بدأت مفاعيل التقارب الإيراني السعودي تُترجم على أرض الواقع إجراءات فعلية من قبل الطرفين، قبل إنقضاء مهلة الشهرين التي تم الحديث عنها كفرصة لإعلان جدّية النوايا. ومن شأن الاتفاق لإعادة العلاقات تهدئة الخصومة طويلة الأمد التي ساهمت في تأجج الصراعات في أنحاء الشرق الأوسط.
وفي جديد هذه الإجراءات، عاودت السفارة الإيرانية في السعودية فتح أبوابها، في حين زار وزير الخارجية السوري فيصل المقداد الرياض، وتطوّرت مفاوضات الحوثيين مع السلطات اليمنية الشرعية، وأثمرت تبادل أسرى.
إعادة فتح السفارة
في السياق نفسه، قال شاهد من "رويترز" إن السفارة الإيرانية في #السعودية أعادت فتح أبوابها اليوم الأربعاء للمرة الأولى منذ سبعة أعوام.
وقال مراسل لـ"رويترز" إن البوابات الثقيلة لمجمع السفارة الإيرانية في الرياض كانت مفتوحة بينما كان فريق يقوم بتفتيش مبانيها. وشوهدت شاحنة بيضاء تصل إلى البوابة.
وفتحت البعثة الديبلوماسية أبوابها بعد ساعات من قول وزارة الخارجية الإيرانية إن وفدا فنيا وصل إلى المملكة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني في بيان "سيتخذ الوفد الإيراني الإجراءات المطلوبة في الرياض وجدة لاستئناف أنشطة السفارة والقنصلية العامة".
المقداد في الرياض
ووصل المقداد الأربعاء إلى مدينة جدة، في أول زيارة رسمية للسعودية منذ انقطاع العلاقات بين الدولتين عند بداية النزاع في #سوريا، وفق ما أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).
وتأتي زيارة المقداد قبل اجتماع لدول مجلس التعاون الخليجي يشارك فيه أيضاً كلّ من الأردن ومصر والعراق الجمعة في مدينة جدّة للبحث في عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية بعد تعليق عضويتها منذ 2012.
وكانت الرياض أعلنت الشهر الماضي أنها تجري مباحثات مع دمشق تتعلّق باستئناف الخدمات القنصلية بين البلدين.
ولدى وصول المقداد إلى مطار الملك عبدالعزيز في محافظة جدة، كان في استقباله نائب وزير الخارجية السعودي وليد بن عبدالكريم الخريجي، على ما ذكرت وكالة الانباء #السعودية (واس).
وقالت الوكالة ان المقداد "يزور المملكة العربية السعودية في إطار دعوة من الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، وزير الخارجية السعودي، لعقد جلسة مباحثات تتناول الجهود المبذولة للوصول إلى حلٍ سياسي للأزمة السورية يحافظ على وحدة سوريا وأمنها واستقرارها، وتسهيل عودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم، وتأمين وصول المساعدات الإنسانية للمناطق المتضررة في سوريا".
من جهتها، أوردت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) أنّ المقداد وصل إلى جدّة "لإجراء مباحثات حول العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين والقضايا ذات الاهتمام المشترك".
تبادل أسرى
وقال المتحدث باسم الوفد الحكومي اليمني في مفاوضات الأسرى وعضو الوفد المفاوض ووكيل وزارة حقوق الانسان ماجد فضائل عبر "تويتر": "تم التاكيد أنّ عملية التبادل ستنطلق صباح الجمعة... وسوف تستمر ثلاثة أيام".
وبموجب الاتفاق، سيُفرج الحوثيون عن 181 أسيرًا، بينهم سعوديون وسودانيون، مقابل 706 معتقلين لهم لدى القوات الحكومية.
وكان رئيس اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى التابعة للحوثيين عبد القادر المرتضى أعلن السبت عن وصول 13 أسيرا إلى مطار صنعاء الدولي مقابل أسير سعودي أفرج عنه في وقتٍ سابق".
وفي آخر عملية تبادل كبرى جرت في تشرين الأول 2020، تمّ "إطلاق سراح أكثر من 1050 أسيرا وإعادتهم إلى مناطقهم أو بلدانهم"، بحسب اللجنة الدولية للصليب الأحمر.