أعلنت حركة "حماس" أن مسلحيها أطلقوا أسلحة رشاشة وقذائف مضادة للدبابات باتجاه القوات الإسرائيلية في شمال وجنوب قطاع غزة في وقت مبكر اليوم الثلثاء فيما هاجمت دبابات وقوات مشاة إسرائيلية المدينة الرئيسية في القطاع، مما أثار مخاوف من تفاقم المحنة التي يتعرّض لها المدنيون الفلسطينيون.
ووسّعت إسرائيل عمليّاتها البريّة في غزة يعد الهجوم الذي وقع قبل ثلاثة أسابيع والذي تقول السلطات الإسرائيلية إنه أسفر عن مقتل أكثر من 1400 شخص.
وأفاد شهود بأن القوات الإسرائيلية استهدفت الطريق الرئيسي الذي يربط بين الشمال والجنوب في غزة أمس الاثنين وهاجمت مدينة غزة من اتجاهين. وزعمت إسرائيل أن قواتها حرّرت جندية من أسر "حماس"، وهي واحدة من 239 رهينة تقول إسرائيل إنهم احتجزوا في السابع من تشرين الأول.
إلى ذلك، أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس"، أن مسلحين اشتبكوا في ساعة مبكرة من صباح اليوم الثلثاء مع القوات الإسرائيلية "المتوغلة في محور جنوب غزة بالأسلحة الرشاشة ويستهدفون أربع آليات بقذائف الياسين 105"، في إشارة إلى قذائف محلية الصنع مضادة للدبابات.
وذكرت كتائب القسام أن المسلحين استهدفوا أيضاً دبابة وجرافة إسرائيليتان في شمال غرب غزة بقذيفتين.
وتقول السلطات الصحية في غزة إن 8306 أشخاص، من بينهم 3457 قاصراً، قتلوا في الهجمات الجوية والبرية الإسرائيلية.
وأشار متخصّصون عسكريون لـ"رويترز" إلى أن القوات الإسرائيلية تتحرّك ببطء في هجومها البري على غزة لأسباب منها إبقاء الباب مفتوحاً أمام احتمال دخول مسلّحي حركة "حماس" في تفاوض على إطلاق سراح الرهائن.
ويتناقض الحذر النسبي الذي توخته القوات الإسرائيلية في السيطرة على أجزاء من الأراضي وتأمينها في الأيام الأولى من التوغلات البرية المتواصلة في غزة، مع الأسابيع الثلاثة الماضية التي شهدت غارات جوية متواصلة على القطاع المطل على البحر المتوسط، كما يتناقض مع الهجمات البرية الإسرائيلية السابقة هناك.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه ضرب أكثر من 600 هدف للمسلحين خلال الأيام القليلة الماضية في قطاع غزة حيث يحتاج المدنيون الفلسطينيون بشدة للوقود والغذاء والمياه النظيفة مع دخول الصراع أسبوعه الرابع.
وقال مسؤولون بالأمم المتحدة إن أكثر من مليون من السكان المدنيين في غزة، البالغ عددهم نحو 2.3 مليون نسمة، أصبحوا بلا مأوى بسبب القصف الإسرائيلي.
ويقول مسؤولون في الأمم المتحدة إن عدد شاحنات المساعدات الإنسانية التي وصلت إلى الجيب المحاصر أقل بكثير مما هو مطلوب، كما انهار النظام مع اقتحام السكان مستودعات تابعة للأمم المتحدة بحثاً عن الطعام.
وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أمس الاثنين إن ذلك أدى إلى توقف أربعة من مراكز توزيع المساعدات التابعة للأمم المتحدة ومنشأة تخزين عن العمل.
ودخلت شاحنات مساعدات إلى غزة من مصر بوتيرة بطيئة خلال الأسبوع الماضي عبر معبر رفح الذي أصبح النقطة الرئيسية لدخول المساعدات منذ أن فرضت إسرائيل "حصاراً شاملاً" على غزة بعد السابع من تشرين الأول.
وأورد البيت الأبيض أنه يعمل على إدخال المزيد من شاحنات المساعدات إلى غزة.
لا وقف لإطلاق النار
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في وقت متأخر أمس الاثنين إن إسرائيل لن توافق على وقف العمليات القتالية مع "حماس" في غزة وستمضي قدماً في خططها للقضاء على الحركة.
وأضاف نتنياهو أن كل الحروب تسفر عن خسائر غير مقصودة في صفوف المدنيين وأن الهجوم الإسرائيلي على غزة معركة بين "الحضارة والهمجية" داعياً الحلفاء إلى دعم إسرائيل.
وبثّت "حماس" مقطع فيديو أمس يظهر ثلاث نساء من الرهائن المحتجزين في القطاع.
وتظهر في المقطع النساء الثلاث، اللاتي عرفهن نتنياهو بأنهن يلينا تروبانوب ودانييل علوني وريمون كيرشت، يجلسن جنباً إلى جنب أمام جدار، بينما توجه علوني في المقطع رسالة غاضبة إلى رئيس الوزراء.
وندّد نتنياهو بالمقطع ووصفه بأنه "دعاية نفسية قاسية" وقال إن الحملة البرية الإسرائيلية أتاحت إمكانيات لإنقاذ الرهائن.
وأدى الصراع إلى خروج مظاهرات في شتى أنحاء العالم لدعم الفلسطينيين، فضلاً عن مضايقات مرتبطة بمعاداة السامية ورهاب الإسلام.
وأوضح مسؤول في البيت الأبيض أن المسؤولين في إدارة الرئيس جو بايدن، الذين أبدوا قلقهم إزاء تقارير عن حوادث معادية لليهود في الجامعات الأميركية، اجتمعوا مع زعماء يهود أميركيين أمس الاثنين لمناقشة الخطوات اللازمة لمواجهة الأمر.
وفي روسيا، اتّهم الرئيس فلاديمير بوتين الغرب وأوكرانيا بإثارة الاضطرابات داخل بلده، بعدما اقتحم مثيرو شغب مطاراً في منطقة داغستان ذات الأغلبية المسلمة لاعتراض سبيل ركاب يهود وصلوا على متن رحلة من تل أبيب.