أعلن الأردن اليوم أنّه يترك كل "الخيارات مفتوحة"، في ردّه على ما وصفه بـ"إخفاق" إسرائيل في التمييز بين الأهداف العسكرية والمدنية في قصفها المكثّف واجتياحها لقطاع غزة.
ولم يوضح رئيس الوزراء بشر الخصاونة الخطوات الأخرى التي سيتّخذها الأردن بعدما استدعى سفيره من إسرائيل قبل أيام، احتجاجاً على القصف الإسرائيلي على غزّة.
وأعلن الأردن، الأسبوع الماضي، أنّه لن يسمح للسفير الإسرائيلي، الذي غادر عمّان بعد وقت قصير من هجوم حماس، بالعودة لاستئناف مهام عمله في الوقت الحالي، وقال إنّه "شخص غير مرغوب فيه".
وقال الخصاونة، الذي وقّعت بلاده معاهدة سلام مع إسرائيل في عام 1994، لوسائل إعلام رسمية، إنّ "كل الخيارات مطروحة" أمام الأردن في تعامله مع ما وصفه بـ"العدوان الإسرائيلي على غزة وتداعياته".
وذكر أنّ "الحصار الذي تفرضه إسرائيل على القطاع المكتظ بالسكان ليس دفاعاً عن النفس كما تزعم"، مضيفاً أنّ "الهجوم الإسرائيلي لا يُميز بين الأهداف المدنية والعسكرية ويمتد إلى المناطق الآمنة وسيارات الإسعاف".
ونفت إسرائيل قصف أهداف مدنية عمداً في مناطق مكتظة بالسكان، وزعمت أنّ "حماس" تستخدم المدنيين دروعا بشرية، وتحفر أنفاقاً تحت المستشفيات، وتستخدم سيارات الإسعاف لنقل مقاتليها.
من جهتها، علّقت وزارة الخارجية الإسرائيلية، في بيان، بالقول إنّ "علاقات البلاد مع الأردن ذات أهمية استراتيجية لكلا البلدين ونأسف للتصريحات التحريضية الصادرة عن القيادة الأردنية".
وقال ديبلوماسيون على دراية بطريقة تفكير الأردن إنّ البلاد تراجع علاقاتها الاقتصادية والأمنية والسياسية مع إسرائيل، بل وتدرس تعليق المزيد من الخطوات في تنفيذ معاهدة السلام إذا تفاقمت إراقة الدماء في غزة.
وأيقظت الحرب بين إسرائيل وحماس من جديد مخاوف قديمة لدى الأردن، الذي يستضيف عدداً كبيرًا من اللاجئين الفلسطينيين، من أن تغتنم إسرائيل الفرصة وتطرد الفلسطينيين بشكل جماعي من الضفة الغربية المحتلّة، حيث زادت هجمات المستوطنين الإسرائيليين على الفلسطينيين منذ هجوم "حماس" في السابع من تشرين الأول.
وزادت هذه المخاوف منذ تولت الحكومة الائتلافية الإسرائيلية، التي تنتمي إلى التيار القومي الديني وتعتبر الحكومة الأكثر يمينية على الإطلاق، السلطة العام الماضي وتبنّى بعض المتشددين مبدأ أنّ "الأردن هو فلسطين".
وقال مسؤولون إنّ الملك عبد الله عبَّر عن هذه المخاوف خلال محادثاته مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ في بروكسيل، محذّراً من أعمال عنف واسعة النطاق في الضفة الغربية والقدس الشرقية إذا لم يتم كبح هجمات المستوطنين اليهود ضد المدنيين الفلسطينيين.
وقال وزير الخارجية أيمن الصفدي إنّ أيّ تحرك لنقل الفلسطينيين إلى الأردن، الذي له حدود مشتركة مع الضفة الغربية، هو "خط أحمر" يرقى إلى حد إعلان الحرب.
وذكر الصفدي، الأسبوع الماضي، أنّ الأردن سيواجه أي محاولة من إسرائيل لطرد الفلسطينيين سعياً إلى تغيير الجغرافيا والتركيبة السكانية.
ولفتت مصادر أمنية إلى أنّ الجيش الأردني عزز بالفعل مواقعه على طول الحدود.
كما ذكر ديبلوماسيون أنّ مخاوف الأردن كانت على رأس القضايا التي تناولتها المحادثات مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن منذ اندلاع حرب غزة، ومن المرجح أن تثار في اجتماع مع وليام بيرنز، مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي.آي.إيه)، خلال توقّفه في الأردن قريباً.