"لا مكان آمناً في قطاع غزة"... لم تتوانَ إسرائيل عن ارتكاب المزيد من المجازر بحقّ المدنيين والأطفال والنساء في قطاع غزة ومدينة رفح، التي نزح إليها الفلسطينيون ظنّاً منهم أنّها "آمنة"، وذلك بعد ثمانية أشهر على حرب مستعرة راح ضحيتها أكثر من 30 ألف مدني.
ليل الأحد، شنّت الطائرات الإسرائيلية ضرات عنيفة على منطقة مخصصة للنازحين في مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة، ما أسفر عن مقتل 35 فلسطينيّاً وإصابة العشرات، بحسب مسؤولون في خدمات الصحة والطوارئ المدنية الفلسطينية.
وأظهرت مشاهد مروّعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي جثثاً متفحّمة لأطفال في خيام النازحين وسط اشتعال النيران في المكان.
من جهته، زعم الجيش الإسرائيلي أنّ "قواته الجوية استهدفت مجمّعاً تابعاً لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في رفح"، وأنّ الضربة نُفّذت باستخدام "قذائف دقيقة واستندت إلى مخابرات دقيقة". وأضافت مزاعم الجيش الإسرائيلي أنّ "الضربة قضت على رئيس مكتب حماس في الضفة الغربية وقيادي كبير آخر بالحركة".
وتابع: "الجيش الإسرائيلي على علم بالأنباء التي ذكرت أن حريقاً اندلع نتيجة الضربة وأن عدداً من المدنيين أصيبوا".
إلّا أنّ المزاعم الإسرائيلية تتنافى مع حقيقة الواقع، فقد أعلن أشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة في قطاع غزة أنّ 35 قتلوا وأصيب العشرات معظمهم نساء وأطفال في الهجوم.
واستهدفت الضربات الجوية حي تل السلطان في غرب رفح حيث يحتمي الآلاف بعد فرار الكثيرين من مناطق شرق المدينة حيث بدأت القوات الإسرائيلية مداهمات قبل أكثر من أسبوعين.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إنّ مستشفاها الميداني في رفح لا يزال يستقبل عدداً كبيراً من المصابين، وأنّ مستشفيات أخرى تستقبل أيضاً عدداً كبيراً من المصابين.
ووصف المسؤول في "حماس" سامي أبو زهري الهجوم على رفح بأنّه "مجزرة"، محمّلاً "الولايات المتحدة مسؤولية مساعدة إسرائيل بالسلاح والمال".
وقال أبو زهري: "على المجتمع الدولي التحرك لتنفيذ قرار محكمة العدل (الدولية) العليا ووقف حرب الإبادة ضد المدنيين... والإدارة الأميركية تعتبر شريكة في المجزرة ما لم توقف إمدادات السلاح وتتحرك لوقف حرب الإبادة".
وقال أحد السكان الذين وصلوا إلى المستشفى الكويتي في رفح: "الغارات حرقت الخيم، الخيم بتسيح والناس كمان بتسيح".
وكان الجيش الإسرائيلي قد قال، في وقت سابق الأحد، إنّه "رصد ثماني قذائف قادمة من منطقة رفح بجنوب قطاع غزة"، حيث تواصل إسرائيل عملياتها على الرغم من حكم محكمة العدل الدولية التابعة للأمم المتحدة الذي أمرها بوقف الهجوم على المدينة.
وأضاف الجيش الإسرائيلي أنّه "اعترض عدداً من الصواريخ".
وتقول إسرائيل إن حكم محكمة العدل الدولية يتيح المجال للقيام ببعض الأعمال العسكرية هناك.
من ناحيتها، أعلنت "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس"، في بيان عبر قناتها على "تليغرام"، الأحد، أنّها أطلقت "رشقة صاروخية كبيرة" على تل أبيب ردّاً على "المجازر الصهيونية بحق المدنيين".