مرّة جديدة، ملأ الغبار والأتربة اليوم سماء العاصمة العراقية بغداد، ومناطق أخرى في البلاد وصولاً إلى أربيل عاصمة إقليم كردستان، ما دفع السلطات إلى تعطيل الدوام الرسمي في الإدارات وتعليق الحركة الجويّة موقتاً.
بدأت العاصفة الترابية ليل أمس مع توقع أن تزول تدريجياً. واستيقظ سكان العاصمة على طبقات من الغبار تغطّي منازلهم وسياراتهم، فيما كان مستوى الرؤية متدنيًا في الشوارع والطرقات التي خلت تقريباً من المارة، كما لاحظ صحافي في "فرانس برس".
وتسبّبت عاصفة أخيرة مماثلة ضربت العراق قبل أسبوع واحد فقط بإغلاق المطارات والإدارات العامة كذلك وتعليق الامتحانات، فيما أصيب نحو 10 آلاف شخص بحالات اختناق خلال العاصفتين الترابيتين الأخيرتين.
وأعلن مطار بغداد الدولي في بيان نقلته وكالة الأنباء العراقية عن استئناف الرحلات الجويّة ظهر اليوم بعد تعليقها "بسبب العواصف الترابية ووصول مدى الرؤية إلى 400 متر".
كذلك، استأنف مطار أربيل رحلاته بعدما تعليقها، كما أعلن مدير المطار أحمد هوشيار لـ"فرانس برس".
في الأثناء، طلبت رئاسة الوزراء في بيان مساء أمس، استباقاً للعاصفة الترابية، "تعطيل الدوام الرسمي في المؤسّسات الرسمية، عدا الدوائر الصحيّة والأمنيّة والخدميّة"، وذلك "بسبب سوء الأحوال الجويّة، ودخول موجة من العواصف الترابية الشديدة إلى مناطق متفرقة من العراق".
صارت العواصف الترابية ظاهرةً متكرّرة بوتيرة متصاعدة في العراق خلال الشهرين الأخيرين، مع حلولها بشكل أسبوعي تقريباً.
ويعزوها الخبراء إلى التغيّر المناخي وقلة الأمطار والتصحر، فالعراق من الدول الخمس الأكثر عرضة لتغيّر المناخ والتصحر في العالم خصوصاً بسبب تزايد الجفاف مع ارتفاع درجات الحرارة التي تتجاوز لأيام من فصل الصيف الخمسين درجة مئوية.
في السياق، حذّر المدير العام للدائرة الفنية في وزارة البيئة العراقية في لقاء مع وكالة الأنباء العراقية من تزايد العواصف الرملية، خصوصاً بعد ارتفاع عدد الايام المغبرة إلى "272 يوماً في السنة لفترة عقدين". ورجح "أن تصل إلى 300 يوم مغبر في السنة عام 2050".
وتمثل زيادة الغطاء النباتي وزراعة أشجار كثيفة تعمل كمصدات للرياح أهم الحلول اللازمة لخفض معدل العواصف الرملية بحسب الوزارة.