تسبب انزلاق السودان المفاجئ نحو الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية في تقطع السبل بآلاف الأجانب، ومنهم ديبلوماسيون وموظفو إغاثة، وتسعى بلدان من أنحاء العالم لإجلاء مواطنيها.
وتجري العديد من جهود الإجلاء على ما يبدو عبر بورسودان المطلة على البحر الأحمر على بعد نحو 650 كيلومترا شمال شرق الخرطوم، في وقت تواصلت المعارك وإطلاق النار في العاصمة وضواحيها الاحد.
وفي ما يلي الدول التي تقوم بعمليات إجلاء من السودان:
- الولايات المتحدة -
قامت قوات خاصة أميركية بإجلاء جميع موظفي السفارة الأميركية وعائلاتهم، جنبا إلى جنب مع بعض الديبلوماسيين من بلدان أخرى، من السفارة أمس السبت باستخدام طائرات هليكوبتر أقلعت من قاعدة في جيبوتي وتزودت بالوقود في إثيوبيا. ولم تتعرض تلك الطائرات لأي إطلاق نار أثناء الإجلاء.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أنه أمر بإجلاء موظفي السفارة الأميركية في الخرطوم وأسرهم بسبب "المخاطر الأمنية الرهيبة والمتنامية" وسط القتال الذي أودى حتى الآن بحياة المئات إضافة إلى آلاف الجرحى.
وعلقت السفارة عملياتها في السودان بسبب المخاطر الأمنية، لكن موظفيها المحليين بقوا لمواصلة تقديم الخدمات.
ولا تعتزم واشنطن تنسيق إجلاء مزيد من المواطنين الأميركيين من السودان، لكنها تدرس خيارات مساعدتهم على المغادرة.
ولا يزال آلاف المواطنين الأميركيين يحمل عدد منهم جنسية اخرى، في البلاد.
- فرنسا -
قالت وزارة الخارجية الفرنسية، الأحد، إنها تقوم بإجلاء الديبلوماسيين والمواطنين.
وأفاد مسؤول في وزارة الخارجية الأحد أن فرنسا نقلت زهاء 100 شخص من رعاياها ورعايا دول أخرى من السودان على متن أول رحلة تقوم بها في إطار عملية إجلاء "معقدة" مع استمرار المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وقال المسؤول الذي طلب عدم كشف اسمه "أقلعت طائرة أولى من الخرطوم ومن المتوقع أن تصل الى جيبوتي قرابة الساعة 18:00 (16:00 ت غ)"، مشيرا الى أنه من المقرر أن تقلع طائرة أخرى "عند الساعة 17:30" وعلى متنها أيضا ما يناهز 100 شخص.
وأكدت المصادر الديبلوماسية والعسكرية أن الأشخاص الذين يتم إجلاؤهم وصلوا الى مكان إقلاع الرحلة "متعبين، متوترين، لكنهم كانوا مرتاحين كثيرا لوصولهم الى برّ الأمان".
وأضافت أن هؤلاء كانوا "منهكين على الصعيد النفسي نظرا لما مرّوا به" مع تواصل المعارك لأكثر من أسبوع، الا أن حالتهم البدنية كانت جيدة نسبيا رغم معاناتهم مثل غيرهم من سكان الخرطوم، من نقص في المواد الغذائية والمياه.
وقد تبادل طرفي الصراع في السودان تبادلا الاتهامات بمهاجمة موكب فرنسي. وقال الجيش إن قوات الدعم السريع أطلقت النار على الموكب مما أسفر عن إصابة مواطن فرنسي. وقالت قوات الدعم السريع بدورها إنها تعرضت لهجوم من طائرة أثناء الإجلاء مما أدى لإصابة مواطن فرنسي، مضيفة أنها أعادت الموكب لنقطة انطلاقه.
ولم تعلق وزارة الخارجية الفرنسية على ما تردد بشأن الهجوم أو الإصابة. كذلك، لم تشأ المصادر "التعليق على شائعات كهذه" في حين أن "العملية لم تنتهِ بعد". وأكدت أن فرنسا لم تكن لتنفذ عمليات الإجلاء "ما لم تكن قد حصلت على ضمانات أمنية من الطرفين المتقاتلين، تم التشديد عليها مرارا وتكرارا".
وأقرت المصادر بأن عملية الإجلاء "شديدة التعقيد" ويمكن "أن تواجهها صعوبات حتى النهاية"، خصوصا أن المعارك انعكست سلبا على مختلف الخدمات في السودان، ومنها شبكات الاتصال والانترنت ذات الأهمية في تحديد مواقع الأشخاص المطلوب إجلاؤهم.
وأفادت المصادر الديبلوماسية أن دولا عدة طلبت مساعدة فرنسا في مسألة الإجلاء، مثل ألمانيا وسويسرا والمملكة المتحدة وبلجيكا والنيجر والمغرب ومصر وإثيوبيا، من دون أن يحدد جنسيات الأشخاص في رحلتي الإجلاء.
- ألمانيا -
أعلنت ألمانيا، الأحد، بدء عملية إجلاء رعاياها من السودان، حالها كحال دول أجنبية عدة مع تواصل المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع، وفق ما أفاد وزارتا الخارجية والدفاع.
وأوضحت الوزارتان على تويتر "هدفنا هو نقل أكبر عدد ممكن من الرعايا (الألمان) من الخرطوم في ظل هذا الوضع الخطر في السودان. ضمن امكاناتنا، سننقل أيضا رعايا من الاتحاد الأوروبي ومن دول أخرى معنا".
وكشفت مجلة "در شبيغل" الألمانية أن برلين اضطرت الأربعاء لإلغاء عملية إجلاء. وأوضحت أن ثلاث طائرات عسكرية قادرة على نقل زهاء 150 ألمانيًّا توجهت الى السودان لكن عادت أدراجها.
من جهتها، أفادت صحيفة "بيلد" أن الحكومة الألمانية تعتزم تنفيذ عمليات الإجلاء على مرحلتين باستخدام طائرات نقل عسكرية من طراز "إيه 400 أم".
وأشارت الصحيفة الى أن ألمانيا نشرت عددا من المظليين في الأردن للمساعدة في مهمات إجلاء جديدة بحال الحاجة.
- روسيا -
قال السفير الروسي لدى الخرطوم لوسائل إعلام روسية إن 140 من 300 مواطن روسي في السودان أعلنوا أنهم يريدون الرحيل. وأضاف أنه تم وضع خطط للإجلاء، لكن لا يزال من المستحيل تنفيذها لأنها تشمل اجتياز جبهات قتال.
- بريطانيا -
قال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك الأحد إن القوات المسلحة البريطانية أجلت الموظفين الديبلوماسيين وعائلاتهم من السودان.
وكتب على تويتر "أعبر عن تقديري لالتزام ديبلوماسيينا وشجاعة قواتنا المسلحة التي نفذت هذه العملية الصعبة". وأضاف "نواصل السعي بكل الوسائل لوقف إراقة الدماء في السودان وضمان سلامة البريطانيين المتبقين هناك".
وكان سوناك اجتمع بقادة أمنيين أمس السبت لمناقشة الوضع في السودان. وذكر متحدث باسم الحكومة أن وزارة الدفاع تتعاون مع وزارة الخارجية "من أجل الاستعداد لعدد من الحالات الطارئة".
- تركيا -
بدأت أنقرة عملياتها فجر الأحد حيث نقلت نحو 600 من رعاياها برا من اثنين من احياء الخرطوم ومدينة ود مدني الجنوبية.
ولكن سفارة تركيا في الخرطوم أعلنت في تغريدة عن تأجيل موعد إجلاء الاتراك في حي كافوري شمال الخرطوم "حتى اشعار آخر" بسبب انفجار وقع صباح الاحد قرب مسجد مخصص كموقع للتجمع.
- كندا -
أعلنت كندا، الأحد، أنها علّقت بشكل موقت نشاطها الديبلوماسي في السودان، مشيرة الى أن بعثتها تعمل من "مكان آمن خارج البلاد" في ظل احتدام المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وجاء في بيان مشترك لوزيرتي الخارجية ميلاني جولي والدفاع أنيتا أناند "تدهور الوضع في السودان بشكل سريع، ما يجعل ضمان أمن موظفينا في الخرطوم مستحيلا".
وأوضحت جولي في تغريدة على تويتر، أن "ديبلوماسيّينا هم في أمان ويعملون من خارج البلاد"، من دون تفاصيل إضافية.
الى ذلك، بقي الموظفون المحليون في العاصمة السودانية، وفق ما أكدت السلطات الكندية، مشددة على أنها تدرس "كل الخيارات المحتملة لدعمهم في ظل تطوّر الوضع بشكل سريع".
وأكدت الخارجية أنها ستواصل تقديم خدمات قنصلية لمواطنيها في السودان، الا أنها ستكون "محدودة" نظرا للظروف.
وأفاد البيان المشترك أن فريقا كنديا للانتشار السريع انتقل الى جيبوتي تحضيرا لعمليات إجلاء محتملة، مضيفا أن وزارة الدفاع والقوات المسلحة "تعدّان خططا لحالات الطوارئ المختلفة جنبا الى جنب مع شركاء حكومة كندا".
وتابع "العسكريون الكنديون الذين تم نشرهم في المنطقة هم على تواصل وثيق وتخطيط مع حلفائنا".
- ايطاليا -
وبدأت ايطاليا، الأحد، عملية إجلاء رعاياها من السودان، ورعايا من سويسرا واعضاء في سفارة الكرسي الرسولي في السودان.
وقال وزير الخارجية الإيطالي انطونيو تاجاني لقناة "راي 3" "قمنا بالتواصل مع 140 ايطاليا يوجدون في السودان، ونقوم بكل ما هو ممكن لضمان سلامتهم". وأكد أن العملية ستجري بالتنسيق مع وزارة الدفاع الايطالية.
وتابع "إجمالا سيهتم جنودنا بنحو مئتي شخص، بينهم مواطنون سويسريون واعضاء السفارة الرسولية" في السودان. ورفض الوزير الكشف عن عدد الجنود الايطاليين على الارض.
- اليونان -
وقال وزير الخارجية اليوناني نيكوس ديندياس الأحد إن رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس أمر بارسال طائرات وقوات تابعة لسلاح الجو إلى مصر للمشاركة في عملية محتملة لإجلاء رعايا يونانيين وقبارصة من السودان.
- مصر -
قالت وزارة الخارجية المصرية في بيان الأحد إن إجراءات إجلاء عدد من المصريين من المناطق الآمنة بالسودان بدأت، وإنها تجري بالتنسيق مع السلطات السودانية.
وأضاف البيان "تستمر قنصليتنا في الخرطوم وبورتسودان والمكتب القنصلي في وادي حلفا في التنسيق مع المصريين الجاري إجلاؤهم من خلال بورتسودان ووادي حلفا".
كانت مصر حضت مواطنيها خارج الخرطوم على التوجه إلى قنصليتيها في بورتسودان ووادي حلفا في الشمال استعدادا لإجلائهم وحثت رعاياها في الخرطوم على الاحتماء في منازلهم حتى يتحسن الوضع.
وقالت إنه يجب تنفيذ عملية "محكمة وآمنة ومنظمة" لإجلاء مواطنيها البالغ عددهم عشرة آلاف في السودان.
وأضافت أن أحد ديبلوماسييها أُصيب بطلق ناري دون الخوض في تفاصيل.
وقال مصدران أمنيان لرويترز إن عدد المصريين الذين تم إجلاؤهم من السودان سواء برا أو جوا بلغ نحو 500 مصري. وأكدا استمرار وجود بعض موظفي السفارة المصرية بالسودان. وأضافا أن السفارة لم تعلق عملها حتى الآن.
- السعودية والكويت -
وقد أجلت السعودية أمس السبت 91 سعوديا ونحو 66 شخصا من دول أخرى من بورسودان على متن سفينة حربية إلى جدة عبر البحر الأحمر.
وقد وصل أكثر من 150 شخصا من السعوديين ورعايا دول أخرى بحرا الى جدة السبت، في أول عملية إجلاء معلنة لمدنيين من السودان منذ اندلاع المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع قبل أسبوع، وفق ما أعلنت وزارة الخارجية السعودية.
وأفادت الوزارة أن القوات البحرية السعودية، وبالتعاون مع أفرع عسكرية أخرى، أجلت "91 مواطنا، فيما بلغ عدد الأشخاص الذي تم إجلاؤهم من الدول الشقيقة والصديقة نحو 66 شخصا" من 12 بلدا هي الكويت وقطر والإمارات ومصر وتونس وباكستان والهند وبلغاريا وبنغلادش والفيليبين وكندا وبوركينا فاسو.
كذلك، قالت الكويت إن جميع المواطنين الراغبين في العودة إلى ديارهم وصلوا إلى جدة.
- بلدان أخرى -
اتهم الجيش السوداني قوات الدعم السريع بمهاجمة ونهب قافلة للسفارة القطرية كانت متوجهة إلى بورسودان. ولم يصدر تعليق سواء من قوات الدعم السريع أو قطر.
وقال الأردن إنه بدأ إجلاء نحو 300 من مواطنيه من بورسودان أمس السبت. وصرح المتحدث باسم الخارجية الاردنية سنان المجالي السبت بان عمان بدأت باجلاء نحو 300 مواطن اردني مضيفا ان هناك "تعاونا مستمرا مع الامارات والسعودية لهذه الغاية".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية أحمد الصحاف إن موظفي السفارة العراقية غادروا الخرطوم السبت، فيما وصل الأحد 14 مواطنا سالمين إلى "موقع آمن" في بورتسودان.
وأعلن لبنان أن 60 مواطنا غادروا الخرطوم برا وهم "بأمان" قبل إجلائهم بحرا.
وقالت السفارة الليبية في الخرطوم الجمعة إنها أجلت 83 ليبيا من الخرطوم ونقلتهم إلى بورتسودان.
ومن الدول الأجنبية الأخرى التي تستعد لعمليات الإجلاء كوريا الجنوبية واليابان اللتان نشرتا قوات في دول مجاورة. وقالت كوريا الجنوبية يوم الجمعة إنها سترسل طائرة عسكرية لإجلاء 25 من مواطنيها في السودان.
وسمحت السويد للحكومة بنشر قوات للمساعدة في إجلاء موظفي السفارة وأسرهم.
وأعلنت هولندا أيضا انضمامها إلى الجهود لإجلاء رعاياها. وقال وزير الخارجية الهولندي فوبكه هوكسترا الأحد إن بلاده أجلت أول مجموعة من رعاياها من السودان.
وأضاف هوكسترا أن "حفنة" من الهولنديين تمكنوا من مغادرة الخرطوم على متن طائرة فرنسية في إطار ما وصفه بأنه "عملية معقدة جدا" نُفذت بمساعدة فرنسا وألمانيا ودول أخرى.
وقال إنه يأمل في أن تتمكن مجموعة أكبر من المغادرة مساء اليوم باستخدام طائرتين عسكريتين أرسلتهما هولندا إلى الأردن الأسبوع الماضي للمساعدة في جهود الإجلاء.
وقالت الحكومة الهولندية في رسالة إلى البرلمان اليوم إن نحو 150 مواطنا هولنديا طلبوا الإجلاء.
وذكر مصدر في جيبوتي أن طائرات من إيطاليا وبريطانيا وكندا تنتظر الضوء الأخضر لتتوجه إلى الخرطوم. وتجري العديد من جهود الإجلاء في جيبوتي.
وقال الجيش السوداني إنه ينسق أيضا جهود إجلاء الديبلوماسيين الصينيين.
وذكرت إندونيسيا إن 43 من رعاياها لجأوا الى مجمع السفارة في الخرطوم.
واعلن الاتحاد الأوروبي الجمعة إنه "يحاول تنسيق عملية لإجلاء مدنيينا من المدينة التي بات الوضع فيها الآن في غاية الخطورة". ولسبع دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي بعثات في السودان.
- مخاوف -
وبينما يشكّل إجلاء الديبلوماسيين والرعايا موضوعا ضاغطا للدول الأجنبية، تثير العمليات مخاوف على مصير السودانيين العالقين وسط نيران القتال بين البرهان ودقلو.
ويرى الباحث حميد خلف الله أن "المطالبة بممرات إنسانية آمنة لإجلاء مواطنين أجانب من دون المطالبة في الوقت نفسه بوقف الحرب، أمر رهيب".
ويقول "سيكون للاعبين الدوليين ثقل أقل بعد مغادرة مواطنيهم البلاد"، مضيفا متوجها الى هؤلاء "افعلوا ما تشاؤون للخروج آمنين، لكن لا تتركوا السودانيين من دون حماية".
وأفاد شهود وكالة فرانس برس، الأحد، أن المعارك وإطلاق النار متواصلة في العاصمة وضواحيها. وحلّقت طائرات حربية فوق الخرطوم. وتسبّبت الغارات الجوية والقصف المدفعي حتى الآن بإغلاق "72 في المئة من المستشفيات" في مناطق النزاع، وفق لجنة أطباء السودان.
في الشوارع، يمكن رؤية آثار الاقتتال: أعمدة كهربائية على الأرض، محال تجارية محترقة، ودخان يتصاعد من هنا وهناك.
ومن الفاتيكان، دعا البابا فرنسيس الى "الحوار" في مواجهة الوضع "الخطر".
وقال خلال قداس الأحد في ساحة القديس بطرس "للأسف فإن الوضع يبقى خطرا في السودان، ولهذا أجدد دعوتي لوقف العنف في أسرع وقت ولاستئناف الحوار".
كذلك، دان بايدن أعمال العنف، قائلا إنها "عبثية ويجب أن تتوقف".
وكان طرفا القتال أعلنا الجمعة وقفا لإطلاق النار لمدة ثلاثة أيام لمناسبة عيد الفطر، ثم تبادلا الاتهامات بخرقه.
وكان دقلو المعروف بحميدتي والبرهان حليفين عندما نفذا انقلابا في العام 2021 أطاحا خلاله بالمدنيين الذين كانوا يتقاسمون السلطة معهم، من الحكم. لكن الخلافات والصراع على السلطة ما لبثت أن بدأت بينهما وإن بقيت كامنة في فترة أولى.
وتشكّلت قوات الدعم السريع في إقليم دارفور لمساندة قوات الرئيس السابق عمر البشير آنذاك لقمع المتمردين في الإقليم الواقع في غرب السودان. واتهمت بتجاوزات وبانتهاكات وقمع.
وقال مساعد وزير الخارجية الأميركي جون باس ليلا إن قوات الدعم التي تسيطر بشكل واضح على مساحة كبيرة من الخرطوم، "تعاونت" في عملية الإجلاء".
وتسيطر قوات الدعم على مطار الخرطوم الذي شهد معارك عنيفة واحترقت فيه طائرات. لكن يصعب التحقّق ممّا حصل فعليا على الأرض ومن يسيطر على ماذا.
- العيش في العتمة -
ويقول الباحث في "مجموعة الأزمات الدولية" آلان بوزويل "للأسف، كان التركيز والزخم الأساسي لمحاولة وقف إطلاق النار خلال العيد في السودان منصبا على إجلاء الرعايا الأجانب وليس على أعمال الإغاثة الإنسانية أو ديبلوماسية السلام".
في الخرطوم التي يبلغ عدد سكانها خمسة ملايين نسمة، يتملّك الرعب المدنيين داخل منازلهم، في ظل انقطاع شبه تام للكهرباء والمياه منذ بدء المعارك. ويتخوّف الجميع من استئناف المعارك بشكل أقوى بعد خروج الأجانب.
ويجازف عدد منهم بالخروج للحصول على مواد غذائية على نحو عاجل أو للفرار من المدينة.
وقال أحد السكان عوض أحمد شريف "جميع الأهالي هنا يعانون من مشكلة المياه".
أضاف "كما انقطعت عنا الكهرباء، وأعيدت قبل ثلاثة أيام. كنا نعيش في العتمة، وهذا غير طبيعي... ليحمنا الله".
كذلك، تحدثت منظمة "نتبلوكس" ومقرها في لندن والمعنية برصد الشبكة العنكبوتية في أنحاء العالم، عن "انقطاع شبه تام" في الاتصال بالإنترنت.
وتشهد مناطق أخرى غير الخرطوم معارك أيضا، لا سيما في إقليم دارفور حيث قالت منظمة "أطباء بلا حدود" إن الوضع "كارثي" في مدينة الفاشر، و"لا يتوافر عدد كافٍ من الأسرّة لاستيعاب عدد الجرحى الهائل"، وبينهم عدد كبير من الأطفال.