دانت قناة "الجزيرة"، الأحد، "إقدام قوات الاحتلال الإسرائيلي" على قتل اثنَين من صحافييها العاملين في قطاع غزة في قصف استهدف مركبتهما، معتبرة أن الحادثة "متعمدة".
وقالت "الجزيرة"، في بيان، إنّ "اغتيال الزميلين" مصطفى ثريا - الذي يعمل أيضاً مصور فيديو متعاوناً مع وكالة فرانس برس - وحمزة نجل مراسل "الجزيرة" وائل الدحدوح، بينما كانا "في طريقهما لتأدية عملهما" في القطاع لحساب الجزيرة، فيما أصيب في الضربة الصحافي حازم رجب "إصابة بالغة".
وأكد شهود عيان لـ"فرانس برس" أنّ صاروخَين أطلقا على السيارة، أصاب أحدهما مُقدَّمها والآخر أصاب حمزة الجالس إلى جانب مصطفى الذي كان يقودها.
وقال أحدهم: "عثرنا على أشلاء... ثم جاءت سيارة إسعاف ونقلت من كانوا في السيارة".
واستنكرت "الجزيرة" "تصميم القوات الإسرائيلية على الاستمرار في هذه الاعتداءات الغاشمة ضد الصحافيين وعائلاتهم بهدف ثنيهم عن أداء مهمتهم، وبما ينتهك مبادئ حرية الصحافة ويقوّض الحق في الحياة".
من جهته، قال الجيش الإسرائيلي لـ"فرانس برس" إنّه "أصاب إرهابيّاً كان يقود جهازاً طائراً يشكّل تهديداً للقوات"، مضيفاً أنه "على عِلم بمعلومات مفادها أن مشتبها بهما آخرَين كانا في المركبة نفسها أصيبا خلال الضربة".
ووصف وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، خلال زيارة لقطر، مقتل صحافيَين من قناة "الجزيرة" بالـ"مأساة التي لا يمكن تصوّرها".
وتعليقاً على مقتل الدحدوح وثريا، أكد بلينكن أنّ "هذه حال كثير من الأطفال والرجال والنساء الفلسطينيين الأبرياء".
ووالد حمزة، الزميل وائل الدحدوح، هو مدير مكتب قناة "الجزيرة" في غزة وكان فَقَد زوجته واثنين من أبنائه وحفيده جراء القصف الإسرائيلي في الأسابيع الأولى من الحرب التي اندلعت في السابع من تشرين الأول. كذلك، تعرّض لإصابة جراء قصف إسرائيلي في 15 كانون الأول أودى بحياة زميله المصوّر سامر أبو دقة.
وقال الدحدوح عقب مواراة نجله الثرى: "حمزة كان كلي، روح الروح، كل شيء ... نحن مشبعون بالإنسانية وهم (الإسرائيليون) مشبعون بالقتل والحقد".
ماذا فعلت عائلتي؟
وقال مدير الاخبار في وكالة "فرانس برس" فيل شيتويند إن الوكالة "صدمت" بمقتل مصطفى ثريا وإنها تتعاطف مع عائلته.
أضاف: "ندين بشدة كل الهجمات ضد الصحافيين الذين يؤدون عملهم، ومن الضروري أن نحصل على تفسير واضح لما حدث".
وبثَّت "الجزيرة" لقطات للدحدوح وهو يودّع نجله في المستشفى.
وقال الدحدوح: "على كل العالم أن ينظر إلى ما يحدث هنا في قطاع غزة (...) وما يحدث للشعب الفلسطيني".
وأضاف: "ماذا فعل حمزة لهم (للإسرائيليين)؟ ماذا فعلت عائلتي لهم؟ ماذا فعل المدنيون لهم؟ لم يفعلوا لهم شيئا، لكن العالم يغمض عينيه عما يحدث في قطاع غزة".
أما مصطفى ثريا، وهو مصوّر فيديو في الثلاثينات من العمر، فيتعاون مع وكالة "فرانس برس" منذ عام 2019، إضافة إلى وسائل إعلام دولية مثل وكالتَي "رويترز" و"أسوشيتد برس"، وقناتَي "الجزيرة" و"سي إن إن"، وفق زملائه في "فرانس برس".
وكان ثريا والدحدوح عائدين من تصوير آثار قصف طال منزلا في مدينة رفح في وقت سابق الأحد، وتعرضت سيارتهما لقصف في طريق العودة.
بدوره، أعرب الأمين العام لمنظمة "مراسلون بلا حدود" كريستوف ديلوار، عبر منصة "إكس"، عن "صدمته" لمقتل الصحافيين.
وبمقتل الصحافيَّيْن الأحد، يرتفع عدد الصحافيين والعاملين في وسائل الإعلام الذين قُتلوا منذ بداية الحرب، إلى ما لا يقل عن 79، غالبيّتهم فلسطينيّون، وفقاً للجنة حماية الصحافيين.