النهار

انتهاء الهدنة بين"حماس" وإسرائيل... غارات على جميع أنحاء غزة
المصدر: "أ ف ب"
انتهاء الهدنة بين"حماس" وإسرائيل... غارات على جميع أنحاء غزة
أشخاص يجلسون حول نار المخيم وسط المباني المدمرة في منطقة خزاعة على مشارف مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة (30 تشرين الثاني 2023).
A+   A-
انتهت الهدنة بين إسرائيل و"حماس" في قطاع غزة التي بدأ سريانها في 24 تشرين الثاني، صباح الجمعة واستؤنف القتال بين الطرفين على ما أفاد صحافيون من "وكالة فرانس برس" في المكان.
 
وأفادت الوكالة بأنّ الطائرات الحربيّة الإسرائيلية تشنّ غارات على جميع أنحاء غزّة.
وانتهت مدّة الهدنة عند الساعة السابعة بالتوقيت المحلّي (الخامسة ت غ). وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان أنه "استأنف القتال ضد حركة "حماس" في قطاع غزة" فيما دوت صافرات الانذار من صواريخ محتملة في بلدات إسرائيلية قريبة من القطاع".
 
وأعلن الجيش الإسرائيلي صباح الجمعة أنّه اعترض صاروخاً أطلِق من قطاع غزة قبيل انتهاء الهدنة مع "حماس". وقال الجيش على "تلغرام" إنّ نظام الدفاع الجوي "اعترض بنجاح عملية إطلاق" صاروخية من غزة.
 
في أعقاب ذلك تحدّث شهود عيان لـ"وكالة فرانس برس" عن تحليق كثيف لطائرات عسكرية ومسيّرات في المناطق الشمالية الغربية لمدينة غزة. ولم تتبن أي جهة حتى الآن عملية الإطلاق الصاروخية.
 
وذكر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أنّ 6 رهائن إسرائيليين لدى "حماس" قد أطلِق سراحهم ليل الخميس في أعقاب الإفراج عن رهينتين في وقت سابق من اليوم نفسه.
 
 
 
 
 
في أعقاب ذلك أطلقت إسرائيل سراح ثلاثين فلسطينيّاً جميعهم من النساء والقاصرين، بموجب اتفاق الهدنة مع "حماس" الذي من المقرر أن ينتهي الجمعة الساعة 7,00 (05,00 ت غ).
 
وأبدت "حماس" استعدادها الخميس لتمديد الهدنة في قطاع غزة بعد دعوة في هذا الاتجاه وجهها وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن.
 
وقال مصدر قريب من "حماس" لوكالة فرانس برس: "الوسطاء يبذلون جهوداً قوية ومكثفة ومتواصلة حاليّاً من أجل يوم إضافي في الهدنة ومن ثم العمل على تمديدها مرة أخرى لأيام أخرى".
 
وسبق أن مدّدت الهدنة مرتين منذ 24 تشرين الثاني ووضعت حدّاً لسبعة أسابيع من القصف الإسرائيلي المدمر على قطاع غزة ردّاً على الهجوم الدامي الذي شنّته "حماس" في 7 تشرين الأوّل على الأراضي الإسرائيلية.
 
 
 
 
 
وإضافة إلى الرهائن والأسرى المفرج عنهم أتاحت الهدنة أيضاً دخول مزيد من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة المحاصر والمدمّر.
 
وخلال زيارته إسرائيل والضفّة الغربية المحتلة حيث التقى على التوالي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، قال بلينكن: "واضح أننا نريد لهذا المسار أن يمضي قدماً... نريد يوماً ثامناً وأكثر"، داعياً إلى تمديد الهدنة.
 
- هدنة هشة -
وشدّد بلينكن على وجوب أن تضع إسرائيل "موضع التنفيذ خططاً لحماية المدنيين بهدف التقليل من الضحايا الفلسطينيين الأبرياء" في حال استئناف المعارك.
 
في مؤشر إلى هشاشة الوضع، أعلنت "حماس" مسؤوليتها عن هجوم دامٍ الخميس في القدس أسفر عن ثلاثة قتلى إسرائيليين بينهم امرأتان.
 
أتاحت الهدنة حتى الآن إطلاق سراح 80 رهينة إسرائيلية و240 أسيراً فلسطينيّاً. كذلك أطلِق سراح أجانب معظمهم تايلانديون يعملون في إسرائيل، من خارج إطار اتفاق الهدنة.
 
 
 
واحتجزت "حماس" خلال هجومها غير المسبوق داخل الأراضي الإسرائيلية 240 رهينة اقتادتهم إلى غزة حسب الجيش الإسرائيلي. وقتل 1200 شخص في إسرائيل في اليوم الأول للهجوم وفق السلطات الإسرائيلية.
 
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الخميس استناداً إلى وثائق سرية أن مسؤولين إسرائيليين حصلوا قبل أكثر من عام على خطة لـ"حماس" تهدف إلى تنفيذ هجوم غير مسبوق ضد إسرائيل، لكنهم اعتبروا هذا السيناريو غير واقعي.
 
- "عدم التوقف" -
ردّاً على هجوم الحركة، توعّدت إسرائيل بـ"القضاء" على "حماس" وشنّت قصفاً مكثّفاً على غزة ترافق منذ 27 تشرين الأول مع عمليّات بريّة واسعة داخل القطاع ما تسبّب بمقتل أكثر من 15 ألف شخص معظمهم مدنيون وبينهم أكثر من ستة آلاف طفل، وفق حكومة "حماس".
 
ودعت آدام أدار حفيدة يافا أدار (85 عاماً) التي أطلقت "حماس" سراحها في 24 تشرين الثاني "السلطات الإسرائيلية والأسرة الدولة إلى عدم التوقف طالما لم يعد الجميع إلى ديارهم".
 
ولم تتلق آدام أخباراً عن ابن عمها تمير وقالت لفرانس برس: "لا نعرف إذا أصيب وإذا كان يتلقى علاجاً"، مبدية أسفها لأنّ "لا أحد يتحدث عن اتفاق لإعادة الرجال" الرهائن في غزة.
 
 
 
 
أتاح اتفاق الهدنة تسريع وصول مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة، حيث دخلت قوافل طويلة من الشاحنات الخميس من مصر.
 
وباتت الاحتياجات هائلة في القطاع الذي تفرض عليه إسرائيل حصاراً جويّاً وبريّاً وبحريّاً منذ تولي حركة "حماس" السلطة فيه عام 2007، وقد شدّدته في 9 تشرين الأول مانعة دخول المياه والوقود والأغذية إليه.
 
 
 
 
ونزح 1,7 مليون شخص من سكان القطاع البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة من الشمال، المنطقة الأكثر دماراً، إلى الجنوب، فيما تضرّرت أكثر من 50 % من المساكن أو دمّرت بالكامل جراء الحرب وفق الأمم المتحدة.
 
واستغل آلاف السكان الهدنة للعودة إلى منازلهم في الشمال متجاهلين المنع الذي فرضه الجيش الإسرائيلي. وتمثل الهدنة أيضاً لسكان غزة فرصة للتوجّه إلى الشاطئ للاستحمام والاغتسال وغسل الملابس وصيد السمك.

اقرأ في النهار Premium