رحّبت دول عربية عديدة، الأربعاء، بقرار إيرلندا وإسبانيا والنروج القاضي بالاعتراف بدولة فلسطين، داعيةً سائر الدول إلى القيام بالخطوة نفسها.
وفيما انتقدت إسرائيل القرار بشراسة، كانت السعودية ومصر من بين الدول العربية الأولى التي ثمّنت الإعلان المشترك للدول الأوروبية الثلاث والذي يأتي بعد أكثر من سبعة أشهر من اندلاع الحرب بين حركة حماس وإسرائيل في السابع من تشرين الأول.
وثمّنت وزارة الخارجية السعودية في بيان "القرار الإيجابي"، معتبرةً أنه "يؤكد على الإجماع الدولي على الحق الأصيل للشعب الفلسطيني في تقرير المصير".
كذلك دعت "بقية الدول للمسارعة في اتخاذ القرار ذاته" خصوصًا "الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن التي لم تعترف حتى الآن بالدولة الفلسطينية".
وتقدّم المملكة نفسها على أنها من أكبر داعمي القضية الفلسطينية وتشترط وضع مسار فعلي لإقامة دولة فلسطينية، مقابل تطبيعها العلاقات مع إسرائيل.
وأعلنت إسبانيا وإيرلندا والنروج الأربعاء بشكل مشترك الأربعاء قرارها الاعتراف بدولة فلسطين، آملةً أن تقوم دول أخرى بالمثل، في حين ترى مدريد أن حل الدولتين "معرض للخطر".
من جانبها، رحّبت مصر التي تقود جهود وساطة إلى جانب قطر والولايات المتحدة لإنهاء الحرب، بالقرار معتبرةً أنه "خطوة مقدرة تدعم الجهود الدولية الرامية إلى خلق أفق سياسي يؤدي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".
ودعت مصر في بيان صادر عن وزارة الخارجية، الدول الأخرى إلى القيام بالأمر نفسه وذلك "إعلاءً لقيم العدل والإنصاف، ودعماً لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة الذي عانى من الاحتلال الإسرائيلي لأكثر من سبعة عقود، وتمكينه من إقامة دولته المستقلة".
بدورها، اعتبرت وزارة الخارجية القطرية القرار"خطوة مهمّة لدعم حل الدولتين وتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة"، معربةً عن أملها في "اعتراف المزيد من الدول بدولة فلسطين".
ومنذ اندلاع الحرب في قطاع غزة، تسعى اللجنة الخماسية العربية التي تضمّ السعودية والإمارات وقطر والأردن ومصر إلى خريطة طريق نحو حلّ الدولتين، وهو هدف يرى القادة العرب أنه سيؤدي إلى نزع فتيل التوترات في الشرق الأوسط.
- تحرك أوسع" -
وبحسب تعداد السلطة الفلسطينية، فإنّ 142 من أصل 193 دولة عضواً في الأمم المتحدة سبق أن اعترفت بدولة فلسطين. لكن ذلك لا يشمل معظم بلدان أوروبا الغربية وأميركا الشمالية وأستراليا واليابان وكوريا الجنوبية.
وتقول دول غربية عديدة بينها الولايات المتحدة إنها مستعدة للاعتراف بدولة فلسطينية لكن ليس قبل التوصل إلى اتفاق حول القضايا الشائكة مصل حدودها النهائية ووضع القدس.
بدوره، رحّب الأردن بقرار الدول الأوروبية الثلاث.
وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المجري بيتر سيارتو: "نثمن هذا القرار، ونعتبره خطوة مهمة وأساسية على طريق حل الدولتين الذي يجسد دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على حدود الرابع من حزيران من عام 1967".
وأمل الصفدي أن "تكون هذه القرارات جزءاً من تحرك أوسع يفرض السلام ويضع دول العالم كلها ودول المنطقة على طريق واضح باتجاه السلام العادل والشامل الذي لن يضمن غيره الأمن والاستقرار لفلسطين وإسرائيل والمنطقة".
من جهته، عبّر مجلس التعاون لدول الخليج العربية (السعودية والإمارات وقطر والبحرين وسلطنة عُمان والكويت) عن ترحيبه بالقرار أيضًا.
واعتبر الأمين العام للمجلس جاسم محمد البديوي في بيان أن هذا الاعتراف هو "خطوة محورية وإستراتيجية نحو تحقيق حل الدولتين، ودافعاً قوياً لكافة الدول للقيام بخطوات مماثلة... مما سيساهم في حصول الشعب الفلسطيني على كافة حقوقه".
ودعا "المجتمع الدولي بكافة مؤسساته ومنظماته للقيام بدورهم في دعم الشعب الفلسطيني للحصول على الحق الكامل في إقامة دولته".
كذلك، رحّبت منظمة التعاون الإسلامي بالقرار معتبرةً أن "الخطوة التاريخية الهامة تنسجم مع القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وتساهم في تأكيد الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وتعزيز مكانة دولة فلسطين على الساحة الدولية".
بدورها، حيّت جامعة الدول العربية بلسان أمينها العام أحمد أبو الغيط، قرار إسبانيا والنروج وإيرلندا معتبرةً أنها خطوة تضع الدول الثلاث "على الجانب الصحيح من التاريخ في هذا الصراع" داعيًا سائر البلدان "إلى الاقتداء بالدول الثلاث في خطوتها المبدئية الشجاعة".
والأسبوع الماضي، دعا البيان الختامي للقمة العربية التي عُقدت في البحرين، إلى عقد مؤتمر دولي تحت رعاية الأمم المتحدة "لحل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين".