النهار

الحرب في السودان تدخل أسبوعها الثامن: قنابل وتبادل نيران... ودعوة أميركيّة- سعوديّة إلى التفاوض لهدنة جديدة
المصدر: أ ف ب
الحرب في السودان تدخل أسبوعها الثامن: قنابل وتبادل نيران... ودعوة أميركيّة- سعوديّة إلى التفاوض لهدنة جديدة
أشخاص يمرون قرب مبنى مركز طبي متضرر في سوق سيتا جنوب الخرطوم (1 حزيران 2023، أ ف ب).
A+   A-
دعت الرياض وواشنطن طرفي النزاع في السودان للعودة إلى طاولة المفاوضات من أجل التوصل إلى وقف جديد لإطلاق النار، قبل يومين من زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى السعودية.

استيقظ سكان الخرطوم على أصوات سقوط قنابل وتبادل نيران أسلحة ثقيلة مع دخول الحرب أسبوعها الثامن، فيما ذكرت وسائل إعلام محلية أن إقليم دارفور المتاخم لتشاد هو أيضا مسرح قتال عنيف بين الفصائل المتحاربة.

وبحسب بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية "واس" الاحد، ما زال وفدا القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع "موجودين في مدينة جدة، رغم تعليق المحادثات وانتهاء وقف إطلاق النار لمدة خمسة أيام".

وقال البيان إنّ "الميسرَيْن (السعودية والولايات المتحدة) على استعداد لاستئناف المحادثات الرسمية"، كما يدعوان "الطرفين إلى اتفاق على وقف إطلاق نار جديد، وتنفيذه بشكلٍ فعال بهدف بناء وقف دائم للعمليات العسكرية".

وجاءت الدعوة السعودية-الاميركية غداة قصف جوي ومدفعي هز الخرطوم السبت بغياب أي أفق للتهدئة في نزاع يواصل حصد الضحايا الذين أعلن الهلال الأحمر السوداني دفن 180 منهم من دون التعرف على هوياتهم.

وزادت حدة المعارك في الأيام الماضية بعدما لاقت الهدنة الموقتة التي أبرمت بوساطة سعودية-أميركية بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، مصير سابقاتها بانهيارها بشكل كامل.

وأفاد شهود عيان الأحد عن قصف جوي استهدف مقراً لقوات الدعم السريع في منطقة شرق النيل شرق العاصمة الخرطوم، مشيرين إلى وقوع إصابات بين المدنيين. 

من جهتها، قالت قوات الدعم السريع في بيان "هاجم طيران الانقلابيين صباح اليوم مواقع تمركز قواتنا في منطقة بحري ... تصدّى لهم أشاوس الدعم السريع بإسقاط طائرة (ميغ)".

غير أنّ مصدراً عسكرياً أفاد وكالة فرانس برس أنّ "الطائرة من طراز FTC  صينية الصنع سقطت بسبب عطل فنّي غرب قاعدة وادي سيدنا الجوية". 

وقال شهود عيان إنّ "الطائرة كانت قادمة من الجنوب إلى الشمال، ومؤخّرتها تشتعل فيها النيران".

في غضون ذلك، تحدّث حاكم دارفور مني مناوي عبر "تويتر" عن "انتهاكات فظيعة" يرتكبها المسلّحون في الإقليم، ودان "أعمال النهب والقتل" التي تحصل في مناطق عدة. وقال "نعلن دارفور منطقة منكوبة نطالب العالم إرسال مواد إنسانية عبر كل الحدود وبكل الوسائل المتاحة". 

جاء ذلك فيما قال خميس عبد الله أبكر والي ولاية غرب دارفور إنّ "الوضع في الولاية حالة كاملة من الانفلات"، مضيفاً أنّ "مسلّحين استباحوا كلّ شيء والأوضاع خارج السيطرة تماماً".  

منذ اندلاع النزاع في 15 نيسان، لم يفِ الجانبان بتعهدات متكررة بهدنة ميدانية تتيح للمدنيين الخروج من مناطق القتال أو توفير ممرات آمنة لإدخال مساعدات إغاثية.

وقتل أكثر من 1800 شخص منذ اندلاع المعارك منتصف نيسان، وفق مشروع بيانات مواقع النزاع المسلح وأحداثها.

الا أن مسعفين ووكالات إغاثة ومنظمات دولية حذّروا مرارا من أن الأرقام الفعلية للضحايا أعلى بكثير، نظرا لوجود جثث في مناطق يصعب الوصول إليها، أو لعدم قدرة بعض المصابين على بلوغ المراكز الطبية للعلاج.

- تعليق المحادثات -
وكان الجيش أعلن الأربعاء تعليق مشاركته في محادثات جدة واتهم قوات الدعم بعدم الإيفاء بالتزاماتها باحترام الهدنة والانسحاب من المستشفيات والمنازل. وأعقب ذلك تأكيد الوسيطين السعودي والأميركي تعليق المحادثات رسميا.

تبدأ زيارة بلينكن إلى المملكة في السادس من حزيران وتنتهي في الثامن منه.

وأبدت الولايات المتحدة استعدادها لاستئناف المحادثات في جدة مع قادة المعسكرين المتحاربين في السودان في حال توافرت نيات "جدية" على صعيد الالتزام بوقف النار.

والخميس، اعلن البيت الابيض أن الولايات المتحدة ستفرض عقوبات اقتصادية جديدة وقيودا على التأشيرات "بحق الاطراف الذي يمارسون العنف" في السودان، وذلك بعد انسحاب الجيش من المفاوضات الأخيرة مع قوات الدعم السريع واتهامه بقصف منطقة سوق قديم في العاصمة.

وباتت ظروف الحياة صعبة في العاصمة حيث قطعت المياه عن أحياء بأكملها ولا تتوافر الكهرباء سوى لبضع ساعات في الأسبوع، فيما توقفت ثلاثة أرباع المستشفيات في مناطق القتال عن العمل ويعاني السكان لتوفير المواد الغذائية.

والوضع مروع بشكل خاص في إقليم غرب دارفور الذي يقطنه نحو ربع سكان السودان ولم يتعافَ من حرب مدمرة استمرت عقدين وخلفت مئات الآلاف من القتلى وأكثر من مليوني نازح. 

وقتل مئات من المدنيين وأضرمت النيران في القرى والأسواق ونُهبت منشآت الإغاثة مما دفع عشرات الآلاف إلى البحث عن ملاذ في تشاد المجاورة. 

وفي مقابل الوساطة السعودية-الأميركية ومباحثات جدة، تعمل أطراف أخرى على محاولة ايجاد حلّ للأزمة، مثل الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا (إيغاد) المؤلفة من ثماني دول بينها كينيا التي استضافت السبت مستشار قائد قوات الدعم يوسف عزت.

ومدّد مجلس الأمن الدولي الجمعة لستة أشهر المهمة السياسية للأمم المتحدة في السودان، بعدما اتّهم قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان المبعوث الأممي فولكر بيرتيس بالإسهام في تأجيج النزاع.
 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium