نفّذ الجيش الإسرائيلي هجمات دامية في أنحاء قطاع غزة، أمس الأحد، استهدفت خلالها مخيّم جباليا للاجئين في الشمال ومستشفى ناصر في الجنوب.
وأعلنت وزارة الصحة التابعة في قطاع غزة مقتل 110 أشخاص في غارات إسرائيلية في شمال القطاع منذ الأحد.
وقالت وزارة الصحة في بيان: "50 شهيداً حتى الآن في المجزرة التي ارتكبها الاحتلال بقصف منازل (..) في جباليا"، موضحة "ارتفاع عدد الشهداء جراء قصف الاحتلال منازل في جباليا أمس إلى 110".
وذكرت "إذاعة الأقصى"، التابعة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أنّ قصفاً إسرائيليّاً بالصواريخ على منزل لعائلة شهاب أدّى إلى مقتل 24 شخصاً وإصابة العشرات.
من جهته، أفاد مسؤول من حركة "الجهاد الإسلامي" بأنّ من بين القتلى نجل داوود شهاب، المتحدث باسم الحركة.
وقال أحد المسعفين إنّ العشرات قتلوا أو أصيبوا في منزل عائلة شهاب ومنازل أخرى مجاورة تعرضت للقصف أيضاً.
وأضاف: "نعتقد أنّ عدد القتلى تحت الأنقاض كبير لكن لا توجد طريقة لرفع الأنقاض وانتشالهم بسبب كثافة النيران الإسرائيلية".
وفي دير البلح بوسط غزة، قال مسعفون إنّ 12 فلسطينيا قُتلوا وأُصيب العشرات. كما أدت غارة جوية إسرائيلية على منزل في رفح جنوب القطاع إلى مقتل ما لا يقل عن أربعة أشخاص.
وهرع الناس للمساعدة في إنقاذ الأسر المحاصرة تحت الأنقاض.
وأشار محمود جربوع، الذي يعيش في مكان قريب، إلى أنّ صوت الانفجار كان "بقوة زلزال".
من جهتها، أعلنت الحكومة الإسرائيلية أنّها نفّذت عمليات ضد أهداف للمسلحين، وأنّها تتّخذ إجراءات استثنائية لتجنب استهداف المدنيين.
في خان يونس بجنوب غزة، ذكر سكان أنّهم سمعوا أصوات طائرات ودبابات إسرائيلية تقصف وأصوات قذائف صاروخية أطلقها مقاتلو "حماس" على ما يبدو.
وأفاد الجيش الإسرائيلي بأنّه قتل سبعة مسلّحين في غارة جوية على خان يونس وعثر على أجزاء لتصنيع الصواريخ وثلاث فتحات أنفاق بالقرب من مدرسة تستخدم كملجأ.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة إنّ قذيفة دبابة إسرائيلية أصابت مبنى الولادة داخل مستشفى ناصر في خان يونس ممّا أدّى إلى مقتل فتاة تبلغ من العمر 13 عاماً تُدعى دينا أبو محسن.وأضاف القدرة أنّ الفتاة سبق وأن فقدت والديها واثنين من أشقائها وإحدى ساقيها خلال قصف منزل في حي الأمل بخان يونس قبل أسابيع.
وقُتل نحو 19 ألف فلسطيني ودُفن الآلاف تحت الأنقاض بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية منذ السابع من تشرين الأول.
وانتعشت الآمال في وقف إطلاق نار آخر وإطلاق رهائن يوم السبت، عندما قال مصدر إنّ رئيس المخابرات الإسرائيلية (الموساد) التقى يوم الجمعة مع رئيس وزراء قطر التي توسّطت لإطلاق رهائن مقابل وقف إطلاق النار لمدة أسبوع وإطلاق سجناء فلسطينيين.
وذكر مصدران أمنيّان مصريّان، أمس الأحد، أنّ إسرائيل و"حماس" منفتحتان على تجديد وقف إطلاق النار والإفراج عن المحتجزين لكن لا تزال هناك خلافات حول كيفية تنفيذه.
ولفت سامي أبو زهري، المسؤول في "حماس" عندما طُلب منه التعليق على البيان المصري، إلى أنّ الحركة منفتحة على أي جهود تهدف إلى إنهاء "العدوان" الإسرائيلي وهذا هو أساس أي نقاش.
وفي إشارة إيجابية أخرى، قال مسؤولون إنّه تم فتح معبر كرم أبو سالم بين إسرائيل وقطاع غزة أمام شاحنات المساعدات، أمس الأحد، للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب، في خطوة تهدف إلى زيادة شحنات الغذاء والأدوية التي تصل إلى القطاع للمثلين.