النهار

استشهاد الصحافي حمزة وائل الدحدوح وزميله مصطفى ثريا في قصف إسرائيلي على رفح
المصدر: النهار- أ ف ب
استشهاد الصحافي حمزة وائل الدحدوح وزميله مصطفى ثريا في قصف إسرائيلي على رفح
الزميل وائل الدحدوح ونجله الصحافي حمزة.
A+   A-
أعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس مقتل صحافيين في قصف إسرائيلي، الأحد، على مدينة رفح بجنوب قطاع غزة، أحدهما متعاون مع وكالة فرانس برس، والآخر نجل مدير مكتب قناة "الجزيرة" في القطاع وائل الدحدوح.

وقالت الوزارة "ارتقاء مصطفى ثريا وحمزة وائل الدحدوح في غارة على سيارة بمنطقة ميراج برفج جنوب قطاع غزة". وأكدت القناة بدورها استشهاد الصحافيَين "في قصف إسرائيلي".
 
كذلك، نعت قناة "الجزيرة" الصحافي حمزة الدحدوح، نجل الزميل وائل الدحدوح، وزميله مصطفى ثريا الذيين قتلهما قصف إسرائيلي استهدف صحافيّين غرب خان يونس جنوب قطاع غزة اليوم.
 
ودانت في بيان "اغتيال" الصحافيين الفلسطينيين واستهدافهم في غزة. وقالت في بيان: "إن اغتيال الزميلين مصطفى وحمزة اللذين كانا في طريقهما لتأدية عملهما في القطاع، يؤكد من جديد ضرورة اتخاذ كل الإجراءات القانونية الفورية واللازمة بحق قوات الاحتلال لضمان عدم الإفلات من العقاب.

وأضاف البيان أن "قوات الاحتلال الإسرائيلي عمدت إلى استهداف الزميل وائل الدحدوح وعائلته بشكل ممنهج، حيث استهدفت عائلته واستشهدت زوجته وابنه وابنته وحفيده في تشرين الثاني 2023، كما تم استهداف وائل وزميله المصور الشهيد سامر أبو دقة في كانون الأول 2023".
 
وأصيب في الضربة الاسرائيلية الصحافي حازم رجب "إصابة بالغة"، وفقا لبيان الجزيرة، الذي استنكر "تصميم القوات الإسرائيلية على الاستمرار في هذه الاعتداءات الغاشمة ضد الصحافيين وعائلاتهم بهدف ثنيهم عن أداء مهمتهم، وبما ينتهك مبادئ حرية الصحافة ويقوّض الحق في الحياة". 
 
وتابع البيان "إذ تدين الجزيرة بأشد العبارات هذه الجرائم المستمرة التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الصحافيين والإعلاميين في غزة، فإنها تؤكد أن هذا التوجه الإسرائيلي يستدعي التوقف والانتباه، ويتطلب تدخلا فوريا من المجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات عملية وفعالة، ووضعها في مقدمة الأولويات".
 
وقالت شبكة الجزيرة إنها "تحض المحكمة الجنائية الدولية، والحكومات ومنظمات حقوق الإنسان والأمم المتحدة على محاسبة إسرائيل على جرائمها الشنيعة وتطالب بإنهاء استهداف وقتل الصحافيين".
 
وطلبت وكالة فرانس برس تعليقا من الجيش الإسرائيلي الذي طلب الحصول على "الاحداثيات" الدقيقة للضربة.
 
وتعاون ثريا، وهو مصوّر فيديو في الثلاثينات من العمر، مع وكالة فرانس برس منذ العام 2019، إضافة الى وسائل إعلام دولية مثل وكالتي رويترز وأسوشيتد برس، وقناتي الجزيرة وسي أن أن، وفق زملائه في فرانس برس. 
 
أما الدحدوح، فكان يعمل مع شبكة الجزيرة ويتابع حسابه الذي ينشر فيه يوميات الحرب على تطبيق "إنستغرام" أكثر من مليون شخص. ونشر قبيل مقتله قصة ظهر فيها مواطنون ينتشلون جثامين من تحت ركام أحد المنازل وصورة أخرى لجثث مكفّنة في ما يبدو أنه في مشرحة.
 
وقبل نحو 24 ساعة من استشهاده في قصف اسرائيلي استهدف مجموعة من الصحافيين غرب خان يونس، كتب حمزة في منشور على "انستغرام" رسالة الى والده وائل داعياً إياه الى الصبر والجلد. وقد ردّ الأب على ابنه عبر خاصية الستوري داعياً له بالسلامة "الله يحفظك".
 
وفقد وائل الدحدوح زوجته واثنين من أبنائه وحفيده في قصف إسرائيلي في الأسابيع الأولى من الحرب التي اندلعت في السابع من تشرين الأول. كما تعرّض لإصابة من جراء قصف إسرائيلي في 15 كانون الأول أودى بحياة زميله المصوّر سامر أبو دقة.
 
 
 
وبثت الجزيرة لقطات للدحدوح وهو يودع نجله في المستشفى، حيث أجهش بالبكاء وهو يمسك يده اليسرى ويمسّدها مرارا ويلثمها، محاطا بالعديد من زملائه.
 
وبعد دفن نجله حمزة، قال وائل الدحدوح: "لحمزة وكل الشهداء، نقول أن هذه الطريق أعطيناها كثيراً وسقيناها بالدماء، ونحن ماضون... الانسان يحزن ويتألم، فليس أصعب من وجع الفقد، فكيف اذا كان فقد ابني البكر حمزة، روح الروح، وكلّي، وكل شيء. الرسول بكى وحزن، هذه دموع الحزن والفراق".
 
وأضاف في تصريح مباشر من المقبرة لقناة "الجزيرة": "نحن مشبعون بالانسانية وهذا ما يميّزنا عن أعدائنا، وهم مشبعون بالحقد والقتل. دموعنا دموع الانسانية وليست دموع الخوف والاستكانة. وهذا يدفعنا الى القول: نحن ماضون… وبعد حمزة نحن مستمرون، وعلى كل العالم أن ينظر الى ما يحدث لشعب مدني من ظلم كبير، وهذه رسالتنا...".
 
 
- أشلاء ودماء - 
وكان ثريا والدحدوح عائدين من تصوير آثار قصف طال منزلا في مدينة رفح في وقت سابق الأحد، وتعرضت سيارتهما للقصف في طريق العودة.

أثناء تغطية مقتل الصحافيين، قال مراسل القناة القطرية إن "مصطفى ثريا قتل أثناء قيامه بمهمة لصالح قناة الجزيرة".

وأكد شهود عيان لوكالة فرانس برس إن صاروخين أطلقا على السيارة، أصاب أحدهما مقدمتها والآخر اصاب حمزة الذي كان يجلس بجانب مصطفى الذي كان يقود السيارة. 

وقال شاهد عيان فضل عدم الكشف عن هويته لأسباب أمنية "عثرنا على أشلاء... ثم جاءت سيارة إسعاف ونقلت من كانوا في السيارة". 

وأظهرت لقطات فيديو لوكالة فرانس برس العشرات يتفقدون حطام السيارة التي سالت منها الدماء أرضا. 

ووفق أرقام لجنة الصحافيين التي تتخذ من نيويورك مقرا لها، قتل منذ بدء الحرب وحتى 31 كانون الأول، 77 صحافيا على الأقل. ومن بين هؤلاء 70 صحافيا فلسطينيا وأربعة إسرائيليين وثلاثة لبنانيين قضوا في جنوب لبنان.

ودانت حماس "الجريمة النكراء" التي أدت الى مقتل ثريا والدحدوح، معتبرة أنها "استهداف متعمد" للصحافيين.

وأعرب الأمين العام لمنظمة "مراسلون بلا حدود" كريستوف ديلوار عبر منصة "إكس" عن "صدمته" لمقتل الصحافيين.

في 11 أيا 2022 قتلت مراسلة قناة الجزيرة شيرين أبو عاقلة خلال تغطيتها لعملية عسكرية إسرائيلية في مخيم جنين في شمال الضفة الغربية المحتلة.

وأعترف الجيش الإسرائيلي لاحقا بأن أحد جنوده أطلق النار على الأرجح على الصحافية التي كانت ترتدي خوذة وسترة مضادة للرصاص موسومة بكلمة صحافة، بعدما ظن أنها ناشطة. 

تعهدت إسرائيل "القضاء" على حماس بعد هجوم غير مسبوق شنته الحركة الفلسطينية على جنوب الدولة العبرية في السابع من تشرين الأول وأدى إلى مقتل نحو 1140 شخصا غالبيتهم مدنيون وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى أرقام رسمية إسرائيلية. كذلك، اقتيد نحو 250 شخصا واحتُجزوا رهائن ولا يزال 132 منهم داخل القطاع.

في المقابل، أدى القصف الإسرائيلي على القطاع مترافقا مع هجوم بري اعتبارا من 27 تشرين الأول إلى مقتل 22835 شخصا غالبيتهم نساء وأطفال، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس.
 
 

اقرأ في النهار Premium