى الشمال جراء العدوان الاسرائيلي، فتح مزيد من المدارس والثانويات الرسمية لايوائهم في: طرابلس (مدرستان في ابي سمراء)، الكورة (مدرستان في كوسبا)، الضنية (مدرسة في بقرصونا )، والمنية ايضا فتحت مدرسة اضافية، في حين ارتفع العدد في زغرتا وقضاء زغرتا الى خمسة آلاف نازح،
الشمال بهيئاته الرسمية والمدنية والانسانية في أعلى درجات الاستنفار لإيواء النازحين والتخفيف من مأساتهم
فرش اسفنجية من مؤسسة معوض في أحد مراكز الايواء في زغرتا.
A+   A-

الشمال - طوني فرنجيه (مصوّر)
استدعى استمرار تدفق النازحين من الجنوب والبقاع الى الشمال جراء العدوان الاسرائيلي، فتح مزيد من المدارس والثانويات الرسمية لايوائهم في: طرابلس (مدرستان في ابي سمراء)، الكورة (مدرستان في كوسبا)، الضنية (مدرسة في بقرصونا )، والمنية ايضا فتحت مدرسة اضافية، في حين ارتفع العدد في زغرتا وقضاء زغرتا الى خمسة آلاف نازح، مما استدعى فتح  ست مدارس وثانويات اضافة الى فندق "نورث بالاس". كذلك توزّع العديد من الجنوبيين والبقاعيين على بيوت في الأقضية الشمالية والبعض استأجر شقة أو بيتاً مفروشاً الى حين الفرج..
 
 
ووصل عدد المركز في طرابلس وزغرتا والمنية والكورة، الى 34 مركزاً بمجملها مدارس وثانوبات ومهنيات رسمية...
هذه المراكز، تغصّ بالعائلات النازحة، وجلّهم من النساء والأطفال وكبار السن، الذين يصلون في حالات من الاعياء الشديد والارهاق المضني جراء الوقت الطويل الذي يمضونه على الطرق .
وفيما ارتفعت بدلات إيجار الشقق المفروشة في الأقضية الشمالية ارتفاعاً جنونياً،  
لكن في الجانب الآخر، كانت مبادرات انسانية عالية، إذ اقدم العديد على فتح  المنازل لايواء النازحين مع تقديم الهبات الغذائية وتوزيع الأدوية لمن يحتاج اليها من دون مقابل.
 
 
المسؤولون المحليون عن تنظيم الايواء وتقديم المساعدات لا يزالون في طور التنظيم والاحصاء، للتمكّن من توزيع المساعدات والهبات بانتظام على الجميع، في حين أن الهمّ الأساسي حالياً هو تأمين الفرش ومستلزمات التنظيف والاستحمام حفاظاً على السلامة الاجتماعية. وافيد أن عدداً من أهالي غرتا زودوا المشرفين على مراكز الايواء أرقام هواتفهم عارضين خدمة استحمام النازحين من دون أي مقابل.
أما وجبات الطعام والمواد الغذائية فأصبحت مؤمنة أبضاً بمعدل ثلاث وجبات يومياً، وكذلك الأدوية والطبابة، وتضاف اليها في زغرتا الصحة النفسية.
زهاء 300 شاب وفتاة من "تيار المردة" يعملون منذ الساعة الاولى لوصول النازحين الى زغرتا، مما مكّنهم من إنجاز "داتا" كاملة عن الوافدين.
المسؤول عن إقليم "كاريتاس زغرتا" الأب يوحنا مخلوف، اكد "أن كاريتاس من اليوم الاول للنزوح ساعدت في تأمين الخبز والمستلزمات الطبية للمحتاجين، وأمّنت فحوصاً طبية من خلال العيادة النقّالة."
وأضاف: "نحن اليوم سننهي إحصاء عدد الموجودين في المدارس الرسمية، لنرفع تقريراً بذلك  الى "المركزية" في بيروت ليصار على أساسه الى إرسال المساعدات الينا لنوزعها بدورنا على الأهالي ."
 
 
الى ذلك، يتواصل وصول المساعدات على أنواعها الى قاعتي كنسستي مار يوسف ومار مارون في زغرتا، ويجري توزيعها على المراكز.
وأعلن فريق عمل مؤسسة رينه معوض الوقوف إلى جانب النازحين اللبنانيين في عدد من مراكز الإيواء لتأمين الحاجات الأساسية، بالتنسيق مع وحدة إدارة الكوارث ولجنة تنسيق المساعدات الأساسية.
طرابلس
في طرابلس، وزّعت اللجنة الدولية للصليب الاحمر حصصاً غذائية على عدد من النازحين السوريين خلف الجامعة العربية في مدينة الميناء، فيما تولى متطوّعون تأمين المياه لعدد من مراكز الايواء التي لا تزال تستقبل الوافدين. فيما تتابع الجمعيات الأهلية توزيع الاعانات وتنظم اللجان المشرفة على مراكز الايواء.
رئيس بلدية طرابلس  الدكتور رياض يمق الذي تفقّد عدداً من مراكز الايواء، شدّد في اجتماع تنسيقي مع الجمعيات الأهلية والصليب الأحمر وجهاز الطوارىء والاغاثة، على "الالتزام والتعاون، ووضع خطة واضحة المعالم وتوزيع المسؤوليات والمهمات المطلوبة ضمن الإمكانات المتاحة".
كذلك شدّد على "تعزيز الجهوزية وتقديم المساعدة الى الأخوة الضيوف الذين نزحوا جراء قصف الطيران الحربي الاسرائيلي للمنازل في المدن والبلدات الجنوبية وفي البقاع والضاحية الجنوبية في بيروت، وغيرها من المحافظات اللبنانية".
 
 
 وأشار الى "فتح أبواب مدارس جديدة لإيواء الضيوف الوافدين بأعداد كبيرة، في مقابل قلّة المستلزمات والإمكانات، والنقص في الخدمات والمتطلبات". 
وأشاد بـ"أيادي الخير ومبادرة الجميع الى تقديم المساعدة الفورية"، لافتاً الى أن "العدو لا يفرّق واعتداؤه غاشم، وجميعنا يجب أن نتكاتف ونرص الصفوف ونوحّد الكلمة، لذلك كانت الدعوة السابقة للجمعيات الكشفية التي ستكون الى جانبنا ومعكم، ونحن على يقين أن العديد منكم قد بدأوا بتقديم المساعدات كل ضمن نطاقه وإمكاناته".
لجنة إدارة الكوارث
وتواصل اللجنة المصغرة المنبثقة عن لجنة ادارة الكوارث والازمات في الشمال، اجتماعاتها في سرايا طرابلس، لتنظيم عملية النزوح في اتجاه المناطق الشمالية. وأكدت القائمقام إيمان الرافعي  أن "نجاح العمل يتطلب الوحدة والتنسيق والتعاون بين مختلف الادارات الرسمية والأمنية والعسكرية والمنظمات الدولية"، مشيرة الى أن "عناصر الصليب الأحمر بالتعاون والتنسيق مع لجنة ادارة الكوارث وعدد من موظفي الادارات الرسمية المعنية والبلديات، تجري إحصاءات ومسحاً شاملاً على مدار الساعة، لعدد النازحين في المراكز المحددة من اللجنة الوطنية، للتمكن من معرفة الأعداد واستيعابهم وتوزيعهم بشكل منظّم على المراكز، إضافة الى توفير كل الحاجات والمستلزمات من بطانيات وفرش ومواد غذائية بطريقة جيدة ولائقة".
 
 


ونوقشت في الاجتماع الخطة الموضوعة، وتقرر الاتصال بالقيادات الكشفية المحلية في طرابلس والشمال، لحثها على مساعدة مدراء المراكز في توزيع المستلزمات اليومية، وإحصاء أعداد النازحين يومياً، وخصوصاً أن عمليات النزوح مستمرة حتى الساعة، لكي تتمكن المنظمات الدولية من تقديم كل الحاجات والمستلزمات المطلوبة للنازحين بطريقة سليمة.


كذلك، أعلن مندوب "كاريتاس" عن تقديم ثلاث وجبات غذائية يومياً الى جميع النازحين في المراكز المحدّدة في محافظة لبنان الشمالي، إبتداء من اليوم.
ممثّل الجيش
وأكد ممثل الجيش في اللجنة العميد طوني غية أن "عناصر الجيش اللبناني ستتمركز أمام مراكز النازحين لبسط الأمن وتوفير الاطمئنان لهم".
وعقدت اجتماعات مماثلة في القائمقاميات الشمالية الأخرى، بهدف الاستجابة لحاجات النازحين.
 
 
 
 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium