النهار

مقتل عشرة حوثيّين يمنيّين في القصف الأميركي على زوارق هاجمت سفينة في البحر الأحمر
المصدر: أ ف ب- رويترز
مقتل عشرة حوثيّين يمنيّين في القصف الأميركي على زوارق هاجمت سفينة في البحر الأحمر
متظاهرون يرددون شعارات خلال مسيرة في صنعاء تضامنا مع فلسطينيي غزة (29 ك1 2023، أ ف ب).
A+   A-
قالت حركة الحوثي اليمنية، اليوم الأحد، إن "قوات العدو الأميركي أقدمت على الاعتداء على ثلاثة زوارق تابعة للقوات البحرية اليمنية، ما أدى إلى استشهاد وفقدان عشرة أفراد من منتسبي القوات البحرية".

وذكر المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع في بيان أن "القوات البحرية في القوات المسلحة اليمنية نجحت في تنفيذ عملية عسكرية استهدفت سفينة الحاويات ميرسك هانغتشو وكانت متجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة، وذلك بصواريخ بحرية مناسبة".

وتابع أن "عملية الاستهداف جاءت رفض طاقم السفينة الاستجابة للنداءات التحذيرية للقوات البحرية اليمنية".
 
 
وكان مصدران ملاحيان في ميناء الحديدة اليمني ذكرا لوكالة "فرانس برس" ان عشرة حوثيين يمنيين قتلوا وأُصيب اثنان آخران، الأحد، من جراء قصف أميركي استهدف زوارق هاجمت سفينة حاويات في جنوب البحر الأحمر. 

وفي وقت سابق الأحد، أعلن الجيش الأميركي إغراق ثلاثة زوارق تابعة للحوثيين وقتل طواقمها ردًا على ثاني هجوم في أقلّ من 24 ساعة على حاملة حاويات في البحر الأحمر، ما دفع الشركة المالكة للسفينة إلى تعليق العبور في المنطقة لمدة 48 ساعة.

وأفاد مصدر ملاحي في الميناء الخاضع لسيطرة الحوثييين رفض الكشف عن اسمه، وكالة فرانس برس عن "مقتل عشرة حوثيين وإنقاذ اثنين أصيبوا في القصف الأميركي على الزوارق الحوثية التي كانت تريد توقيف سفينة قبالة الحديدة". 

وأكد مصدر ملاحي آخر بدون الكشف عن هويّته، حصيلة القتلى، مشيرًا إلى أن "أربعة ناجين وصلوا إلى الحديدة ومعهم جريحان نُقلا إلى مستشفى الصماد".

وكانت القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) أعلنت في بيان نشرته عبر منصّة "إكس" أن مروحيات أميركية استجابت لنداء استغاثة من سفينة "ميرسك هانغتشو" الدانماركية للحاويات التي ترفع علم سنغافورة، قائلةً إنها تعرضت لهجوم من جانب أربعة قوارب تابعة للحوثيين.

وأضافت القيادة أن "أثناء إصدار نداءات شفهية للقوارب، أطلقت القوارب النار على المروحيات الأميركية" التي ردت "بإطلاق النار دفاعًا عن النفس، ما أدى إلى إغراق ثلاثة من الزوارق الأربعة، وقتل أفراد طواقمها".

وأضافت أن "القارب الرابع فرّ من المنطقة" مشيرةً إلى أنه "لم يلحق أي ضرر بالأفراد أو المعدات الأميركية".

وأوضحت القيادة المركزية أن النيران التي أُطلقت من القوارب "وصلت إلى مسافة 20 مترًا من السفينة مع محاولة الصعود على متنها".

وأشارت إلى أن هذا ثاني نداء استغاثة تطلقه هذه السفينة في أقلّ من 24 ساعة. 

فقد أسقطت مدمرة أميركية السبت صاروخين بالستيين مضادين للسفن أُطلقا من الأراضي التي يسيطر عليها المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران.

وحتى الساعة، لم يعلن الحوثيون رسميًا مسؤوليتهم عن الهجومين على سفينة "ميرسك هانغتشو".

لكنّ ذلك يأتي في وقت كثف الحوثيون في الأسابيع الأخيرة هجماتهم على السفن في البحر الأحمر ما يهدد بتعطيل تدفقات التجارة البحرية العالمية. 

ويكرّر الحوثيون الذين يسيطرون على مساحات شاسعة من اليمن، بما في ذلك العاصمة صنعاء، أنّهم سيواصلون هجماتهم هذه طالما لم تدخل كميات كافية من الغذاء والدواء إلى قطاع غزة الذي تحاصره إسرائيل وتشن عليه حملة قصف متواصلة وعمليات برية منذ هجوم حماس على الدولة العبرية في السابع من تشرين الأول.

- تعليق الملاحة -
وأوضحت الشركة المالكة أن السفينة التي كانت متّجهة من سنغافورة إلى ميناء السويس في مصر، لم تتضرر من الهجوم الأول على ما يبدو و"تمكنت من مواصلة عبورها شمالًا".

وفي أعقاب الهجومين، أعلنت "ميرسك"، وهي واحدة من أكبر شركات الشحن في العالم، تعليق عبور سفنها في البحر الأحمر لمدة 48 ساعة.

وقالت في بيانها أنه "في ضوء الحادثة - ولإتاحة الوقت للتحقيق في تفاصيل الحادثة وتقييم أوسع للوضع الأمني - اتُخذ قرار تأخير كافة عمليات العبور في المنطقة في الساعات الـ48 المقبلة".

والأربعاء، استأنفت "ميرسك" الملاحة في البحر الأحمر بعد تعليقها منذ منتصف الشهر على خلفية هجمات الحوثيين.

وحولت العديد من السفن مسارها إلى رأس الرجاء الصالح، في أقصى جنوب أفريقيا، وهو طريق طويل ومكلف.

ومع مرور 12% من التجارة العالمية عبره، بحسب غرفة الشحن البحري الدولية، يعتبر البحر الأحمر بمثابة "طريق سريع" يربط البحر الأبيض المتوسط بالمحيط الهندي عبر قناة السويس، وبالتالي أوروبا بآسيا. 

وتمرّ عبر قناة السويس حوالى 20 ألف سفينة سنوياً، وتعتبر حيوية للتجارة العالمية. 

ودفعت هذه الهجمات الولايات المتحدة إلى إنشاء تحالف دولي يضم أكثر من 20 بلدًا لحماية الملاحة في البحر الأحمر.

والحوثيون هم جزء من "محور المقاومة" الذي تقوده إيران ضدّ إسرائيل ويضمّ جماعات أخرى تدعمها طهران مثل حماس وحزب الله اللبناني. 

وتنفي طهران تقديم الدعم العسكري لجماعة "أنصار الله" (الحوثيين).
 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium